دعا زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي في تسجيل صوتي منسوب إليه أنصاره إلى "الصبر والثبات" في وجه "الكفار المتحالفين ضدهم في سوريا والعراق".
كما دعا البغدادي في التسجيل الذي تداولته حسابات جهادية على الإنترنت أمس الخميس جنود الخلافة إلى تكثيف "الضربات في كل مكان"، واستهداف مراكز إعلام الدول التي تحارب التنظيم.
وقال البغدادي "لقد أيقن قادة الدولة الإسلامية وأجنادها أن الطريق الموصلة إلى النصر والتمكين هي الصبر والثبات أمام الكفار مهما تحالفوا وحشدوا".
وتحدث عن الهزائم التي مني بها التنظيم في الأشهر الأخيرة، مشيرا إلى "الدماء التي سفكت" في الموصل وسرت والرقة والرمادي وحماة.
واستدرك قائلا "إرهاصات النصر العظيم والفتح الكبير بادية ظاهرة، ولا أدل من ذلك من اجتماع أمم الكفر، وعلى رأسهم أميركا وروسيا وإيران وغيرهم على أرض الملاحم".
وجاء في التسجيل الموقع من مؤسسة الفرقان التي تنتج عادة التسجيلات الصوتية والمصورة لتنظيم الدولة "إننا بحول الله وقوته باقون، ثابتون، صابرون لن تثنينا كثرة القتل والأسر وألم الجراح".
وخلص إلى دعوة "جنود الخلافة وأبطال الإسلام في كل مكان" لاستهداف أعدائهم. وقال "أوقدوا لهيب الحرب على عدوكم وخذوهم وحاصروهم واقعدوا لهم كل مرصد، واجعلوا مراكز إعلام أهل الكفر ودور حربهم الفكرية ضمن الأهداف".
وتابع "واصلوا جهادكم وعملياتكم المباركة، وإياكم أن يهنأ الصليبيون بلذيذ عيش وإخوانكم يذوقون القصف والقتل والدمار".
وعقب بث التسجيل قال مصدر في أجهزة الاستخبارات الأميركية "إن العمل جار للتدقيق في التسجيل، وليست لدينا أسباب للشك في صحته إلا أننا لم نتثبت من ذلك في هذه المرحلة".
أما المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا فقالت لوكالة الصحافة الفرنسية إنه ليست لديها أي معلومة بشأن التسجيل الذي تم بثه الخميس.
وتعود آخر رسالة للبغدادي إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وانتشرت خلال الأشهر الأخيرة العديد من الشائعات بشأن مقتله، وفي منتصف يونيو/حزيران الماضي قال الجيش الروسي إنه يحاول إثبات ما إذا كان البغدادي قتل في غارة جوية روسية بسوريا في مايو/أيار الماضي.
ورصدت واشنطن 25 مليون دولار لمن يحدد مكان البغدادي أو يقتله لكنه ظل متواريا عن الأنظار، وترددت شائعات تفيد بأنه تنقل مرارا في المناطق التي يسيطر عليها تنظيمه بين جانبي الحدود العراقية والسورية.
ورجح مسؤول عسكري أميركي كبير في الأول من سبتمبر/أيلول الجاري أن يكون البغدادي لا يزال على قيد الحياة وأنه مختبئ في مكان ما بوادي الفرات في الشرق السوري. ويعتقد آخرون أنه غادر الموصل مطلع عام 2017.
يذكر أن الظهور العلني الوحيد للبغدادي كان في يوليو/تموز 2014 أثناء الصلاة في جامع النوري الكبير بغرب الموصل بعد إعلان ما سماها "الخلافة" انطلاقا من مناطق واسعة من العراق وسوريا كان سيطر عليها التنظيم المتطرف، وتقديمه باعتباره "أمير المؤمنين".