كشفت صحيفة "إسرائيل هيوم"، اليوم الجمعة، تفاصيلا جديدة عن حرب 1973 التي وقعت بين (إسرائيل) من جهة، ومصر وسوريا في الجهة المقابلة.
وذكرت الصحيفة أنه في نقاش مصيري بمجلس الوزراء في 12 أكتوبر 1973 عندما تلقى زعيم الموساد "تسفي زامير" معلومات من مصدر موثوق به من أعلى المستويات في مصر - ليس الجاسوس أشرف مروان - الذي عرض فيه الخطة المصرية لهجوم عميق داخل سيناء.
وأوضحت أنه فى ذروة حرب يوم الكيبور "الغفران" عقد مجلس الوزراء الأمني جلسة حاسمة مع كبار قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي ورئيس الموساد "تسفي زامير" لمناقشة خيار عبور قناة السويس ولكنهم وجدوا صعوبة في اتخاذ القرار بعد تلقيهم معلومات تفيد بأن القوات المصرية تعتزم إسقاط المظليين في الأيام القليلة القادمة قبل الحرب على الهدف الذي كانوا يريدون مهاجمته.
وأشارت إلى أنه في تلك اللحظة تعالت الأصوات في القيادة الإسرائيلية بما في ذلك رئيس الأركان الذي دعا إلى وقف إطلاق النار لغرض إعادة التنظيم وهذه المعلومة المشار إليها يتم الكشف عنها لأول مرة بعد مرور 44 عامًا على هذا اليوم المصيري.
وأوضحت أنه خلال مناقشة قال موشيه ديان إنه إذ فشلنا سنحارب في ضواحي تل أبيب بينما أفاد رئيس الموساد خلال الحرب زامير البالغ من العمر الآن 92 عامًا أن الموساد تلقى المعلومة من مصدر لم أعرفه أنا شخصيًا ولكن اعتمد لمصداقيته والمعلومة أن المصريين يخططون لإسقاط قوات المظليين على الهدف الذي يريدون مهاجمته.
وقال زامير إنه أعد تقريرًا عن المعلومة وقال إنه لا يتوقع من المصريين تنفيذ مثل هذه الخطوة إلا عن طريق الاستعانة بالقوات المدرعة.
وبينت الصحيفة أنه في الواقع في 14 أكتوبر نفّذت القوات المصرية الهجوم بالاستعانة بالقوات المدرعة وتم التصدي لها في معركة من أكبر المعارك المدرعة في حروب "إسرائيل".
ونقلت الصحيفة عن قائد الجيش المصري آنذاك سعد الشاذلي قوله إن في هذا اليوم تم تدمير 250 دبابة، واعترف المصريون علنا لأول مرة بتدمير 100 دبابة لهم وتحولت المعركة على الجبهة الجنوبية رأسا على عقب بسبب معرفة تلك المعلومة الذهبية.
وأشارت الصحيفة إلى أن المصدر الذي نقل "معرفة الذهب" بالتأكيد لم يكن الجاسوس المصري أشرف مروان، الذي كان يسمى "بابل" ولكن المصدر كان غيره في مصر العميد (ميلي) "اسم رمزي" كما قال أهارون ليبرن (85 عاما) وهو عضو في فيلق الاستخبارات الذي كان في الحرب وكان نائب رئيس قسم بحوث المخابرات العسكرية.
ووفقا لما ذكره ليبرن فإن قبل وصول هذه المعلومة كانت هناك أصوات في القيادة الإسرائيلية من بينهم رئيس الأركان يدعون إلى وقف إطلاق النار لإعادة التنظيم وكذلك "موشيه ديان" الذي كان على استعداد للاستسلام ولكن بعد النجاحات في ساحة المعركة الناتجة عن وصول "المعلومة الذهبية والقرارات الصحيحة التي تم اتخاذها تغيرت مسارات الحرب".
وأشارت إلى أن "معرفة الذهب" أدت إلى ثورة في ساحة المعركة وإلى تغيير قرار المصريين وقرار الحرب بأكملها لأن مصر كانت العدو الرئيسي وإلى تحقيق الإنجازات الاستراتيجية الكبيرة التي لم تحلم بها "إسرائيل" من قبل.