قالت وكالة أنباء أراكان إن حكومة ميانمار، أقدمت على إجبار الروهنغيا على استلام ما تسميه معونات غذائية تحت ضغط التهديد، وقامت بتصويرهم بهدف محاولة تحسين صورتها أمام العالم.
وبحسب الوكالة، فإن الخطوة التي أقدمت عليها حكومة ميانمار هي لمواجهة "الاتهامات التي تواجهها بارتكاب جرائم التمييز العنصري، والتطهير العرقي، والإبادة الجماعية ضد أقلية الروهنغيا، في ولاية أراكان".
وأفاد أحد الأهالي من الروهنغيا للوكالة "فوجئنا باقتحام عناصر من الجيش لبيوتنا، وإخراجنا منها بالقوة، وساقونا إلى أحد المعسكرات القريبة، لإرغامنا تحت التهديد بالسلاح، على استلام أكياس صغيرة تحوي مواد غذائية غير صالحة للأكل".
وعن نوعية هذه المساعدات أوضح أنها "تشمل عددا من الأسماك المجففة، وقليلا من البصل، وعلبة صغيرة من زيت الطبخ".
وأضاف أيضا "كانوا يقومون بتصويرنا خلال عمليات التسليم، وأمرونا بإظهار الفرحة على وجوهنا ومنعونا من التقطيب (العبس)".
من ناحية أخرى، قال الناشط الروهنغي أيوب السعيدي، "مهما حاولت حكومة ميانمار أن تخفي جرائمها الكبرى ضد الروهنغيا بأساليب ملتوية وخادعة، ومهما حاولت الظهور بمظهر المشفق المتعاطف معهم، فإنه يصعب عليها التملص من مسؤوليتها الأخلاقية".
وأردف أنه يصعب "أن تنكر أمام العالم ما تواجهه من اتهامات أممية ودولية متصاعدة بارتكاب جرائم وحشية، وانتهاكات إنسانية بحق شعبنا في ميانمار"، بحسب وكالة أراكان.
ولفت إلى أنه "رغم كل المحاولات الحكومية البائسة في هذا الإطار لتحسين صورتها، وتلميع موقف الجيش من الروهنغيا أمام العالم، فإن الآثار الكارثية التي تمخضت عن التصعيد الأخير ضد الروهنغيا، لا يمكن إخفاءها بسهولة، مع استمرار الضغط الدولي المطالب بتوفير عنصر الشفافية، خلال عمليات التحقيق التي تجريها وفود دولية وأممية".
يذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، طالب ميانمار في جلسة مجلس الأمن الخميس الماضي، بـ"ضرورة حماية الروهنغيين وإيصال المساعدات إليهم، وإعادة حقوقهم المسلوبة، وإعادة اللاجئين إلى موطنهم في أراكان".
ومنذ 25 أغسطس/آب الماضي، يرتكب جيش ميانمار مع ميليشيات بوذية، جرائم واعتداءات ومجازر وحشية ضد أقلية الروهنغيا المسلمة، أسفرت عن مقتل آلاف وتشريد عشرات الآلاف من الأبرياء، حسب ناشطين وحقوقيين.
ومنذ ذلك التاريخ، هجر نحو 500 ألف من المسلمين الروهنغيا في إقليم أراكان (راخين)، وفق ما أفاد به المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، في وقت سابق.
وفي 19 سبتمبر/ أيلول الجاري، دعت منظمتا "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية" الحقوقيتان الدوليتان، مجلس الأمن الدولي إلى الضغط على حكومة ميانمار لوقف التطهير العرقي بحق الروهنغيا