أكد ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز آل سعود والرئيس الروسي فلاديمير بوتين تقارب بلديهما من خلال توقيع اتفاقات مهمة في المجال العسكري ومجال الطاقة، وتطرقا إلى ضرورة الحوار بين الأطراف المختلفة في الأزمات التي تشهدها المنطقة.
وأبدى الملك قناعة بوجود فرص لتنويع التعاون الاقتصادي مع روسيا، وقال في كلمة خلال محادثات مع بوتين إن البلدين سيواصلان العمل من أجل استقرار أسواق النفط العالمية.
وأضاف أنه لا بد من إيجاد حل سياسي لـ الأزمة السورية يحافظ على وحدة البلاد، وأكد أهمية الحفاظ على وحدة العراق وسلامة أراضيه وتوحيد جبهته الداخلية لمحاربة الإرهاب.
وقال بوتين في مستهل اجتماعه بالملك "أنا مقتنع بأن هذه الزيارة ستعطي دفعا جيدا لتطوير العلاقات الثنائية" بين موسكو والرياض.
من جهته قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير -في مؤتمر صحفي مشترك عقده بموسكو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف- إنّ بلاده تؤيد مباحثات أستانا، وتعمل مع موسكو لتوحيد ما تُـسمى فصائل المعارضة السورية المعتدلة ودخولها العملية السياسية في جنيف.
كما أثنى الجبير على علاقات بلاده مع روسيا، مشيرا إلى تعاون البلديْن في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية.
وفي المؤتمر الصحفي نفسه، قال لافروف إن بلاده والسعودية اتفقتا على تشكيل لجنة للتعاون العسكري ستعقد دورتها الأولى قبل نهاية هذا العام. وأكد اتفاق البلدين أهمية الحوار بين الأطراف المختلفة في الأزمات التي تشهدها المنطقة في سبيل حلها.
وتمخضت المباحثات بين الرياض وموسكو عن العديد من الاتفاقيات بمليارات الدولارات، بينها اتفاقيات لشراء أنظمة تسليح متطورة.
ويتضمن الاتفاق عقودا لتوريد نظام الدفاع الجوي المتقدم أس-400، وأنظمة "كورنت-أي أم" المضادة للدبابات، وراجمات صاروخية من نوع "توس-1 أي" وقاذفات قنابل يدوية من طراز "أي جي أس-30" ورشاشات كلاشنيكوف من نوع "أي كي-103" وفق ما أوردت وكالة الأنباء السعودية.
وأعلنت الشركة السعودية للصناعات العسكرية توقيع مذكرة تفاهم مع شركة "روزوبورن إكسبورت" الروسية من شأنها توطين واستدامة صناعة "أسلحة نوعية ومتقدمة جدا" بالمملكة، بما يحقق أهداف رؤية المملكة 2030، وتشمل نقل تقنية صناعة كل من أنظمة "كورنت-أي أم" و"توس-1 أي" و"أي جي أس-30".
ووفق الوكالة السعودية، فقد نصت مذكرة التفاهم على التعاون لوضع خطة لتوطين صناعة وصيانة أجزاء من نظام الدفاع الجوي أس-400، وعلى توطين صناعة سلاح كلاشنيكوف "أي كي-103" وذخائره بالسعودية أيضا.
وينص اتفاقان آخران على إنشاء صندوقين مشتركين للاستثمار بمجالي الطاقة والتكنولوجيا المتطورة. وتبلغ قيمة كل منهما مليار دولار.
وقال لافروف إثر هذه المباحثات إن الاتفاقات التي وقعت الخميس "تتيح رفع الشراكة الروسية السعودية إلى مستوى غير مسبوق".ش