الرسالة نت - رائد أبو جراد
بعيون بريئة حائرة تنقلت بها نظرات الطفلة اليتيمة أريج ياسر بنات صاحبة الأربع أعوام على جسدها الصغير الذي استشرى فيه مرض نادر أطلق عليه الأطباء اسم "مرض الفقاع الجلدي"، لكنهم للأسف لم يتوصلوا حتى اللحظة لعلاج فعلي يداوي آلام "أريج" رغم حصول ذويها على تحويلة سفر للعلاج في مصر.
وفقدت الطفلة بنات أباها نتيجة استشهاده خلال تصديه لتوغل صهيوني في منطقة التفاح شرق غزة، وتعاني "أريج" من مرضها الحالي الذي أصابها بعد 15 يوماً على ولادتها في عام 2006.
محاولات يائسة
لم تترك عائلة الطفلة المريضة أي جهد طبي لإيجاد علاج حقيقي لها سواء في القطاع أو خارجه، فقد طافت بها أمها وجدتها لعدة أطباء حتى يساعدوها في إيجاد علاج لابنتهم يداوي مرضها وينهي معاناتها ولكن دون جدوى.
وتعاني الطفلة (أريج) من انتشار كبير للمرض الجلدي في كافة أنحاء جسدها النحيف، وهي تتألم من الحبوب المنتشرة في جسمها والتي تغطي 99% منه إضافة إلي انتشاره في فمها وعينيها وأذنيها وقدميها والمناطق الحساسة في جسدها مما يزيد من معاناتها المستمرة.
ويقول سعيد بنات جد الطفلة لـ"الرسالة نت" : ذهبنا لأطباء مختصون لعلاج الأمراض الجلدية في غزة لكن للأسف لم يفيدونا كثيراً بل كانوا في كل مرة يصفون المرض بالمستعصي وينصحون أمها باستخدام الفازلين والشاش الأبيض لوضعه على الحبوب التي تملأ جسمها لكن دون فائدة ودون التوصل لأي علاج يداوي ألم ابنتنا".
ويؤكد الجد أنهم حاولوا أكثر من مرة الحصول على تحويلة طبية من وزارة الصحة للسفر للخارج لعلاج ابنتهم، مضيفا: استطعنا في النهاية السفر لمصر، لكن الأطباء هناك وصفوا مرضها بالصعب ولم يتمكنوا من إيجاد دواء لازم لعلاجه، مستدركاً: بعد فقدان الأمل ذهبنا بـ"أريج" لطبيب مصري مختص بالأمراض الجلدية يدعى د.بكر الظواهري الذي أعطائنا بصيصاً من الأمل في إمكانية إيجاد علاج للطفلة اليتيمة لكن في الخارج أو أن المرض سيفارقها عند الكبر وسن البلوغ.
وأوضح أبو محمد أن الأطباء المصريين أو عدة أطباء من غزة تحدثوا لهم عن إمكانية إيجاد علاج فعال لمرض ابنتهم لكن في دول أجنبية مثل ألمانيا وإسبانيا.
مناشدة عاجلة
وطالب الجد المكلوم بمرض حفيدته كل أحرار العالم والمعنيين بوزارة الصحة الفلسطينية لعمل تحويلة علاج لطفلتهم في الدول الأجنبية علهم يجدوا دواءً ينسيها مرارة الألم الذي تجرعته منذ رؤيتها نور الدنيا.
وعن بدايات المرض مع الطفلة تحدثت جدتها أم محمد والتي بدا الحزن على محياها قائلةً:"بدأ انتشار المرض على جسد أريج بعد 15 يوماً من ولادتها وظهر في بدايته على شكل حبوب صغيرة وعندما بدأت الطفلة تكبر شيئاً فشيئاً كان المرض الجلدي يزيد ويتكاثر في جسمها الصغير الذي يفتقد أيضاً لمناعة قوية تمكنها من تحمل آلام إصابتها".
أما والدتها الصابرة على فراق زوجها الشهيد فقالت: نأمل أن نحصل على تحويلة خارجية لعلاج طفلتي الصغيرة في دولة أجنبية حتى نتمكن من إيجاد العلاج والدواء المناسب لها.
وأضافت : عدة أطباء في غزة ومصر نصحونا بعلاج أريج في ألمانيا علهم يلمسون علاجاً ينهي معاناتها منذ ولادتها.
وتابعت أمها بعد توقفها عن الحديث برهةً:"الأمل في وجه الله كبير ودائماً نسأل الله تعالى أن يعجل في شفاء أريج وإنهاء مرضها وربنا لا يستعصى عليه علاج أي شئ".
وأوضحت الأم التي عانت كثيراً من مشاهدة المرض يستشري في جسد طفلتها الصغيرة وهي تسمع آهاتها وصرخاتها دون القدرة على مساعدتها، أن المرض يخف شتاءً ويزداد صيفاً.
وطالبت عائلتها كل المؤسسات المعنية والأطباء وأصحاب الضمائر الحية بالنظر لابنتهم بعين الرأفة وأن يسمحوا لها لإخراج تحويلة تمكنها من السفر لدولة أجنبية لعلاج مرضها.
**مرض مزمن
من جانبه، وصف الدكتور كامل حسان الطبيب القائم على علاج الطفلة مرضها الحالي بالقول:"هذا مرض فقاعي جلدي مزمن تابعته من ولادة الطفلة وهو يصيب أصابع الأرجل واليدين وينتشر على شكل فقاعات صغيرة ما تلبث إلا وتستشري في كافة أنحاء جسدها".
وأشار حسان إلى أنه قام بكتابة تقرير مفصل عن طبيعة مرض الطفلة سلمه لعائلتها، معتبراً المرض الذي أصيبت به نادراً جداً ولا يوجد في كل قطاع غزة سوى 3 حالات مشابهة لحالة الطفلة "أريج".
ويضيف الطبيب المختص في الأمراض الجلدية:"حتى لو ذهبت الطفلة لتلقي العلاج في الخارج فإنها قد تداوى من المرض ونحن نعالج في المستشفيات الفلسطينية مضاعفات المرض نسعى لعدم ظهور فقاعات جديدة وندعو عائلتها دائماً للمحافظة عليها والتزام الإرشادات الطبية في مداواتها".
ويؤكد حسان أن حالة الطفلة حالياً أفضل بكثير مما كانت عليه بعد ولادتها مباشرةً، مستطرداً:"كلما كبرت الطفلة شيئاً فشيئاً فان المرض تخف حدته ويقل الألم".