قائمة الموقع

"​الشقرة" نصف قرن في عالم رياضة كمال الأجسام والمصارعة

2017-10-09T06:15:25+03:00
عصام الشقرة
​خانيونس- نور الدين الغلبان

"الجسر الحديدي" لقب كان يعرفه الكبير والصغير في عالم رياضة كمال الأجسام والمصارعة الحرة، إلى جانب اسمه المشهور والمعروف في أزقة وشوارع مدينة خانيونس.

عصام الشقرة (69 عاما) ابن معسكر خانيونس جنوب قطاع غزة.. اسم يتردد صداه في صالات كمال الأجسام وحلبات المصارعة الحرة لأكثر من (45 عاما) في هذه الرياضة، بعدما حاز على بطولة فلسطين في رياضة كمال الأجسام والمصارعة الحرة، وبطولة المملكة الأردنية الهاشمية.

بلحيته البيضاء وجسده المتماسك وبشرته المائلة للون البرونزي، التقت "الرسالة" البطل الشقرة أمام حلمه الذي استطاع تحقيقه، وهو معهد كمال الأجسام الخاص به، بعدما خرّج منه العشرات من الشباب الذين خاضوا بطولات على المستوى المحلي والدولي.

ولم يمنعه تقدمه في السن من ممارسة رياضة كمال الأجسام حتى هذه الأيام، فيما لا يزال يقدم النصائح والتوجيهات للشباب الموجودين داخل المعهد، فتارة يحفزهم وتارة ينهرهم وأخرى يمازحهم.

روح الشباب لا تزال تسري في جسد أبو جمعة المفتول بالعضلات؛ لاسيما وأنه يمارس رياضة كمال الأجسام برفقه نجله؛ إلا أنه وقبل حوالي شهر أجبر على تركها بعد منعه من قبل الطبيب بسبب إجرائه عملية جراحية في إحدى عينيه، مؤكداً أنه سيعود ليمارسها بعد شفائه.

"الرسالة" استطاعت التسلل إلى ماضي البطل الفلسطيني وبدأت بالنبش في ذكرياته، ليبدأ حديثه:" شباب اليوم مش زي شباب زمان.. أتحسر حينما أشاهد هذا الحال الذي وصلنا له".

ويقول بسعادة وفخر:" كنت أعود مع ساعات المساء من عملي في مجال "الباطون" إلى المنزل حتى ارتدي ملابس الرياضة، وأتوجه بعدها إلى نادي خدمات خانيونس لممارسة رياضة كمال الأجسام المفضلة لدي".

ويضيف بعدما امسك بالصورة الأولى التي التقطت له في أول بطولة شارك بها:" عام 1970 كانت البداية بلعب رياضة رفع الاثقال وكمال الأجسام بشكل ارتجالي ولم نكن نلتفت إلى البطولات، لنبدأ بعدها التوجه لخوض بطولات على مستوى أندية القطاع ومن ثم إلى أندية الضفة الغربية والخارج".

وخلال حديثه مع مراسل "الرسالة" يتحسر الشقرة على شبابه الذي مضى بعدما نظر إلى صوره المعلقة في أرجاء المكان، ومتحسراً على جيل الشباب في هذه الأيام؛ خاصة بعد انتشار الدخان وحبوب الترامادول المدمرة بين أوساطهم.

وكان الشقرة في تلك الفترة من أفضل لاعبي كمال الأجسام والمصارعة الحرة على وجه الحلبة الفلسطينية، إلى أن تقاعد عن هذه الرياضة قبل سنوات بسبب كبر سنه.

تطور الأمر مع البطل أبو جمعة ليبدأ بعدها المعجبون بالتوافد عليه لالتقاط الصور معه بمجرد انتهائه من البطولات التي كان يشارك بها.

ويتوقف الشقرة عن الحديث ليوجه أحد الشباب الموجودين في المعهد حول حركة خاطئة قام بها، ليعاود حديثه:" كان الشباب في الماضي يتنافسون في بناء أجسادهم بشكل طبيعي وبدون منشطات أو هرمونات، في حين أغلب شباب اليوم يعتمدون على الهرمونات والبروتينات التي تضر الجسم أكثر مما تنفعه".

ويتابع:" عملت مدرباً لنادي شباب خانيونس في رياضة كمال الأجسام، بعدما نشأت وترعرعت في نادي الخدمات الذي احتضنني منذ بداية مشواري مع هذا العالم في سبعينات القرن الماضي".

وبمجرد الحديث عن الماضي يأخذ نفساً عميقاً ويعود لينطلق بعدها بحماسة واسترسال في الحديث، أنه حصل على بطولات لا يستطيع تذكر عددها، خاصة أنه لم يجد منافسا له في مجال المصارعة الحرة من جيله حتى اليوم، على حد قوله.

ويستذكر البطل الفلسطيني الأيام الخوالي، حين كان يخوض البطولات في المصارعة الحرة برفقة عدد من المصارعين المشهورين في قطاع غزة، منهم: البطل خليل حميد والبطل ناجي الحلو.

واستطاع الشقرة انتزاع لقب بطل فلسطين لرياضتي كمال الأجسام والمصارعة الحرة، بعدما تنقل في مدن الضفة المحتلة والقدس، وحصوله على لقب بطل قطاع غزة للوزن الثقيل لسنوات عديدة.

ولم ينسَ الشقرة، الكلمات التحفيزية التي خرجت من فم عدي بن صدام حسين في إحدى البطولات بالعراق بعدما كان متواجداً في المكان، لافتاً أنه كان يبلغ من العمر 50 عاما في تلك الأيام.

وعن وجبة الإفطار التي كان يتناولها يومياً خلال ممارسته لرياضة كمال الأجسام قال:" كنت أتناول 10 بيضات إلى جانب كيلو من الحليب الطازج بشكل يومي".

ولا تزال ملامح الشقرة توحى بأنه كان رياضيا من الطراز الرفيع، لا سيما بعد سنوات من اعتزاله لهذه الرياضة المحببة إلى قلبه؛ تاركاً المجال لأبنائه من بعده في تقديم خبراته لهم والذين بدورهم يوصلونها إلى الشباب الراغبين بخوض غمار التجربة.

اخبار ذات صلة