قائمة الموقع

ألعاب الأطفال.. ترفيه للصغار تحت الحصار

2010-07-12T14:21:00+03:00

الرسالة نت-فادي الحسني

تتعالى ضحكات الأطفال وهم يتزلجون على منحدرات ملتوية، كذيل ثعبان طويل، فيما يستمتع آخرون بركوب ألعاب على شكل فراشات و أسماك تتراقص يميناً ويساراً.

وتستهوي زلاجات على شكل أنابيب بلاستيكية بارتفاعات متفاوتة، وألعاب مختلفة الأشكال والأحجام، أطفال غزة المحاصرين، حيث يتهافت بعضهم على صعود سلالم حديدية وصولا لقمة المنحدر ثم يتزلج ساقطا من علو حتى ينتهي به المطاف في حوض مائي يعج بالأطفال.

وأضحى هذا المشهد مألوفا في مدينة غزة مؤخرا، خاصة بعدما اضطر القائمون على تصنيع تلك الألعاب لتسويقها محلياً، بعد أن أوصدت المعابر في وجه منتجهم  قبل عدة أعوام.

واقتصرت سابقا ألعاب الأطفال في القطاع المحاصر منذ أربعة أعوام، على الأرجوحة التي غالبا ما كانت تنصب في الطرقات في الأعياد والمواسم، لكن اليوم بات الأمر مختلفاً، حيث تتنافس المنتجعات السياحية على توفير الألعاب البلاستيكية الأكبر حجما، والتي تستقطب شرائح عريضة من المواطنين الراغبين في الترفيه عن أطفالهم.

وتشترك في صناعات هذه الألعاب مواد مختلفة، أبرزها مادة "الفيبر جلاس"، والحديد والأخشاب، والألمونيوم، ومعظمها مواد تدخل ضمن القائمة السوداء التي يمنع الاحتلال إدخالها للقطاع.

ووضعت سلطات الاحتلال ما يزيد عن عشرة أصناف من المواد الخام على قائمة الحظر، في وقت ادعت فيه تخفيف الحصار عن قطاع غزة.

وشل إغلاق المعابر مصانع ألعاب الأطفال، لفترة تزيد عن عامين، لاسيما بعد انقطاع المواد الخام اللازمة في تصنيعها، خاصة مادة "الفيبر جلاس".

ويقول محمد حسب الله وهو يدير مصنع السلام لصناعة الألعاب :"توقف العمل في المصنع  لأكثر من عامين بفعل الحصار، لكننا حديثا اضطررنا لجلب المواد الخام اللازمة لصناعة الألعاب عبر الأنفاق، وبدأنا تصنيعها وتسويقها محليا".

ويشير حسب الله إلى أنهم كانوا يستوردون مادة "الفيبر جلاس"، من "كوريا"، مبينا أن مصنعه كان يعد تلك الألعاب إلى شركة "إسرائيلية"، لكن إغلاق المعابر، أبطل العقد الموقع بينهما، ودفعهم لتحريك عجلة التصنيع مجددا للسوق المحلي.

ويؤكد حسب الله وهو أحد القائمين على المصنع "السلام" أنهم عملوا على تركيب مئات الألعاب للمنتجعات السياحية في مدينة غزة مطلع الصيف الحالي، فضلا عن تركيبها في المنازل والشقق السكنية.

ومن الملفت للانتباه الأشكال الحديثة لألعاب الأطفال كبيرة الحجم، زاهية الألوان، ويقول حسب الله :"نراسل شركات عالمية لاستيراد بعض التصاميم ومن ثم ننفذها كما يتم على المستوى الإقليمي والدولي".

ويضطر القائمون على مصانع "الفيبر جلاس" لجلب المواد الخام عبر الأنفاق الواقعة أسفل الحدود الفلسطينية المصرية، الأمر الذي يتطلب جهدا وتكلفة عالية.

وتحتاج هذه الصناعة إلى مهارة عالية، خاصة أنها تعتمد على التصنيع اليدوي بنسبة  70%.

ويشير حسب الله إلى أن عملية التصنيع تبدأ بوضع مادة "الفيبر جلاس" في قوالب بأشكال وأحجام مختلفة، ويجري سكبها، ثم ليقوم العاملون بتجميعها وحفها ثم طلائها، وانتهاءً بتركيب قواعدها الحديدية.

وندرة المواد الخام المتوفرة في الأسواق، تجعل أصحاب مصانع الألعاب يستغرقون ساعات طويلة في البحث عن قطع حديدية مفقودة، ويؤكد حسب الله أنهم يبذلون جهودا مضاعفة في جلب صفائح "الفيبر جلاس".

ويشترط في صناعة ألعاب الأطفال، توفر معايير السلامة الصحية، لاسيما أنها تمثل وسائل ترفيه للأطفال.

وسبق أن تعرض مصنع حسب الله للقصف على يد الاحتلال قبل نحو عامين، الأمر الذي أدى إلى تدمير المصنع كليا، ليرمم من جديد، فيما لا تزال بعض الآلات معطلة.

ولم تدخل مادة "الفيبر جلاس" فقط في صناعة الألعاب، حيث أفاد عاملون لـ"الرسالة" أنها تستخدم في صناعة مراكب الصيد أيضا.

 

اخبار ذات صلة