قائمة الموقع

المفاوضات المباشرة بين القنوات السرية والعلنية!

2010-07-12T15:37:00+03:00

الرسالة نت- ياسمين ساق الله

في ظل تواصل الحديث عن وجود قنوات سرية لإنتقال الجانب الفلسطيني والإسرائيلي لمعركة المفاوضات المباشرة , لاسيما بعد عرقلة عملية المفاوضات غير المباشرة في الفترة الماضية, تباينت وجهات نظر مختصون بالشأن السياسي الفلسطيني حول وجود هذه القنوات السرية التي تمكن الجانبين من الدخول لمفاوضات مباشرة في المرحلة المقبلة .

وأكد المختصون في أحاديث منفصلة "للرسالة" أن سلطة فتح في رام الله ما زالت تتعرض لضغوطات أمريكية إسرائيلية للانتقال إلى المفاوضات المباشرة في الأيام المقبلة, موضحين في الوقت ذاته أن سلطة عباس غير قادرة على رفض الدخول في تلك المفاوضات إذا وافقت واشنطن عليها. 

يشار إلى أن المفاوضات المباشرة بين "إسرائيل" والفلسطينيين توقفت في كانون الأول/ديسمبر 2008 اثر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة, ولكنها استؤنفت مطلع أيار/مايو الماضي ولكن بشكل غير مباشر بين الطرفين بإشراف أمريكي ، ولكنها حتى اللحظة لم تحقق أي نتائج ملموسة على الأرض مع أن الإدارة الأميركية تتحدث عن "تحقيق تقدم".

قناعة

المحلل السياسي هاني البسوس أشار إلى أن "سلطة فتح" ما زالت تتعرض لضغوطات أمريكية إسرائيلية للانتقال إلى المفاوضات المباشرة لاسيما مع عدم إحراز تقدم في المفاوضات الغير مباشرة، مؤكداً أن عباس لديه قناعة بأن المفاوضات غاية لا يمكن الاستغناء عنها".

في حين يقول المحلل السياسي حسن عبدو:" هناك دعوة وضغوط أمريكية إسرائيلية على عباس للانخراط في المفاوضات المباشرة، لافتاً إلى أن هذه الضغوط تأتي تتويجاً لنهاية الخلافات بين البلدين وتسوية للقضايا العالقة بين "أوباما ونتنياهو" على حساب القضية الفلسطينية".

يشار إلى أن نتنياهو حصل على موافقة أمريكية على مطالبه ببدء المفاوضات المباشرة خلال زيارته الحالية لواشنطن، الأمر الذي شكل صدمة للفلسطينيين، حيث قال الرئيس الأمريكي عقب لقائه رئيس الحكومة الصهيونية في البيت الأبيض انه يريد انطلاق المفاوضات المباشرة مجددا في الوقت القريب، وقبل انتهاء مهلة تجميد البناء في المغتصبات.

تكتيك ولكن

واعتبر البسوس الحديث عن الانتقال لمفاوضات مباشرة مع دولة الكيان مجرد تكتيك هدفه إيهام العالم بأن المفاوضات الغير مباشرة حققت انجازات للفلسطينيين , متابعا:"يجب على "سلطة فتح" إثبات العكس بأن طريق المفاوضات المباشرة والغير مباشرة لن يجني تقدما للفلسطينيين , ما يدلل ذلك حديث بعض قيادات فتح و"السلطة" حول فشل المفاوضات الغير مباشرة ". 

بينما يقول عبدو:" في حال توافقت "إسرائيل" وأمريكيا على الدخول في المفاوضات المباشرة فسنشهد ذلك بالغالب في المرحلة المقبلة كون عباس غير قادر على اعتراض هذا التوافق وبالتالي سيخضع لهم " مضيفا: هذه الآونة تشهد انتقالا هاما من ملهاة المفاوضات الغير مباشرة إلى ملهاة جديدة متمثلة بمعركة تجميد الاستيطان ".

وكانت لجنة المتابعة العربية أعطت موافقة على التفاوض غير المباشر لمدة أربعة شهور، وقالت أنها ستجتمع لتحدد موقفها بعد انقضاء هذه المدة.

ويكمل البسوس حديثه قائلا:" لاشك أن أي عملية تفاوضية لديها قنوات سرية فاتفاقية أوسلو سبقها تسعة شهور من التفاوض والاتصال السري بين الجانين ما يدلل على أن هذه الفترة تشهد حراك وتفاوض سري بعيد عن الإعلام للانتقال للتفاوض المباشر", متابعا:" من مؤشرات وجود القنوات السرية تواصل التنسيق الأمني مع "إسرائيل" ولقاءات قيادات رام الله بالمسئولين الإسرائيليين وتنقلهم داخل الكيان دون علم الإعلام ".

بينما استبعد عبدو وجود قنوات سرية للانتقال إلى المفاوضات المباشرة , قائلا:" الحديث عن وجود قنوات سرية للانتقال للمفاوضات مباشرة في ظل وجود حكومة يمينة متطرفة ضعيف باعتبار أن اليمين المتطرف يرفض مبدأ المفاوضات كافة ".

وكانت مصادر سياسية فلسطينية قالت , إن المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل توج جهوده الأخيرة بفتح "قناة سرية خلفية" للمفاوضات المباشرة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بالرغم من الحديث عن مفاوضات التقريب غير المباشرة , مؤكدة في الوقت ذاته وجود "القناة السرية الرفيعة" للتواصل بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بإشراف المبعوث الأمريكي، معتبرة تلك القناة بمثابة "القناة التفاوضية الفعلية والحقيقية"، والتي حققت تقدماً في بعض الأمور المطروحة على الطاولة.

سؤال يبغي اجابة

ويتابع البسوس حديثه :" السؤال الذي بحاجة لإجابة واضحة، هو أن سلطة عباس متقين من فشل المفاوضات الغير مباشرة فلماذا تنتقل للمباشرة، وهذا يؤكدا بأنها ما زالت تتعرض لضغوطات خارجية تجبرها على الخوض بمعركة المفاوضات ", موضحا عدم امتلاك السلطة لكيان سياسي مستقل يجعها اتخاذ قرار عدم الخوض بالمفاوضات .

في حين يقول عبدو :"إن الدخول في عملية المفاوضات المباشرة بين "إسرائيل" في المرحلة القبلة مرهونة لإملاءات الإدارة الأمريكية كون سلطة فتح في رام الله وليدة لها ولا تستطيع رفض ضغوطاتها",  مؤكدا في الوقت ذاته أن أمريكيا و"إسرائيل" يردون عملية الدخول بمفاوضات دون الوصول لأهداف تحقق الدولة الفلسطينية للفلسطينيين.  

يذكر أن المصادر القيادية الفلسطينية المقيمة في رام الله، أكدت أن حالة المفاوض الفلسطيني باتت ترثى لها،قائلة:" الضغوط الأمريكية تتوالى عبر القناة الخلفية لدفع عباس نحو تقديم تنازلات حقيقية بما يخص مسألة الدولة وحدودها وقضية القدس، وبالطبع مع القفز عن قضية اللاجئين وأماتتها عبر قذفها خارج إطار البحث الجدي والحقيقي"، حسب تقديرها.

 

 

 

 

 

 

اخبار ذات صلة