قائد الطوفان قائد الطوفان

بوصلة التسوية تعود لنقطة الصفر بعد القمة الثلاثية

مراقبون: تراجع أوباما عن كبح الاستيطان لن يؤدي إلى اتفاق

عدنان نصر- الرسالة نت

نزل الرئيس عباس المنتهية شرعيته عن شجرة اشتراطاته العالية "تجميد الاستيطان" التي اعتلاها منذ تشكيل الحكومة اليمينية المتطرفة دون أن يقطف ثمارا ناضجة، ملبياً بخنوع دعوة الرئيس الأمريكي براك اوباما للقاء القمة الثلاثية الذي عقد الأسبوع الماضي في نيويورك.

عباس حظي من القمة بالتقاط صور تذكارية أظهرت زهو حليفه بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي أطاح بشروط الرئيس الأسود ، وأسقط ورقة التوت التي تخفي عجزه في ترجمة ما ورد بخطابه الحماسي في القاهرة، وقرر تعديل لهجته الصارمة من تجميد إلى فرض قيود على الاستيطان.

وعادت شروط نتنياهو تطفو على السطح، مهددة الجهود الرامية التي يبذلها الرئيس الأسود منذ ثمانية شهور، لإحراز تقدم في استئناف المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية المتعثرة.

آمال ضعيفة

ومن الواضح أن الاتفاق الذي انتزعه أوباما من عباس ونتنياهو للتحاور قريبا يبدو هشا فهما متباعدان بشأن القضايا المطروحة للنقاش، فعباس يريد تطبيق ما ضمنته خارطة الطريق، في حين لا يقبل نتنياهو العودة إلى النقطة التي توقفت عندها المفاوضات في عهد سابقه أولمرت، ما يجعل مهمة أوباما بحل صراع مضى عليه ستة عقود شبه مستحيل.

وكان نتنياهو صرح لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية بأنه لن يوافق على المطلب الفلسطيني بقبول حدود عام 1967 كشرط لاستئناف مفاوضات السلام، وأنه لن يتراجع عن مطلبه باعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية خلال مفاوضات السلام التي تريد الولايات المتحدة إحيائها.

وتبدو آمال الخبير في الشئون الإسرائيلية صالح النعامي ضعيفة بشأن تحقيق اتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فالموقف الإسرائيلي "كجلمود صخر" لم يطرأ عليه تغيير،  ما يقلل فرصة التوصل إلى تسوية.

ويقول النعامي لـ " الرسالة" : " تراجع الموقف الأمريكي عن كبح جماح الاستيطان مؤشر على إخفاق الجهود في التوصل إلى تسوية في ظل إصرار إسرائيل على مواصلة بناء المستوطنات.

ولا يبتعد الخبير السياسي هاني المصري عن وجهة نظر سابقه كثيرا ، فهو يرى أنه من المستحيل التوصل إلى اتفاق مع حكومة نتنياهو التي تتسلح بمواقفها الأيدلوجية وشروطها التعجيزية، مشيرا إلى أن ما يمكن تحقيقه استسلام واتفاقات تهدر حق الفلسطينيين.

نقطة الصفر

وتثير تلك الوقائع تساؤلات مهمة أبرزها أين ستتجه جهود أوباما وسط سحابة التعنت التي يقودها نتنياهو، وهل ستفضي تلك المفاوضات إلى اتفاق في الأيام المقبلة أم أن المفاوضات ستعود لنقطة الصفر.

ويقول النعامي: إسرائيل لن تبادر إلى تسوية في الوقت الراهن، فهناك جملة من قضايا الحل النهائي "الدائم" خارج نطاق المفاوضات  كالقدس وحق العودة، فهي تطرح  حكم ذاتي وسلام اقتصادي.

ويتفق معه المصري في ذلك قائلا: عباس في وضع يحسد عليه بعد تراجع أوباما عن شروط خطته للسلام، مشيرا إلى أنه سيكون مطالبا باستئناف المفاوضات بدون مرجعية، ما يجعله الخاسر إذا انتهج المفاوضات العبثية السابقة.

وينتاب النعامي الشك إن كان هناك توجه حقيقي لدى أوباما في طرح حل الدولتين، لتراجعه بسرعة وبؤس عن شروط وضعتها مسبقا الإدارة الأمريكية ، مشيرا إلى أن  خيار نجاح مشروعه لن يتم، إلا في حال قبول الفلسطينيين لشروط نتنياهو، لكن من الغالب ألا تنضج تلك المفاوضات بسبب تعنت نتنياهو- حسب قوله.

وأمام هذا التعنت الذي يبديه نتنياهو فإن المفاوضات يمكن أن تعود إلى نقطة الصفر، و يقول المصري: " إذا انتهت مسألة وقف المفاوضات إلى استئنافها دون تجميد الاستيطان، أو تحديد مرجعية للمفاوضات و جدول زمني، فإنها ستقود إلى مفاوضات أسوأ من المفاوضات العبثية السابقة.

ومن المقرر أن يستكمل المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل محادثته التي بدأها منذ ثمانية شهور، وذلك في مسعى لتضييق الهوة بما يسمح بالتوصل إلى اتفاق مع الطرفين لاستئناف مفاوضات الوضع النهائي.

ويضيف المصري أن على الفلسطينيين فتح قنوات جديدة مع العالم بدلا من الرهان على الموقف الأمريكي لتحقيق النتيجة المتوخاة من المفاوضات المتعثرة، وعدم الدور في حلقة مفرغة.

وتبقى زمام الأمور في قبضة أوباما فهل سيلعب دور الراعي الحريص لتحقيق حلمه الأسطوري ، أم دور الطرف المحايد، أم أنه سيقف في خانة الإسرائيليين.

 

البث المباشر