منذ ولوج الساحة الفلسطينية في ظلمات الانقسام عام 2007م، عاشت مئات المؤسسات والجمعيات في الضفة المحتلة عتمة التجميد والإغلاق، بعد أن فرضت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، عليها قانون الحظر ومصادرة المحتويات، ومنعت أصحابها من حرية العمل السياسي.
ومع إعلان حركتي فتح وحماس إعلان اتفاق المصالحة الفلسطينية من العاصمة المصرية، عادت روح الأمل من جديد في شرايين هذه المؤسسات التي تنتظر إعلان ساعة الصفر بالسماح لها مجدداً بالعمل بعد انقطاع استمر منذ 11 عاماً على التوالي.
وبالرغم من أن معظم هذه الجمعيات الخيرية تقدم خدماتها إلى المواطنين الفقراء والطبقات المسحوقة، إلا أن السلطة غضت النظر عن هذا الجانب، وأمعنت النظر في الجانب الآخر لها، كونها تتبع لحركة حماس آنذاك ما أحالها إلى الإغلاق الكامل، وممارسة الاعتقالات السياسية بحق الموظفين والعاملين بها.
وبعد مضي أسبوع على توقيع اتفاقية القاهرة، تستمر السلطة بممارسة الحظر على هذه المؤسسات، وفي نفس الوقت لم توقف الاعتقالات والاستدعاءات السياسية، وبلغ عدد المعتقلين السياسيين في سجون السلطة بالضفة المحتلة، منذ توقيع اتفاق المصالحة 73 معتقلاً، عدا عن الاستدعاءات والملاحقات الأمنية.
ويعزي بعض المراقبون الحقوقيون تأخر السلطة عن فك حظرها عن هذه الجمعيات والمؤسسات، بعدم مناقشة ملف الحريات في الضفة المحتلة خلال اجتماعات القاهرة التي حدثت بين حركتي فتح وحماس، ولم يتم تضمينه في الاتفاق الأخير.
وقال مراقبون "إن ملف الحريات تأجل الحديث عنه، للاجتماع المزمع عقده في الحادي والعشرين من الشهر المقبل بحضور كافة الفصائل الفلسطينية وممثلين الطيف الفلسطيني، منوهين على ضرورة عدم التأخير أو المماطلة فيه، كونه يمس حياة المواطنين واستقرارهم في الضفة المحتلة وقطاع غزة.
بدوره أكد فتحي القرعاوي النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس بمدينة طولكرم أن السلطة أغلقت منذ 2007، مئات الجمعيات الخيرية ولجان الزكاة ودور تحفيظ القرآن التابعة للحركة، مع أنها تقدم خدماتها الأساسية للمواطن الفلسطيني الفقير والبسيط في الضفة المحتلة.
وقال القرعاوي خلال حديثه مع الرسالة نت "ننتظر الإعلان الرسمي عن عودة السماح لهذه المؤسسات المغلقة بالعمل بعد انقطاع طويل، لنعيش مرحلة جديدة من مراحل خدمة المواطن الفلسطيني في أحياء الضفة المحتلة.
وكشف القرعاوي، على أن فترة الانقسام السابقة شهدت تراجعاً كبيراً في مستوى الأعمال الخيرية والخدمات المجنية التي تقدم للفقراء، بسبب إغلاق هذه الجمعيات والمؤسسات، مؤكداً على أنه في حال رفعت يد السلطة الثقيلة عنها ستعود سريعاً للقيام بواجباتها وتصب في خدمة المجتمع.
وطالب القيادي في حماس الرئيس محمود عباس، بإنهاء هذا الملف الإنساني، وإعادة جميع المؤسسات التي تم إغلاقها إلى العمل مجدداً من منطلق الوحدة الوطنية، حتى يشعر المواطن الفلسطيني بثمارها حين تعيد هذه المؤسسات خدماتها المهمة إليه.
ونوه القرعاوي في نهاية حديثه على ضرورة وقف الاعتقالات والاستدعاءات السياسية التي تنفذها الأجهزة الأمنية في الضفة، وتعيق سير المصالحة بشكل المطلوب، داعياً إلى تكتيف الجهود الوطنية لتذليل هذه العقبات، حتى الوصول إلى إنهاء الانقسام بالكامل