انطلقت، صباح اليوم الاثنين، فعاليات المؤتمر الدولي الثاني "معاً لأجل القدس"، والذي يعقده الائتلاف العالمي للمؤسسات والنقابات المهنية لنصرة القدس وفلسطين في إسطنبول.
وقال الأمين العام للائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين أكرم العدلوني خلال افتتاح جلسات المؤتمر: "يجب علينا الانتقال من مرحلة المشاعر إلى تجسيد المشاريع والبرامج على أرض الواقع من أجل تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في وجه العدو الصهيوني".
وأكد العدلوني على أهمية نصرة المسجد الأقصى المبارك والمساندة الحقيقية للمقدسيين تجاه ما يتعرضون له من انتهاكات الاحتلال المستمرة.
بدوره، أكد محمود أرسلان مسؤول نقابات ( hak -iş) بالمؤتمر الدولي للمؤسسات والنقابات المهنية على ضرورة بدء جميع المشاركين في المؤتمر العمل الفعلي على أرض الواقع من أجل تحقيق الهدف المنشود وهو تحرير فلسطين.
من جانبه، قال محمود أبو غنيمة نقيب المهندسين الزراعيين الأردنيين خلال كلمته عن الوفود: "يجب علينا أن نعمل جنبا إلى جنب ونضع كل الاختلافات جانبا من أجل القضية الأهم".
وأضاف "لدينا قضية القدس وفلسطين فمن يمتلك القدس يمتلك العالم".
بدوره، أكد جهاد ثابت، رئيس نقابيي لبنان، على ضرورة العودة للثوابت الوطنية، والعمل بكل الإمكانيات من أجل مساعدة الشعب الفلسطيني وخاصة في القدس، للصمود في وجه عمليات التهويد المتصاعدة.
وبين ثابت أن انتصار فلسطين في "اليونسكو" وانسحاب امريكا والكيان الصهيوني من المنظمة، اعتراف بالهزيمة، ويكشف عدالة القضية الفلسطينية وزيف ما يقدمه الاحتلال، "لذلك يجب علينا أن نعمل على تفعيل القضية في المحافل الدولية".
وضمن فعاليات المؤتمر، عقدت جلسة بعنوان "الواقع الإنساني للمجتمع الفلسطيني"، بمشاركة الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى، والدكتور أحمد الكرد وزير الشؤون الاجتماعية والعمل الفلسطيني السابق، وتيسير سالم، إعلامي فلسطيني من الضفة المحتلة وفهد حسين منسق الحملة الدولية للتضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال ، وماهر شاويش منسق مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا، كما عرضت كلمة مسجلة للدكتور باسم نعيم وزير الصحة الفلسطيني السابق.
واستعرض الشيخ عكرمة صبري خلال كلمته ما يتعرض له المسجد الأقصى من حصار وحفريات ومحاولة الاحتلال فرض التقسيم الزماني والمكاني ، كما تحدث عن المعاناة التي يتعرض لها سكان مدينة القدس، و انتهاكات جيش الاحتلال الصهيوني بحق المرابطين بالمسجد الأقصى.
من جهته بيّن الكرد، معاناة المواطنين في قطاع غزة جراء الحصار المفروض عليهم منذ 11 عاماً ، وعرض خلال كلمته فيديو يظهر حجم المعاناة التي يعيشها المواطنين في القطاع جراء الحصار.
وتحدث نعيم، في كلمته المسجلة عن الواقع الذي يعيشه المرضي في قطاع غزة بسبب إغلاق المعابر وعدم وجود أصناف كثيرة من الأدوية والمعدات.
من جانبه أوضح فهد حسين خلال كلمته، معاناة الأسرى داخل سجون الاحتلال وما يتعرضون له من تعذيب وعزل انفرادي، مبيناً أن أكثر من ثلث الشعب الفلسطيني تعرض للاعتقال داخل سجون الاحتلال.
وفي كلمة تيسير سالم بيّن ما يتعرض له المواطنين في الضفة الغربية من ظلم ومعاناة نتيجة الحواجز "الإسرائيلية" المنتشرة في مدن الضفة، مشيراً إلى أن جرائم الاحتلال تتزايد بشكل كبير منذ اندلاع انتفاضة الأقصى قبل عامين.
وتناول ماهر شاويش حجم المعاناة التي يواجهها اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، خصوصا سكان مخيم اليرموك جراء الحصار المفروض عليهم، كما تحدث عن مشكلة اللاجئين بشكل عام وضرورة تقديم يد العون لهم.
واقع القدس
إلى ذلك، وضمن فعاليات المؤتمر عقدت مساء اليوم، ندوة بعنوان "واقع القدس الماضي – الحاضر – المستقبل"
وأكدت الدكتورة أمل خليفة الباحثة في الشؤون الفلسطينية ورئيسة ائتلاف المرأة العالمي لنصرة القدس وفلسطين خلال الندوة امتلاك مدينة القدس مكانة دينية كبيرة لدي المسلمين فهي المدينة الوحيدة التي خصها الله بجمع الأنبياء على أرضها.
وقدمت خليفة خلال محاضرتها معلومات عن مدينة القدس منذ فتحها على يد الخليفة عمر بن الخطاب حتي يومنا هذا ، وتناولت خلال الشرح العديد من الأحداث والتاريخية التي وقعت في القدس، مطالبة برفع صورة للمسجد الأقصى داخل كل منزل، لتبقي القضية حاضرة في أذهان الجميع ، وخصوصا الأجيال القادمة .
من جهته، استعرض الدكتور أسامة الأشقر الكاتب والمؤرخ الفلسطيني، العديد من القضايا التي تخص المسجد الأقصى والتي كان أبرزها علاقة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمسجد الأقصى ، كما دحض بعض روايات الكيان الصهيوني بأحقيتهم بأرض فلسطين وهيكل سليمان.
وتحدث الأشقر عن مكانة القدس لدي المسلمين منذ زمن الخلفاء الراشدين حتى يومنا هذا ، مشيراً إلى ان قرار فتح المسجد الأقصى صدر عن الرسول قبل وفاته، وهو دليل على أهمية بيت المقدس.
وتستمر فعاليات المؤتمر لمدة يومين، يشارك فيه رئيس الوزراء التركي ووزراء من حكومته ورئيس البرلمان التركي ونواب أتراك، ولفيف من المشاركين من دول عربية وإسلامية وأوروبية مختلفة