قائد الطوفان قائد الطوفان

لماذا يصعد الاحتلال حملة الاعتقالات في الضفة المحتلة؟

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

غزة-محمد شاهين

بحرّيّة مطلقة تتنقل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" بين أحياء الضفة المحتلة، لتشرع في حملات الاعتقال والدّهْم التي تستهدف المواطنين ومنازلهم، تحت حجة أنشطة المقاومة الفلسطينية، دون أي تحرّك الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة ساكنًا.

خلال الأسابيع الماضية صعّدت قوات الاحتلال من اعتقالاتها في صفوف المواطنين، إذ ارتقعت وتيرتها بشكلٍ ملحوظ، وكان آخرها صباح الأمس، إذا اعتقلت مواطن في الخليل وصادرت اموالاً له، بينما اعتقلت 7 آخرين في نفس الليلة بأنحاء متفرقة من الضفة المحتلة.

وأشار التقرير الشهري الذي تصدره مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى وحقوق الإنسان (نادي الأسير الفلسطيني، مركز الميزان لحقوق الإنسان، مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان) أن الشهر أيلول الماضي، شهد (431) مواطنًا من الأراضي الفلسطينية المحتلة، من بينهم (98) طفلاً، و(11) سيدة وثلاثة صحفيين".

وتشير أعمال الرصد والتوثيق التي تواصلها المؤسسات الشريكة، إلى أن "سلطات الاحتلال اعتقلت (133) مواطنًا من القدس، و(60) مواطنًا من محافظة الخليل، و(45) مواطنًا من محافظة نابلس، فيما اعتقلت (40) مواطنًا من محافظة رام الله والبيرة، واعتقلت (40) مواطنًا آخرين في محافظة قلقيلية، و(38) مواطنًا اُعتقلوا في محافظة جنين، ومن محافظة بيت لحم (28) مواطنًا، أما في محافظة طوباس فقد اعتقلت سلطات الاحتلال (15) مواطنًا، و(10) من محافظة سلفيت، ومن محافظة طولكرم (9) مواطنين، و(7) من محافظة أريحا، و(6) من قطاع غزة".

وبحسب المتابعين فإن عدداً كبيراً من الذين يتم اعتقالهم يحالون إلى الاعتقال الإداري قبل أن يتم تقديم التُّهم المنسوبة لهم، ليتم محاكمتهم وفق الادعاءات التي تأتي بها.

ويرى يوسف عمرو مختص في الشأن "الإسرائيلي"، أن الاحتلال يهدف إلى تمرير ثلاثة مخططات انتهاكية من حملات الاعتقال المستمرة، والتي ارتفعت خلال الفترة القليلة الماضية.

وهي أولاً: "فرض الاحتلال قوته وسطوته على أحياء الضفة المحتلة، ويوضح المحلل أنه بات ذات واضحاً بعد حملات الاعتقال والدّهْم العشوائية، التي تستهدف أشخاصا ليس لديهم أي علاقة بالمقاومة الفلسطينية، وإنما تأتي للتنغيص على "الفلسطينيين" وإثباتا أن الجيش قريب من كل منزل وشارع سواء تابع لنفوذ الاحتلال أو يتبع لمنطقة السلطة.

ثانياً: زيادة مخزون الأسرى لديه تحضيراً لصفقة تبادل، ويشير عمرو إلى أن الاحتلال يستعجل بنطق الأحكام على الأسرى الذين يقوم باعتقالهم دون أدلة واضحة ونافذة، وذلك مع الحديث عن اقتراب صفقة تبادل مع المقاومة الفلسطينية، إذ تخشى "إسرائيل" في حال تمت الصفقة أن تفرغ سجونها من الأسرى الفلسطينيين، لذلك ترفع من وتيرة الاعتقالات.

ثالثاً: عودة حماس إلى الضفة، ويقول المختص في الشأن "الإسرائيلي"، أن الاحتلال يخشى أن ترفع السلطة يدها الثقيلة عن المقاومة الفلسطينية وخصوصاً حركة حماس في حال تمت المصالحة الفلسطينية.

ويؤكد عمرو، أن الاحتلال جن جنونه منذ أن تقاربت حركتا فتح وحماس وأعلنت عن اتفاق القاهرة، وبدأ بوضع شروطه بسحب سلاح حماس ومنع أي أنشطة لها بالضفة المحتلة، وهذا يفسر السبب في ارتفاع حملات الاعتقال خلال الأيام الماضية والتي استهدفت كل من له علاقة بحركة حماس.

وتوقع عمرو في نهاية حديثه، أن ترتفع نسبه الاعتقالات في أحياء الضفة المحتلة، كلما اقتربت حركتي فتح وحماس من المصالحة، إذ يضع الاحتلال سيناريوهات خطيرة، أبرزها تعزيز قبضته الأمنية على الضفة وخصوصاً على ناشطي حماس حال خففت السلطة من قبضتها المستمرة منذ 11 عاما.

البث المباشر