قائمة الموقع

مقال: بين الانتصار والهزيمة

2017-10-30T09:02:23+02:00
بقلم: رامي خريس

 

في اللغة الْمُصَالَحَة تعني المسالمة، المصافاة وإزالة كل أسباب الخصام، وفي الاصطلاح السياسي هي عملية جعل طرفين في نزاع يقبلون حلا يرضي كليهما ويكون الوسيط بينهما طرفا ثالثا ليس طرفا في النزاع. ويكون الاتفاق عن محض الإرادة إذ أن عملية المصالحة بخلاف التحكيم لا تلزم المتنازعين على قبول الحل المقترح، ولذلك لا يوجد فيها منتصر أو مهزوم.

وفي تحليل خطابات وسلوك أطراف المصالحة الفلسطينية يلمس المتابع حالة من الحرص من عدد من القادة والناطقين من حركتي حماس وفتح على إظهار لغة (إيجابية) مليئة بألفاظ ومعاني تؤكد على المضي قدماً في تحقيق أعلى درجات التوافق بين الطرفين.

ومع ذلك فإن هناك تصريحات وسلوكيات تكشف عن حقيقة ما تضمره النفوس من مواقف وتوجهات عند الكثيرين.

عند حماس كانت تصريحات قادتها في كثير من المحطات تشير إلى أن المصالحة التي يريدونها مبنية على أساس "لا غالب ولا مغلوب"، في الوقت الذي يبدي فيه قادة فتح سلوكاً إيجابياً في بعض الأحيان وفي أوقات أخرى يتحدثون ويعملون وفق لغة وسلوك (المنتصر).

التصريحات كثيرة كم كبير منها نطق به رئيس السلطة محمود عباس الذي قال في لقاء تلفزيوني كلمته المشهورة "مش مستعجلين"، والحديث عن تأجيل رفع (العقوبات) عن (المذنبين) في غزة إلى حين "تمكين" الحكومة.

ولم يقتصر الأمر على الرئيس بل إن الموظفين في عدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية لاحظوا نبرة الاستعلاء في حديث بعض الوزراء والمسؤولين القادمين من رام الله عند استلامها.

وكان الصوت عالياً وحاداً عندما تحدثت مسؤولة من رام الله في اللحظات التي كانت تنفث فيه دخان سيجارتها أمام الموظفين في إحدى الهيئات الحكومية في غزة، في مشهد وصفه من كان حاضراً بأن فيه الكثير من الاستعلاء. 

تصريحات بعض قادة فتح وسلوك مسؤولين في حكومة الحمد الله تماهت معها وسائل الاعلام الفتحاوية التي تجاهلت في محطات كثيرة أخبار المصالحة وتطوراتها حتى أن وكالة وفا الرسمية لم تتطرق إلى اتصال تم بين رئيس الحكومة رامي الحمد الله مع رئيس القوى الأمنية في غزة توفيق أبو نعيم للاطمئنان على صحته بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها.

اخبار ذات صلة