اهتم معلّقون إسرائيليون ووسائل إعلام عبرية بحادث قصف نفق المقاومة جنوب قطاع غزة أمس الاثنين، الذي استشهد فيه 7 مقاومين وأصيب 12 آخرين.
عضو الكنيست "حاييم يلين" قال لإذاعة الجيش هذا الصباح: "إن حماس الآن موجودة على مفترق طرق، وعليها أن تقرر ماذا تريد النور أم الظلام، الجيش موجود هناك لضربها، ولن تكون هناك طريق لإعمار غزة".
الكاتب "آبي سخاروف" في موقع "واللا نيوز" قال ان هذا الأسبوع كان من المتوقع ان يكون أسبوعا احتفاليا بامتياز في غزة، حيث سيتم تنفيذ اول خطوة عملية على الأرض فيما يخص اتفاق المصالحة، غير إن تفجير النفق قلب الموازين، وحوّل غزة مرة أخرى إلى حالة من الوضع المتفجر.
وذكر أن (إسرائيل) اختارت هذا التوقيت في عملية مبررة من قبلها، وضريت النفق في أرضها؛ مما يصعّب على الجهاد الإسلامي الرد في هذه الحالة، مضيفا: "الجهاد الان أكل ما طبخ، لذلك لن يقدم على الرد لأنه يعلم أنه دون حماس لن يستطيع مواجهة إسرائيل"، على حد وصفه.
واعتبر أن الجهاد الإسلامي لا يمكن ان يغامر بمصير 2 مليون انسان؛ من أجل عملية تم إحباطها في داخل (إسرائيل)، "وحماس أيضا تعلم ذلك، ومعنية الآن بإتمام المصالحة كونها هدف مركزي بدأت خطواته العملية الآن".
وأوضح موقع "واللا نيوز" أن الكشف عن النفق لم يحدث صدفة، إنما جاء نتيجة تطوير وسائل تكنولوجية لم يفصح عنها بدء منذ حرب "الجرف الصامد"، ومن المتوقع أن تستخدم هذه التكنولوجيا في الكشف عن أنفاق أخرى في المستقبل.
صحيفة "يسرئيل هيوم" قالت، من جانبها، إن (إسرائيل) عالجت الموضوع بحيث لا تخاطر بتدهور واشتعال الأوضاع في الجنوب، حيث نفذت تفجيرا مسيطرا عليه، وفي مكان مختار داخل المنطقة الإسرائيلية قرب الحدود لأن الضرب في المنطقة الفلسطينية قد يجر ردا لأن الفلسطينيين في تلك الاثناء سيعتبرونه خرقا للهدنة، وعملت على أن تكون (إسرائيل) هي الضحية.
واعتبرت أن الأمر الذي أدّى إلى التصعيد هو وجود أشخاص داخل النفق، "وهنا تعقدت الأمور، لذلك تم أمس نشر القبة الحديدية، واعلان حالة التأهب القصوى التي تم إلغاؤها فيما يتعلق بسكان الغلاف هذا الصباح".
وأضافت الصحيفة أن (إسرائيل) عزت نتائج الكشف عن النفق إلى تكنولوجيا جديدة تستخدم على حدود غزة، مشيرة إلى أنه تم الطلب في "الاتحاد الوطني" بإجراء نقاش مستعجل، والتحقيق في "الاعتذار الغريب" بعد تصريحات المتحدث باسم الجيش من أنه لم تكن لدى الجيش نية لقتل مقاومين.
ونقلت الصحيفة عن "أوفير سبير" من الاتحاد الوطني مطالبته بإجراء نقاش على مستوى قيادة الجيش لما حدث من اعتذار "حيث إن النفق لم يكن الهدف منه إدخال سياح"، وفق قوله.
يديعوت احرونوت اعتبرت، من ناحيتها، أن تفجير النفق إنجاز لـ (إسرائيل) ولجيشها على عدة أصعدة، "فمن الناحية الاستخباراتية، استطاع الجيش الكشف عن النفق وتابع مساره الى أن دخل الحدود، ومن ثم نفذ التدمير، ومن الناحية التكنولوجية حيث لأول مرة استطاعت التكنولوجيا الكشف عن نفق وبشكل دقيق جداً، ومن الناحية الميدانية العملية على الأرض استطاع الجيش تدمير النفق في عمق الأرض".
و اضافت يديعوت أن الأجهزة التكنولوجية التي كشفت عن النفق تم تطويرها في "البيت معريخت" بالصناعات العسكرية الإسرائيلية التي تحتوي على مجسات عديدة، وتعتمد على خوارزميات وتحليل بيانات، وبما يسمح بتحديد دقيق للأنفاق.
اليؤور ليفي من يديعوت احرونوت، قال ان الجهاد الإسلامي فقدت سلاحاً استراتيجياً أمس، حيث خسرت اول نفق هجومي لها؛ مما قد يدفعها الى الرد بعد الذي جرى، لكن النتيجة النهائية هي عدم القدرة على التنبؤ بخطوات "منظمة متطرفة" مثل الجهاد الإسلامي.
وأضاف: "فرصة الجهاد تبدو قصيرة للرد، كما هو الحال في فتيله، ولكن منظمة خضعت للسيطرة الإيرانية يمكن أن تفاجئ الجميع -مصر وحماس وإسرائيل".
يوسي ميلمان من صحيفة معاريف، قال إن الجانبين (إسرائيل) والمقاومة الفلسطينية غير معنيون بمواجهة عسكرية، "غير أنهم مستمرون بالاستعداد لها".