تعهد رئيسا السودان عمر البشير وجنوب السودان سلفاكير ميارديت، اليوم الخميس، بمعالجة القضايا العالقة كافة، وبتنفيذ الاتفاقات المبرمة بينهما، وبانتهاج علاقات تعاون تتضمن توقيع اتفاقات جديدة وتنشيط اتفاقات قائمة، وإنهاء التوتر بين البلدين.
وقال البشير -في مؤتمر صحفي مشترك مع سلفاكير في الخرطوم- إن إرادة سياسية قوية توفرت لديهما لتنفيذ الاتفاقات السابقة، والاتفاقات التي أبرمت في الزيارة الحالية، معتبرا زيارة سلفاكير -التي استمرت يومين- انطلاقة حقيقية للعلاقات بين البلدين.
وأكد رئيس السودان أن الجانبين اتفقا على رعاية تنفيذ الاتفاقيات بصورة شخصية، وإزالة العقبات بالاتصال المباشر.
بدوره، قال رئيس جنوب السودان إن المباحثات وضعت خارطة طريق للمضي قدما، وأضاف "بدأنا ولن نتراجع".
وجدد الرئيسان التأكيد على وقف دعم المعارضة العسكرية والسياسية ضد بعضهما البعض، في حين اتهم سلفاكير الخرطوم بدعم المعارضة في جنوب السودان.
وفي ختام المباحثات، وقع الطرفان بيانا مشتركا -اطلعت عليه الأناضول- تضمن تسريع اتفاقات التعاون المشترك، وتكوين مفوضية حدود، وعقد لجان التشاور السياسي، فضلا عن مواصلة السماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى جنوب السودان.
وأورد البيان اتفاقا على تنشيط آلية سياسية وأمنية مشتركة، ومنطقة آمنة منزوع السلاح، بمساعدة الاتحاد الإفريقي، والتحقق الفوري من انتشار القوات خارج المنطقة الآمنة منزوعة السلاح.
وحدد الجانبان شهرا من تاريخ توقيع البيان، وموعدا أقصاه 31 ديسمبر/كانون الأول المقبل، لتنفيذ ما تم التوافق عليه.
وفي الجانب الاقتصادي، اتفق البلدان على إعادة تشغيل حقول النفط التي تأثرت بالنزاع والحرب، وتسوية الاستحقاقات القائمة، وإتاحة التدريب النفطي لجنوب السودان ودعم قطاعه الخاص.
وللمرة الأولى -وفقا للبيان- وافقت حكومة جوبا على تسديد ديون مستحقة للخرطوم، ناتجة عن متأخرات رسوم استخدام المنشآت النفطية السودانية لتصدير نفط جنوب السودان.
وظلت العلاقة بين دولتي السودان وجنوب السودان متوترة من حين لآخر منذ انفصال الأخيرة عام 2011، وبينما تتهم الخرطوم جوبا بدعم المتمردين الذين يقاتلونها في أقاليم دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، يتهم الطرف الآخر الجارة الشمالية بمساندة تمرد رياك مشار في الحرب الأهلية المستمرة هناك.
الجزيرة نت