تعاظم في السنوات الأخيرة دور فلسطينيي الخارج في إبراز القضية الفلسطينية، مستثمرين إقامتهم في أوروبا بنسج العلاقات مع المؤسسات الحقوقية والسياسية لإشعارها بخطورة ما سببه الاحتلال الاسرائيلي منذ سلبه للأرض المقدسة وما يتعرض له الفلسطيني من انتهاكات مستمرة دون تحرك ملموس من المجتمع الدولي.
الدور الذي يؤديه فلسطينيو الخارج كان جلياً، من خلال الأنشطة التي تقام سواء عبر تجمع الجاليات في أوروبا أو المؤسسات التي فتحت أبوابها للفلسطينيين هناك؛ فساهمت بدور كبير لاستعراض ما يعانيه الفلسطيني بعد وعد بلفور وخطورته على القضية الفلسطينية.
ولم يتوقف دورهم ونشرهم للقضية الفلسطينية عند هذا الحد، بل ذهبوا لتنظيم مؤتمر دائم يحمل مسمى "فلسطينيو الخارج" ليمثل الكل الفلسطيني، وجاء في أبرز مخرجاته الدعوة لمشاركة فلسطينيو الشتات في القرار السياسي الفلسطيني.
ومنذ شهرين يعمل فلسطينيو الخارج على قدم وساق من أجل إبراز خطورة وعد بلفور في الذكرى المئوية له، وهنا يقول زياد العالول المتحدث باسم المؤتمر:" نقوم بحملة كبيرة مستغلين مئوية بلفور فالرقم ليس عادياً، عدا عن أن "إسرائيل" تتحضر لاحتفالات كبيرة وموقف الحكومة البريطانية الداعم للوعد، اضطرهم للعمل بجهد حتى يكون صوتهم أعلى".
ويضيف خلال حديثه "للرسالة" عبر الهاتف من بريطانيا:" هناك الآلاف من المتفاعلين عبر مواقع التواصل الاجتماعي من الناشطين والساسة الأجانب (..) وصلنا للذروة في الحملة لتوعية الشارع الغربي بشكل عام والعربي والإسلامي بشكل خاص".
ويوضح العالول لجوءهم إلى مواقع التواصل الاجتماعي والتغريد عبر وسم "بلفور 100"، كونه الأفضل في الوصول إلى أكثر جمهور، مشيرًا إلى أنهم يغردون عبر الوسم ذاته الذي يغرد عليه الإسرائيليون وذلك بحد ذاته تحدٍ كبير من أجل مخاطبة الرأي العام الغربي، بدلًا من أن يغردوا على هاشتاق لا يصل للغرب.
اعتذار بريطانيا
وعن الدور الذي يؤديه فلسطينيو الخارج لتوعية الغرب بمخاطر وعد بلفور، يشير إلى أن هناك الكثير من الرسائل التي يحملونها في جميع الدول الأوروبية كون لديهم حرية أكبر في الحديث عن خطورة بلفور وما يعانيه الفلسطيني جراء ذلك.
ويضيف العالول أنهم جزء من العالم الفسيح ولديهم تحالف مع مؤسسات بريطانية كبيرة تدعم القضية الفلسطينية.
وحول دور السفارات الفلسطينية في دعم فلسطينيو الخارج، يقول:" بالعادة السفارات لا تتفاعل مع القضية الفلسطينية، لكن لا بد من تسليط الضوء على ما قام به السفير الفلسطيني في بريطانيا حينما تعاون مع شبكة المواصلات في لندن لتزين الشوارع بملصقات مئوية بلفور على أكثر من خمسين تاكسي من أجل إيصال رسالة الشعب الفلسطيني".
وأكد العالول على أن احتفال بريطانيا بمئوية وعد بلفور يعد بمثابة إمعان من المملكة في جرمها واستكمال دورها الاستعماري، مبينًا أنه كان من المفترض اعتذار بريطانيا للشعب الفلسطيني جرّاء هذا الوعد، لكن، دعوتها لاحتفالية مع نتنياهو معناه أن تصريح بلفور كان مشروعًا استعماريًا وأن بريطانيا ساهمت بشكل كبير في تمكين اليهود من السيطرة على الأرض الفلسطينية".
ولفت إلى أن هناك عريضة تطالب بريطانيا للاعتذار عن وعد بلفور بدأت أمس الأول من نوفمبر ستستمر مدة عام، وتستهدف سياسيين بريطانيين وغيرهم من أصحاب القرار، مؤكدًا على أن تلك العرضية تشكل ضغطًا سياسيًا على الحكومة البريطانية.
وشدد العالول على أنهم من خلال الفعاليات والأنشطة المختلفة سيعملون على تجريم بريطانيا لدورها الاستعماري ووضعها في خانة المجرم الذي يتهرب من مسئوليته القانونية والأخلاقية، ولمطالبته بدوره الذي لم يفعله أثناء الانتداب البريطاني الذي كان عليه حماية ممتلكات الفلسطينيين.
ووفق قوله فإن هناك مظاهرة ضخمة في الرابع من نوفمبر أمام السفارات البريطانية في عدد من دول الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى بريطانيا، كما أن هناك فعاليات كثيرة أخرى أسبوعية تشهد مناصرة للشعب الفلسطيني وتؤيد الحق الفلسطيني في الإصرار على تحمل بريطانيا المسؤولية فيما يتعلق بهذا الوعد المشؤوم.
ونوه العالول إلى أن هناك لوبيًا متنفذًا في حزب المحافظين البريطاني الذي يحكم الآن، لكن ردة فعل أحزاب أخرى كحزب العمال الذي يملك ما يقارب نصف مقاعد البرلمان والأحزاب الصغيرة الأخرى التي كلها مناصرة للشعب الفلسطيني ورفضت الاحتفالية.
وبحسب متابعته، فإن الشارع البريطاني، في غالبيته، مناصر لقضية فلسطين ورافض لسياسات "إسرائيل" وتفاعله ستُعبّر عنه المظاهرة التي من المتوقع أن يحضرها عشرات الآلاف لإحياء ذكرى مئوية بلفور.
وبيّن العالول أن "إسرائيل" بحليفها بريطانيا لن تنجح بـتسويق نفسها كدولة غير محتلة أو كدولة ديمقراطية، لافتًا إلى أن العالم كله يعرف أنها دولة محتلة، كما ويدرك الجميع أن معظم الجامعات البريطانية مقاطعة لإسرائيل والجامعات الإسرائيلية.
وقبل أيام قليلة شهد أول انتصار لمناصري فلسطين في جامعة مانشستر، حينما تم تعطيل احتفالية للإسرائيليين في الجامعة.