قائمة الموقع

ذكرى رحيل عرفات تشعل فتيل الاستقطاب الفتحاوي

2017-11-09T16:58:47+02:00
ارشيفية
فايز أيوب الشيخ

أثارت الدعوات الفتحاوية لإحياء الذكرى الثالثة عشرة لاستشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات، سجالاً كبيراً، وزادت من درجة الاستقطاب الحادة داخل أوساط التيارين المتخاصمين في الحركة، مما ينذر بتصاعد حدة الصراع بينهما.

وفي التفاصيل، فقد أعلنت حركة فتح بقيادة رئيس السلطة محمود عباس، عن عقد مهرجان مركزي السبت المقبل في ساحة السرايا بمدينة غزة، فيما أعلنت "لجنة التكافل الاجتماعي" المدعومة من القيادي المفصول من فتح محمد دحلان، عن إقامة مهرجان مماثل قبل ذلك بيومين في ساحة الكتيبة غرب المدينة، علماً أن فتح أعلنت أنها لن تنظم مهرجاناً مركزياً في ذكرى عرفات في الضفة الغربية.

يذكر أن عرفات استشهد في 11 نوفمبر 2004، في مشفى فرنسي، بعد تدهور وضعه الصحي أثناء حصاره من الاحتلال الإسرائيلي في مقر المقاطعة بمدينة رام الله، حيث لم تكشف-حتى الآن- لجنة التحقيق الخاصة التي شكلها السلطة برام الله بعد عن تقريرها النهائي بشأن عملية اغتياله.

 من يمثل فتح؟

ورفض إياد نصر عضو المجلس الثوري لحركة فتح والناطق الرسمي باسم المهرجان، الحديث بمنطق وجود دعوتين من حركة فتح لمهرجان إحياء ذكرى أبو عمار، مؤكداً أن هناك دعوة واحدة أعلنت عنها حركة فتح المركزية يوم السبت المقبل في ساحة السرايا. وشدد على أن أي دعوة أو فعالية أخرى لا تمثل حركة فتح بالمطلق.

وذكر نصر لـ"الرسالة" أنه أياً كان حجم الحضور في أي فعالية أخرى غير المهرجان المركزي لفتح، فإنه لا يجوز أن يُطلق عليها أنها تمثل فتح، مشدداً على أن حركته لا تغرد خارج الإطار الرسمي للقيادة المركزية للحركة.

وحول ما إذا كانت لديهم أية تخوفات من فشل المهرجان، أكد نصر أن حركته ليس لديها أية محاذير أمنية أو تحسبات أخرى يمكن أن تُعكر سير المهرجان، مبيناً أن الترتيبات قائمة مع نائب رئيس حكومة التوافق زياد أبو عمرو لإنجاح المهرجان.

وكرر نصر أنه ليس لحركته أي تخوفات أو حسابات خارجة عن إطار المنطق، متوقعاً أن يكون حجم الجماهير التي ستحضر المهرجان كبير بحجم حركة فتح وحجم الكل الوطني الذي يرى في أبو عمار قائداً ورمزاً للوطنية، على حد تعبيره.

ردات الفعل!

وبالمقابل، استبعد عماد محسن من قيادات "التيار الإصلاحي" الفتحاوي التابع لدحلان، أي ردة فعل غير محسوبة من قبل من وصفهم الطرف الآخر بالإشارة لـ"تيار عباس" تجاه المهرجان الذي سينظمه تيار دحلان في ذكرى أبو عمار، معرباً عن اعتقاده أن الأمور ستتم بمنتهى السهولة واليسر ودون أن يقوم أحد بالإخلال بالأمن العام والنظام.

وذكر محسن في حديثه لـ"الرسالة" أن المهرجان وطني بامتياز وتشارك فيه حركتا حماس والجهاد الإسلامي وعدد من الفصائل الأخرى، بالإضافة إلى مائة من العوائل التي دفع أبناؤها ثمناً باهظاً من دمائهم فترة الانقسام.

وتوقع محسن أن تزحف جماهير حركة فتح لحضور مهرجان ذكرى أبو عمار "لتقول لمن يوغل في عقاب غزة أنها ستتصدى له"، منوهاً إلى أن جماهير عريضة من الموظفين الذين أُجبروا على التقاعد والآلاف من الأسر الفقيرة والمهمشة التي منع عنها عباس مخصصاتها ستأتي لتقول لا وألف لا للظلم والاستعباد.

وحول دوافع عباس لإدامة الخصومة داخل حركة فتح، أكد محسن أنها دوافع ذات " بُعد شخصي"، وقال " نحن أمام رجلين وزمنين وقيمتين من العمل، فعرفات رسخ قانون المحبة وعباس رسخ قانون الكراهية، والأخير بأحقاده حال دون وحدة حركة فتح".

وأضاف محسن: "التيار الإصلاحي بقيادة دحلان بسط يده للكل الفتحاوي والوطني من أجل وحدة راسخة حتى ولو على حساب التيار نفسه وقيادته، لكن عباس يمعن في استمرار هذه الخصومة والانقسام بين أبناء الحركة الواحدة"، على حد تعبيره.

زيادة التجنح

ومن ناحية تحليلية للمشهد السابق، فقد قارن الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب، بين الدعوتين للمهرجانين في ذكرى أبو عمار، مبيناً أن المهرجان الذي دعا إليه "تيار دحلان" يأتي تحت عنوان المصالحة المجتمعية ودعت إليه اللجنة الخاصة بهذه المصالحة وهي مشتركة بين حركتي حماس والجهاد و"التيار الإصلاحي".  

وأوضح حبيب في حديثه لـ"الرسالة" أن عملية الاستقطاب والصراع لا تزال مستمرة بين تيارات فتح المختلفة، وربما تأخذ مناحي أكثر قوة في المستقبل على ضوء التواجد الرسمي لحركة فتح المركزية في قطاع غزة، وعلى ضوء المصالحة وإمكانية حدوث اشتباك سياسي على الأقل، وكذلك اشتباك جماهيري بين "التيار الإصلاحي" بقيادة دحلان والتيار المركزي بقيادة عباس.

وحول التحشيد الحاصل من قبل تياري فتح المتخاصمين للمهرجانين وإمكانية الإذعان للتهديدات، فقد أكد حبيب أنه لم يعد هناك إمكانية للتهديد بالرواتب من قبل عباس لسبب بسيط أن التهديدات بقطع الرواتب والتقاعد الإجباري طالت حتى كوادر حركة فتح التابعين لعباس نفسه، مضيفاً "بالعكس هذا سيدفع عدد كبير من الملتزمين بتيار عباس للجنوح نحو تيار دحلان لأنه ليس هناك ما يفقدوه".

وتابع " في كل الأحوال عملية الحشد المتبادل في المهرجانين، ستشير إلى مدى قوة كل من التيارين، وهو شكل من أشكال البارومتر لقياس حقيقة قوة كل منهما على الأرض"، على حد تعبيره.

اخبار ذات صلة