باسم عبد الله أبو عطايا
بشكل يثير الدهشة أعلن في "إسرائيل" اقتراب الإدارة الأمريكية برئاسة باراك اوباما من الإعلان عن مبادرة سلام جديدة للشرق الأوسط ، ووجه الغرابة في أن الصحف الإسرائيلية هي التي تصدرت صفحتها الأولى هذا الاعلان ، ومن ثم زاد الأمر عن ذلك حين كشف وزير الحرب الإسرائيلي أيهود بارك خلال نقاش أجرته الثلاثاء الماضي لجنة "الخارجية والأمن" التابعة للكنيست النقاب عن قرب طرح الإدارة الامريكية مبادرة سلام إقليمي.
وأضاف بان الأمريكيين سينهون خلال الأسابيع القادمة مشاوراتهم مع الأطراف المعنية بالمنطقة، وسيبلورون موقفهم استعداداً لطرح مبادرة تسوية إقليمية.
** خطة اوباما
مصادر سياسية إسرائيلية، أكدت عزم إدارة الرئيس باراك أوباما على عقد مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط بمشاركة الفلسطينيين وإسرائيل وعدد من الدول العربية المصنفة أمريكيا وإسرائيليا بالدول المعتدلة، وذلك بهدف تجديد المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.
ونشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" ، أن الولايات المتحدة تواصل حث الدول العربية للانفتاح على إسرائيل .
وقالت مصادر وصفت بأنّها عالية المستوى في تل أبيب: "إن الأمريكيين يؤكدون انه في إطار المبادرة التي سيعلن عنها الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، يمكن جمع إسرائيل والفلسطينيين والدول العربية المعتدلة تحت سقف واحد، والإعلان عن خطوات تطبيعية ستتخذها تلك الدول إزاء الدولة العبرية".
وتابعت الصحيفة انّه في قضية المطلب الأمريكي بتجميد الاستيطان الذي بدأ صارما ثم بدأت شدته تخبو، أحرز تقدم في المحادثات الإسرائيلية ـ الامريكية حول تجميد البناء في المستوطنات وان الإدارة الأمريكية تسعى للتوصل إلى صيغة متفق عليها مع إسرائيل لتجميد البناء بشكل مؤقت.
وتابعت المصادر ذاتها قائلة للصحيفة: "أن تل أبيب وواشنطن معنيتان بالتوصل إلى اتفاق حول ماهية تجميد البناء في المستوطنات وحول مدته".
كما نقلت عن مصادر سياسية وصفتها بأنها رفيعة المستوى أن المباحثات بين الجانبين تخوض في تفاصيل التفاصيل حول أوضاع البناء في التكتلات الاستيطانية والاحتياجات الخاصة لسكانها.
** إسرائيل سباقة
اندفاع وزير الحرب ايهود باراك للمبادرة وتبنيها إنما يدلل على أن هذه المبادرة تخدم وبشكل كبير المصالح الإسرائيلية وأنها تعبر عن الموقف الإسرائيلي وهذا ما يفسر دعوة باراك قيادة الاحتلال الإسرائيلي إلى الانضمام إلى مبادرة الولايات المتحدة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط عندما تصبح جاهزة.
وذكر راديو "سوا" الأمريكي أن باراك أبلغ لجنة الشئون الخارجية والدفاع في الكنيست أن على إسرائيل أن تكون سباقة في قبول مبادرة واشنطن، وأن ترى في الخطة فرصة للمشاركة في دبلوماسية المنطقة.
وأوضح باراك ، في بيان صدر عن مكتبه ، أن الخطة الأمريكية ليست جاهزة في الوقت الراهن، لكنه قال إنها ستشتمل على مبادئ مثل عقد مباحثات مع الفلسطينيين والأمن ومحاربة الإرهاب إلى جانب التنسيقات الإقليمية.
وأضاف إنه سيكون هناك كذلك محادثات مع سوريا ولبنان عندما يصبح الوقت مناسبا.
وتفيد المعلومات بأن الإدارة الأمريكية تعكف على بلورة خطوات سياسية سيعلن عنها قريبا، تتضمن جدولا زمنيا ملزما لإنهاء المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، إلا أنها لا تقدم اقتراحات لحل القضايا الخلافية ولا ترسم الخطوط العريضة للحل.
**النجاح غير ممكن حاليا
رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي شيمون بيريز رد على فكرة المبادرة الامريكية بان إنجاح عملية التسوية في المنطقة لا يمكن التوصل إليه في الوقت الراهن.
ونقل عن بيريز قوله في اجتماع مع أعضاء في الكونجرس الأمريكي بالقدس المحتلة إن التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين مستبعد حاليًا بسبب الانقسام الفلسطيني، مضيفا انه في ظل تلك الانقسامات لا يمكن أن تكون لدى كيانه حدود دائمة مع الأراضي الفلسطينية.
كما أن فشل الإدارة الامريكية حتى اللحظة في الحصول على أية موافقة عربية للتطبيع مع إسرائيل ، سيجعل من الصعب على الأمريكيين أن يطالبوا إسرائيل بتقديم لفتات للجانب العرب.
ونقل راديو " صوت إسرائيل" عن صحيفة "هآرتس" أن إسرائيل غير مستعدة لاتخاذ أية خطوات باتجاه الطرف الفلسطيني دون مقابل.
وأفاد المصدر أن اجتماع الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز لم يفض إلى اتفاق حول إقدام الرياض على تشجيع الدول العربية على اتخاذ خطوات للتطبيع مع إسرائيل .
وعلمت صحيفة "هآرتس" إن وزير الحرب ايهود باراك بحث في واشنطن مع المبعوث الأمريكي جورج ميتشل صفقة شاملة ستقوم إسرائيل بموجبها بخطوات ذات مغزى لتجميد البناء في المستوطنات مقابل تلقيها ضمانات من جانب الدول العربية حول شروعها في خطوات تطبيعية واستئناف المفاوضات الرامية إلى تحقيق تسوية إقليمية شاملة.
وأشار باراك إلى أن إسرائيل قد توافق في مثل هذا الحال على تجميد مؤقت للبناء في المستوطنات ما عدا 2000 وحدة سكنية توجد في طور البناء حاليا. ومن المقرر أن يصل المبعوث الأمريكي ميتشل إلى القدس المحتلة بعد أسبوعين لمواصلة المحادثات وفي حال حدوث تقارب في وجهات النظر سيبرم نتنياهو هذه الصفقة في اجتماع سيعقده مع الرئيس اوباما خلال الشهرين القادمين .
مماطلة وتسويف، رفض وقبول هذه هي سياسة اسرائيل منذ اليوم الأول الذي أعلنت فيه قيام دولتها وجسدت هذه المواقف بوضوح خلال عشرين عاما من التفاوض العبثي مع السلطة وحتى الإدارات الامريكية السابقة واللاحقة لم تستطع في يوم من الأيام فرض رؤيتها على اسرائيل لإجادتها دور الهروب ووضع الحصان أما العربة ، فهل يعتقد عباس انه سينجح في إلزام اليهود ؟