قائمة الموقع

مقال: وفد الشخصيات وقول الحقيقة

2010-07-15T14:35:00+03:00

مصطفى الصواف     

غادر وفد الشخصيات الفلسطينية قطاع غزة بعد لقاءات جرت بينه وبين الحكومة وحركة حماس، كما التقى الوفد مع فصائل وقوى فلسطينية للتشاور في موضوع المصالحة الفلسطينية والورقة المصرية، التي باتت أهم عقبة إلى جانب الفيتو الأمريكي في إتمام المصالحة.

قبل وصول الوفد إلى غزة التقي بطاقم المخابرات المصرية المسئول عن ملف المصالحة، وشرح له فكرة الجولة ووضع بين يديه لقاء دمشق، وفي العودة سيضع بين يدهم أيضا جوهر الحديث الذي دار في قطاع غزة، خاصة أنه وصل القاهرة والتقى بطاقم المخابرات المصرية.

ومن خلال ما نشر عبر وسائل الإعلام وتصريحات الوفد والجهات الحكومية وقيادات حركة حماس، تبين أن وفد الشخصيات يسعى حريصا على إيجاد مخرج للمشكلة القائمة، ولكن لا يكفي حرص الوفد بقدر ما يحمل هذا الوفد من مقترحات أو من وعود بتليين الموقف المصري، ولكن هذا الوفد الذي يملك نوايا طيبة حضر إلى قطاع غزة خالي الوفاض، وما سمعه في دمشق سمعه في غزة، وكان اللقاء مع الجانب المصري باردا ولم يسمعوا منهم كلمة ايجابية.

 وما حمله النائب المصري مصطفى بكري من دمشق وغزة حمله الوفد إلى الحكومة المصرية، لكن المهم أن الموقف المصري لا جديد فيه وهو على حاله من التصلب والعناد، والحكومة المصرية تعاملت معه في المرة الأولى باستخفاف ولم تقدم له بوادر حسن نيه، بل إصرار على الموقف وتمسك بالشروط، وطالما أن الموقف المصري لم يتغير، فموقف عباس لن يتغير، لأنه كما قيل فإن عباس لا يريد أن يغضب الرئيس المصري، هذه المقولة قيلت في أعقاب موافقة عباس على ما حمله الأمين العام لجامعة الدول العربية من مقترحات للخروج من الأزمة، ولكن في أعقاب لقاء عباس مبارك، وصدور التعليمات الأمريكية برفض المقترحات التي حملها عمر موسى بعد أن وافق عليها مبارك وأعطى الضوء الأخضر لعباس، تراجع مبارك وطلب من عباس رفض المقترحات، فرفضها.

أمام ذلك المطلوب من الوفد مواصلة مساعية، وان لا ييأس من المواقف السلبية من قبل الحكومة المصرية وسلطة رام الله، لان الهدف الذي يسعى إليه الوفد هو هدف سامي يتطلع إليه كل الشعب الفلسطيني، والأهداف السامية تحتاج إلى مزيد من الجهد لتقريب وجهات النظر؛ ولكن في نهاية المطاف لابد من الحديث عن التعطيل الذي يجري، وعن فقدان الإرادة من قبل الحكومة المصرية وسلطة رام الله، لان كليهما مرتبط بالموقف الأمريكي الرافض للمصالحة على أساس مصلحة الشعب الفلسطيني العليا.

المطلوب من هذه الشخصيات الكريمة أن تعلن الحقيقة أمام الرأي العام الفلسطيني، حتى لا تبقى الحقائق غائبة، وعلى هذه الشخصيات المسئولة أن لا تخشى في الحق لومة لائم، وأن لا يمنعها عن قول الحقيقة الكاملة منع الحكومة المصرية لهم من دخول مصر أو الوصول مرة أخرى إلى قطاع غزة، كما تفعل الآن مع قادة حماس أو من تعتقد أنهم من أنصار حماس، وكذلك يجب أن لا تخشى بطش الأجهزة الأمنية في رام الله.

اخبار ذات صلة