علمت صحيفة نيو يورك تايمز أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريق مستشاريه بدأوا بصياغة خطة سلام بين "إسرائيل" والفلسطينيين.
ووفق ما نقلت الصحيفة، في تقرير شامل استعرض جوانب الخطة الأميركية، فإن الخطة تهدف إلى تجاوز كل المبادرات الأميركية السابقة.
وتوقع مسؤولون كبار في البيت الأبيض في حديث للصحيفة إلا تتجاهل الخطة نقاط الخلاف الرئيسية ومنها مكانة القدس والمستوطنات بل ستتعامل معها، وأضافت أنه رغم عدم إعلان ترامب التزامه بدولة فلسطينية فإن الخبراء قالوا إنهم يتوقعون أن يتمحور مخططه حول ما يسمى بحل الدولتين الذي كان في صلب جهود السلام طيلة سنوات.
ورجح المسؤولون أن يتم عرض هذه الخطة على الجانبين مطلع العام المقبل.
ولفتت الصحيفة إلى أن فريق مستشاري ترامب عكفوا طيلة الأشهر الماضية على الاطلاع عن الجوانب الشائكة في أشد نزاعات العالم استعصاء على الحل، وفق شهادات مسؤولين بالبيت الأبيض.
ولم يفت "نيويورك تايمز" الإشارة إلى أن المطامح بتحقيق السلام عالقة بشبكة من الملفات الأخرى التي تطغى بالمنطقة كما تجسد في الأيام الأخيرة من خلال المواجهة المتصاعدة بين السعودية وحزب الله المدعوم من إيران.
وأضافت أن "إسرائيل" تشاطر السعودية المخاوف نفسها من "حزب الله" وكذا المحاولات التي تقوم بها إيران لإقامة ممر بري يخترق جنوب سورية مؤكدة أنه في حال اندلاع حرب مع "حزب الله" فإنها قد تفشل أي مبادرة مع الجانب الفلسطيني.
وقالت الصحيفة إن مبعوث ترامب لعملية السلام "جيسون غرينبلات" أوضح في تصريحات له إنه أمضى وقتاً طويلاً في الاستماع والتفاعل مع الإسرائيليين والفلسطينيين وقادة إقليميين بارزين طيلة الأشهر القليلة الماضية من أجل المساعدة في الوصول إلى اتفاق سلام دائم.
وذكر غرينبلات أن الإدارة الأمريكية لن تقوم بوضع جدول زمني مصطنع حول التطورات أو حول تقديم أي أفكار محددة، ولن تقوم أيضاً بفرض أي اتفاق، وأن الهدف هو تسهيل اتفاق سلام دائم لتحسين ظروف عيش الإسرائيليين والفلسطينيين والوضع الأمني بالمنطقة.
من جانب آخر ذكرت الصحيفة الأميركية أن فريق ترامب يرى تضافر عدة عوامل تجعل اللحظة ملائمة لتقديم مبادرة جديدة بما في ذلك رغبة الدول العربية في التوصل لحل نهائي للنزاع، وذلك من أجل التركيز مجدداً على إيران التي يعتبرونها التهديد الأكبر.
وأضافت أنه عندما يُأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار فإنه يفسر حرص مصر على رعاية المصالحة الفلسطينية بين السلطة وحركة حماس في اتفاق يوطّد مكانة السلطة الفلسطينية كممثل للشعب الفلسطيني.
وذكرت "نيويورك تايمز" في هذا الصدد أن السعودية وجهت الدعوة إلى عباس لزيارة الرياض من أجل التشديد على أهمية المصالحة.
وقالت: "لا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ولا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في موقف جيد من أجل التفاوض، فالأول تواجهه تحقيقات الفساد وضغوط من اليمين ضمن تحالفه الضيق من أجل عدم تقديم أي تنازلات، فيما يتقدم الثاني بالسن ويواجه معارضة شديدة".
وكتبت الصحيفة أنه بالإضافة إلى جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات فإن فريق السلام الذي يعدّ مبادرة ترامب يضم شخصين آخرين هما "دينا باول" نائبة مستشار الأمن القومي و"ديفيد فريدمان" السفير الأميركي لدى "إسرائيل".
وأضافت أن الفريق يقوم بالتشاور مع القنصل الأميركي العام في القدس "دونالد بلوم" ومسؤولين آخرين بوزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي فيما نقلت عن مسؤولين تأكيدهم أن الجهود لتحقيق المبادرة لن تتبلور قبل بداية العام القادم.
من جهة أخرى ذكرت "نيويورك تايمز" أن ترامب وفريقه لا يجدون أدنى حرج في إظهار موالاتهم "لإسرائيل" فالرئيس الأميركي افتخر سابقاً بكونه "الصديق الأكبر" لإسرائيل فيما كوشنر وغرينبلات وفريدمان جميعهم من اليهود الأرثودوكس وتجمعهم علاقات وثيقة مع "إسرائيل".
ونقلت أن بعض الخبراء يرون أن مخطط ترامب قد يأتي ببنود لتعزيز الثقة يكون كل طرف قد وافق عليها مسبقاً وبالنسبة "لإسرائيل" فإن ذلك قد يحد من الأنشطة الاستيطانية وحصرها بالمستوطنات القائمة وكذلك التزامها من جديد بحل الدولتين وإعادة تخصيص جزء صغير من الضفة الغربية لمنح الفلسطينيين سلطات أكبر.
أما بالنسبة للفلسطينيين، وفق الصحيفة، فإن ذلك قد يساهم بالعودة إلى التعاون الأمني التام مع "إسرائيل" والكف عن البحث عن الاعتراف الدولي والتوقف عن تقديم الأجور لعائلات وأسر السجناء الفلسطينيين.
وبالنسبة للدول العربية لا سيما السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والأردن فيمكن أن تلتزم بفتح الأجواء الجوية أمام الرحلات الجوية الإسرائيلية وتقديم تأشيرات عمل وكذلك ربط شبكات الاتصالات.
ريشت كان