زحف الاف الغزيين مرتين خلال ثلاثة أيام الى ساحة الكتيبة والسرايا ... لإحياء ذكرى اغتيال أبو عمار، وهكذا كانت حاضرة ذكرى الختيار في غزة بينما كانت الفعاليات "دايت" في الضفة الغربية، بعض مسيرات وقليل من الوقفات وقراءة الفاتحة على الضريح.
وكما اعتادت غزة دائما أن تحتضن انطلاقات الفصائل وذكريات الراحلين والمصالحات الاجتماعية.. فقد منحت أيضا كل تنظيم فرصة ان يتباهى بقدرته على حشد مئات الالاف في مناسباته، ومع هذه الارقام الكبيرة يصبح تعداد سكان غزة ملايين بما يوازي عدد الفصائل، وإذا لم تصدقوا مليونية الحشود هذه راجعوا صور الأقمار الصناعية التي كانت على اتصال مباشر مع عريف الاحتفال الأخير في ساحة السرايا.
في غزة أيضا السلاح غير الشرعي من وجهة نظر الرئيس محمود عباس هو الذي حمى مهرجان يحتفل فيه أبناء أبو مازن في ذكرى رحيل أبو عمار.
وامام هذه الحشود التي هتفت للرئيس الراحل والرئيس الحاضر لم تشفع لها حناجرها، ولم تثير عواطف وشفقة خليفته وهو يتلو خطاب الإحباط على مسامعهم ليعدهم أخيرا بإمكانية تخفيف معاناة أهالي غزة بشرط تمكين كامل للحكومة، لتضاف كلمة كامل لقائمة مصطلحات التمكين والتسليم والشرعية والوحدانية السلطوية.
يحق لأبناء الشعب الفلسطيني ان يبكوا الراحل عرفات أو يترحموا على أيامه وهم يعيشون تجربة خلفه، وقد انطبق عليهم المثل الشعبي: ما بتعرف خيري الا لما اتجرب غيري"