حذر الدكتور خليل الحية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، من المخططات الأمريكية والإقليمية، الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية، داعياً حركة فتح لمواجهة التحديات الراهنة وفق خطة استراتيجية موحدة.
وقال الحية خلال لقاء نظمه منتدى الإعلاميين بغزة، أمس الأحد، "إن حماس ترفض كافة هذه المخططات مستندة على الإجماع الوطني، ويجب مواجهتها بإعلان نجاح محاورات استكمال ملفات المصالحة التي ستعقد في القاهرة".
وأضاف أن حماس تراقب كل الإجراءات الإسرائيلية في القدس وتعلي صوتها ضد سلوك العدو "الإسرائيلي" بالمسجد الأقصى وسماح حكومة الاحتلال المتكرر لقطعان المستوطنين باستباحة باحاته وانتهاك حرمته، مشددا على أن كامل هذه الإجراءات لن تمهد الطريق للاحتلال ولن تعطيه الحق بالتواجد على الأرض "وسنوجهه بكل ما أوتينا من قوة حتى زواله".
حوارات القاهرة
وتابع الحية أن حماس ستخوض استكمال حوارات المصالحة في القاهرة، وقد حققت الجزء المهم في طريق إنجازها، خلافاً للمرات السابقة التي كان تصطدم باضطرابات تعيق تحقيها، وأنها ستجتمع مع الكل الوطني لتنفيذ اتفاقية القاهرة 2011 بالكامل.
وأوضح أن الحوارات تأتي وقد حققت الجزء المهم في طريق المصالحة مع الكل الوطني والحكومة وحركة فتح والرئاسة، وقد أنجزت حماس بأمانة واقتدار كل ما اتفق عليه خلال أسبوعين المباحثات التي حدثت في القاهرة مطلع الشهر الماضي.
وأشار إلى ان المحطة الأولى، وهي التي تمس حالة المواطن الفلسطيني وتعيد حكومة الوفاق إلى قطاع غزة قد انهيت وتمت بنجاح بعد تضافر كافة الجهود الفلسطينية وبرعاية مصرية، مؤكداً على أن حكومة الحمدلله قد تسلمت مهامها في قطاع غزة على الأرض وفي الوزارات والمعابر بشكل كامل.
وأبدى الحية ارتياح حركته لدور حكومة الحمدلله في قطاع غزة، منوهاً أنها تراقب عمل الوزراء والوزرات عن قرب وكيفية سير الأمور بمهنية وأريحية وسلاسة بعد أن استطاع كل الوزراء اصدار عشرات القرارات التي نُفذّت دون عوائق.
وشدد القيادي في حماس، على أن الجزء الأول من اتفاق 2011 تم بنجاح، بعد تسلُّم حكومة الحمدلله ووزرائها الحكم في قطاع غزة في أعقاب حل اللجنة الإدارية، و"هذا كان أهم جزئية في مسار المصالحة وتم انجازه بما تم الاتفاق عليها دون وجود أي خلل او عائق"، موضحاً أن الحكومة الآن تتحمل كافة المسؤوليات في قطاع غزة كما في الضفة المحتلة.
وعن العمل بمعبر رفح، قال الحية أن حماس تقدر العمل المشترك فيه، والذي تم بين وزارة الداخلية بشقها المدني، مع الحكومة الفلسطينية التي تابعت ما أنجزته الوزارة في السابق وأكملت العمل وفق بنودها في مشهد يدل على الدوار التكاملي بينمها وفق أرضية وطنية مشتركة.
ما سيتم نقاشه
وعما سيتم مناقشته في القاهرة مع كافة الفصائل الفلسطينية، أكد الحية أن وثيقة مايو 2011 التي وقعت في القاهرة بمشاركة الفصائل وبرعاية مصرية، تعتبر وثيقة قانونية ودستورية ووطنية بامتياز وتعتبر الدستور الذي يحتضن من الاجماع الوطني، مبيناً أن الفصائل ذاهبة إلى تنفيذها بكافة بنودها وتفاصيلها.
ودعا الحية حركة فتح لأن يكون هذا الحوار نقطة للانطلاق نحو مواجهة المسائل الكبيرة التي هدفها تصفية القصية الفلسطينية وفق خطة استراتيجية موحدة، للتصدي للاحتلال في الضفة المحتلة والقدس، والشروع بمخططات استيطانية خطيرة.
ترتيب البيت الفلسطيني
وبما يخص منظمة التحرير، أكد الحية على أن اتفاقية 2011، تنص على أن يكون هناك إطار قيادي يتابع إعادة تشكيل وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، تمهيداً لإعادة بنائها بالشراكة الوطنية وبالانتخابات، مع السماح لكل أبناء الشعب الفلسطيني أن يكون جزءً مهماً فيها، كونها تعتبر بيت الكل الفلسطيني.
وأضاف الحية "يجب أن يكون هناك حالة ذهاب إلى انتخابات ديمقراطية وفق صندوق الاقتراع، من أجل إعادة كافة الشرعيات الوطنية وتجديد قوانين هذه الانتخابات".
***ملف الانتخابات
وشدد الحية على أن مباحثات القاهرة، ستحدد موعد للانتخابات العامة في المجلس الوطني والتشريعي والرئاسة، موضحاً ان حركته ترى الاستعجال في هذه الانتخابات بما يعطي خطوة أقرب لإتمام ملفات المصالحة.
وأكد أن ملف الانتخابات لا يحتاج لوقت طويل لإنجاز كل ما يتطلبه تحديد ملف التزامن وتشكيل محكمة الانتخابات، واعتماد القوانين التشريعية مع اقرار ما يتم تعديله من المجلس التشريعي كما حدث في انتخابات 2006.
الملف الأمني
وكشف الحية أن اتفاق 2011 يمر بثلاث مراحل، الأولى متعلقة بالعمل الحكومي وتم إنجازه، والثانية تتعلق بمؤسسات منظمة التحرير والمجلس الوطني والانتخابات، وهذا ما سيتم مناقشته في الحوارات القادمة، والثالثة تتعلق بملف الأمن الذي فصل في الاتفاقية بشكل كامل لحساسيته وتعقيداته.
وأوضح الحية أن هذا الملف منعزل عن ملف الحكومة، إلا أن تجاوزه أمر سهل ولن يكون عقبة، بعد الاتفاق على أن تكون لجنة أمنية مشتركة يلقى على عاتقها إعادة بناء الأجهزة الأمنية ومتابعة السياسيات الأمنية في الضفة المحتلة وقطاع غزة ضمن رؤية متكاملة وبرعاية مصرية، وبإشراف عربي.
وجدد الحية تأكديه على أن المرحلة المقبلة ستكون وطنية بامتياز، بعد إصرار حماس والفصائل لجني ثمار ما تم الاتفاق عليه عبر تجسيد المصالحة على أرض الواقع ليشعر بها المواطن الفلسطيني أينما تواجد، تمهيداً لحشد كامل الطاقات لمواجهة الاحتلال "الإسرائيلي".
وأكد الحية، أن حماس هدفت من المصالحة إلى تثبيت المواطن الفلسطيني وتوفير له كل عوامل الصمود والتشبث في الأرض، وتخفيف معاناته، من خلال العمل على ذلك من منطلق الشراكة الوطنية.
وعن اتفاقية 2005 لتشغيل معبر رفح، شدد الحية على أن حماس وكافة الفصائل الفلسطينية ترفضها بشكل قاطع، كونها تعيد الاحتلال إلى المعبر، وترجع الابتزازات والقوائم السوداء المحظورة من السفر.
ونفى الحية في حديث خاص مع "الرسالة نت"، تلقي حركته أي عروض لمقايضة علاقتها مع السعودية وإيران، مؤكداً على لدى حماس علاقة مفتوحة مع جميع الدول بما يخدم القضية الفلسطينية.
وبين أن حركة فتح أبدت ايجابية من زيارة عباس للسعودية، وقالت إنها أتت في سياق دعم القضية الفلسطينية والمصالحة.