يبدو البيان الختامي للفصائل المجتمعة في القاهرة، فضفاضاً دون أي تفاصيل أو مواعيد للتطبيق خاصة وأن حركة فتح بحسب المجتمعين وضعت عقدة التمكين في المنشار وأرادت اقتصار الاجتماع على تلك النقطة.
وتشير المعلومات إلى أن جميع الفصائل أكدت على ضرورة أن يكون اتفاق 2011م مرجعًا، إلا أن فتح قبلت ذلك على مضض وهو ما قد يكون سببًا لعرقلة التنفيذ على أرض الواقع.
مصدر مطلع أكد "للرسالة" أن هناك لجنة تشكلت ما بين الفصائل والجانب المصري بسبب كثرة الخلافات، وللرقابة على مدى التمكين في قطاع غزة.
ولفت المصدر إلى أن هناك إصرارًا من الفصائل على تطبيق اتفاق 2011م دون أي تعديلات، ومطالبة رئيس السلطة برفع العقوبات، معتبرًا أن الدور يبقى على الفصائل والجانب المصري في الضغط على الرئيس والمتابعة.
وبحسب المصدر فإن فتح رفضت وضع سقف أو نص يحدد موعدًا لرفع العقوبات وهو ما كان سيفجر اللقاء لولا تدخل الراعي المصري وإنقاذ الموقف. وأكد المصدر "للرسالة" أن التقدم الذي حدث بسيط، أي بمعنى أن الأمور لم تنفجر وتخرج عن السيطرة.
خالد عبد المجيد، أمين سر فصائل المقاومة أكد على أن شروط حركة فتح وترددها في تنفيذ ملف المصالحة، عمل على تعقيد الأجواء، مشيرًا إلى أن السلطة تطرح شروطًا غير وطنية على طاولة الحوار.
وذكر عبد المجيد في تصريح خاص بـ"الرسالة " أنّ حركة فتح تريد التنصل من تطبيق الملفات الخمسة.
ويبدو أن طلب رئيس المخابرات الفلسطيني ماجد فرج من حماس رسميًا تأجيل النظر في ملفات المنظمة والانتخابات والحكومة لأنها غير جاهزة لم يكن من فراغ وساهم في جعل حوارات القاهرة دون جداول زمنية أو خطوات واضحة.
في المقابل، يشير الكاتب والمحلل السياسي علاء الريماوي إلى أن فتح لم تعتبر خلال الحوارات أن هناك مشكلة في الضفة الغربية، موضحًا أنه جرت محاولات لإحياء اتفاق 2011 مع عدم نية فتح ذلك.
وقال الريماوي في تغريدة له إن الأجواء ليست إيجابية، برغم ذلك موقف حماس والجهاد والشعبية بأنه يجب المضي إلى المصالحة، على الرغم من محاولة تفجير أزمة عبر التلميح حول سلاح المقاومة عبر المجدلاني كما كان لقيادي من فتح موقف حاسم من سلاح المقاومة بضرورة وضعه تحت السلطة.
بدوره يرى الكاتب والمحلل السياسي الدكتور حسام الدجني أن المصالحة لن تنجح إلا عندما تدرك فتح بأن تقديمها للمصلحة العامة على الخاصة سيسجل لها وسينقذ المشروع الوطني التي تأسست مع غيرها لأجله.
وأكد على أنه من الضروري أن يوجد موقف عربي داعم للمصالحة، مع حراك في الشارع في الضفة وغزة والشتات إلا ستبقى المصالحة رهينة الفشل.