قائمة الموقع

المقاومة تواجه جهود الإقليم لتجريدها من مصادر قوتها

2017-11-26T16:06:49+02:00
ارشيفية
غزة- مها شهوان

في ظل المتغيرات التي تشهدها الساحة العربية، ظهرت مرحلة جديدة أيضاً بعد الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بعدما خرجوا ببيان ختامي جاء في أبرز بنوده تصنيف "حزب الله" اللبناني كمنظمة إرهابية، الأمر الذي لاقى ردود فعل فلسطينية مستنكرة ورافضة للوصف خاصة وأن الاجتماع لم يتطرق إلى ما تشهده المنطقة، والقضية الفلسطينية وما تتعرض له من انتهاكات المستمرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وفي هذا السياق، رفضت "حماس" تصنيف حزب الله وحركات المقاومة كمنظمات "إرهابية"، مؤكدة في بيان لها على أن من يجب ادانته هو إرهاب العدو الاسرائيلي وما تقوم به حكومته ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.

وأبدت حماس استغرابها من أن البيان الختامي لم يشر إلى الإرهاب الإسرائيلي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته يوميًا، مضيفة أن أي توجّه وتصعيد في المنطقة خارج هذا الإطار يعد حرفًا لبوصلة الصراع مع العدو.

وعلق موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس عبر حسابه في "تويتر" على تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية بقوله: إن النقطة الأولى على جدول أعمال مؤتمر الحوار الفلسطيني بأن حزب الله ليس بمنظمة إرهابية، وإن مضى ذلك التصنيف، فنحن جميعاً إلى نفس المصير، ويجب أن يكون الموقف بالإجماع لتصويب بوصله العرب السياسية، فلسطين والقدس".

ولم ترد حركة فتح على تصريحات أبو مرزوق، لكن مصدرًا في الحركة قال خلال تصريح صحفي "إن هذا الموضوع ليس للنقاش"، موضحًا أن الحوارات ستقيم مرحلة المصالحة السابقة، وتناقش إمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات.

 التمسك بسلاح المقاومة

الاجتماع الذي وصف فيه حزب الله بالإرهاب كان بدعوة من السعودية التي تتصدر تنفيذ خطة على مستوى الإقليم في إطار جهودها لتصعيد ولي العهد لسدة الحكم ومواجهة إيران، الأمر الذي يتطلب منها إنجاز مراحل في التنفيذ لاسيما بشأنها الداخلي، بينما الآخر يتعلق بالإقليم وتحجيم نفوذ إيران وحلفائها في المنطقة سواء حزب الله أو حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين.

وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، خرج عبر الإعلام معلنًا أنه كان يدعم المقاومة في فلسطين بصواريخ الكورنت، وبالتالي رأت فصل المقاومة الفلسطينية في كلامه دعمًا للمقاومة وتأكيدا على الدور الذي يجب أن يقوم به الجميع تجاه فلسطين.

وحول مدى تأثير وصف حزب الله بالإرهابي على فصائل المقاومة الفلسطينية والمصالحة الفلسطينية، يقرأ تيسير محيسن المحلل السياسي ذلك، بأن المصالحة الفلسطينية تعتبر وسيلة سياسية لترتيب الشأن الداخلي، مشيرًا إلى أن الأطراف العربية المعنية بإنجاز فصول المصالحة تسعى إلى إخراج حماس من المشهد الحكومي والسياسي على حد سواء.

وبحسب متابعته فإن، حركة حماس ستبقى متمسكة بالمشهد العسكري، رغم أن هناك تفكير بشكل عملي من قبل الأطراف العربية والداخلية لتجريدها من سلاح المقاومة.

ويشير محيسن حسب رؤيته للمشهد السياسي الحالي إلى ما يجري في حوارات القاهرة من قبل حركة فتح ومطالبها بعدم تمكين حماس من الدخول في النظام السياسي الفلسطيني وتحديدا منظمة التحرير، كما أنها تتنصل من إعادة تشكيل حكومة وحدة وطنية فيها حماس، لافتًا إلى أن حركة حماس تفهم اللعبة جيدًا وتدرك كيفية تفكير خصومها في الداخل الفلسطيني والاقليم للتخلص منها، لذا تصر على بحث الملفات قبل خروجها من المشهد الفلسطيني خاصة في الملف الأمني.

ويشير إلى أن هناك فرصة أمام الأطراف لتجريد حماس من مصادر القوة التي تمتلكها ووصفها بالإرهاب كما حدث مع حزب الله، لكن من المبكر الحديث عن ذلك رغم أن البعض يلوح به لتجريدها من السلاح.

وعن الدور الذي يمكن أن تلعبه فصائل المقاومة الفلسطينية، يرى محسين أنه لا بد من إدارة لعبة الحوارات جيدًا والمحافظة على سلاح المقاومة كونه مصلحة وطنية عليا وليس حزبية فقط، وذلك ما نجحت به حماس في اجتماع القاهرة.

وفي ختام حديثه أكد على أن الساحة الفلسطينية لا تتشابه مع حزب الله اللبناني المتواجد على دولة مستقلة، بخلاف فصائل المقاومة الفلسطينية التي تعيش على أرض محتلة وذلك يمنحها فرص قوية خاصة حركة حماس للتمسك بسلاحها.

اخبار ذات صلة