قائمة الموقع

جهود رفع الحصار تصطدم بـجدار المنع العربي وتعقيدات الإقليم

2015-12-24T16:55:11+02:00
الأرشيف
الرسالة- محمود هنية

مجددًا تصطدم الجهود الدولية الرامية لرفع الحصار عن غزة، بجدار منع عربي واقليمي وطيد، شيّد بمساعدة من السلطة الفلسطينية، للحيلولة دون الوصول الى تحقيق هدف رفع الحصار، وذلك ضمن اطار المناكفة مع حركة حماس.

القناة العبرية الثانية كشفت مؤخرًا، عن تحذير مصري لـ (إسرائيل) من إعطاء أي إنجاز لتركيا لصالح غزة، مشيرة إلى أن اتصالات جرت بين الطرفين للتأكيد على عدم وجود انجاز حقيقي فيما يتعلق برفع الحصار عن القطاع.

وللمرة الثانية يتكرر الموقف المصري في اطار تعاملها مع الجهود الدولية، إذ لوّحت مصادر سياسية، برفض الجانب المصري لمساعي طوني بلير المبعوث الأممي السابق، الذي حاول من خلالها رفع الحصار وتحقيق بعض المطالب الفلسطينية ومن بينها اقامة ميناء بحري وانشاء مطار.

ورغم طمأنة بلير لحركة حماس، بوجود تفهم اقليمي لهذه المطالب وموافقة من بعض الاطراف الاقليمية عليها، خاصة بعد جولته التي اجراها في المنطقة وزار فيها عدد من الدول العربية وفي مقدمتها السعودية والاردن ومصر، الا ان محاولته باءت بالفشل في آخر محطاته التي كانت في القاهرة، ولم يعد بموقف لحركة حماس.

هذا الامر الذي اعتبرته حماس إخفاقًا في تحقيق المسعى، وفق ما أشار اليه اسامة حمدان مسؤول العلاقات الدولية في حركة حماس.

وفي الوقت الذي ترقب فيه الفصائل الفلسطينية طاولة الحوار (التركي-الإسرائيلي) الا أنها لا تغمض عينها عن الموقف المصري وأهميته في انجاز أو افشال أي اتفاق، نظرًا لاستراتيجية العلاقة بين القاهرة و(إسرائيل) في الفترة الحالية، وفق ما كشف عنه مسؤولون (إسرائيليون) مؤخرًاـ ومن بينهم عاموس جلعاد مدير شعبة الأمن السياسي في وزارة جيش الاحتلال (الإسرائيلي).

ويشير المراقبون في متابعتهم لشأن المفاوضات أن حساسية العلاقة بين تركيا ومصر ممكن أن تؤثر على مجريات المباحثات والعمل على اخفاقها أو الحيلولة دون أن تنجز اختراقًا مهمًا في هذا الملف.

ويحاول (الإسرائيليون) صب الزيت على النار، من خلال الحديث بأن جوهر الخلاف مع تركيا يكمن في علاقتها مع حركة حماس، وهو ما يتفق سياسيًا بالحد الادنى مع الموقف المصري الذي يشدد خناقه على غزة.

وتبقى حساسية الموقف بين مصر وحماس، حاضرة هي الاخرى بقوة، إذ أن القاهرة ليست بصدد تقديم أي انجاز سياسي يحسب لحماس، ويعتقها من حالة القيد المشددة المفروض على قطاع غزة، اضافة الى ان النظام المصري الحالي ليس بصدد مساعدة حماس على حساب حليفها المتمثل بسلطة عباس التي يمكن ان يضعفها وتقلل من نفوذها بالقطاع.

ويتفق مع هذا الرأي مختصون في الشأن السياسي المصري من بينهم الدكتور فهمي هويدي الذي يرى في حديثه للرسالة ان الدور المصري لا يمكن التغافل عنه في تحقيق أي انجاز، وأنه سيبقى مناطًا بمدى الاغراءات التي يمكن ان تقدم اليه ليتساهل في موقفه المتعنت من غزة.

ويبدو أن ثمة اشارات تلوح في الافق بين الطرفين التركي والمصري، خاصة بعد تقديم أنقرة موافقتها على استئناف صادارتها الى مصر، ما يشير الى امكانية احراز تقدم يخفف من التعنت المصري تجاه الاوضاع في قطاع غزة، وفق تقديرات السياسيين المختصين في الشأن المصري.

وما يعقد المباحثات التركية (الإسرائيلية) حول غزة، الموقف الروسي من انقرة ورفض موسكو لأي محاولة من شأنها فتح تركيا لقنوات مع اوروبا عن طريق (إسرائيل)، وهو ما يهدد بشكل قوي افشال المباحثات الراهنة.

على أي حال حركة حماس تدرك حقيقة التعقيدات السياسية التي تواجه المباحثات، ولا تعطي لها املا كبيرًا، خاصة في ظل تعقيد الاوضاع في البيئة السياسية الداخلية والاقليمية، وحالة التوتر التي تسود العلاقات السياسية بين الاطراف المختلفة، الا انها تتعامل بإيجابية مع المقترحات الموجودة لانضاج أي فرصة ممكنة يمكن ان تقدم اختراقًا في ملف رفع الحصار، كما تحدث بذلك اسامة حمدان لـ "الرسالة".

بينما يشير القيادي في الحركة سامي خاطر، إلى وجود قنوات اوروبية بدأت تستأنف اتصالاتها بحماس، التي أبدت بدورها مرونة عالية في الطرح، مؤكدًا أن الموقف الاقليمي وبعض الجهات المحلية هي من أهم العقبات التي تهدد مسار أي جهد يتعلق بإنهاء الحصار عن غزة.

اخبار ذات صلة