ميساء منصور
يدٌ تمدّ كفّها من أعلى السلّم الذي لا ينتهي...
يدٌ تبحث عن ذراعي اليتيمة
بين كلّ هذه الأذرع الكبيرة والمسنودة
تمسك بي بأصابعها القويّة المشدودة
وتشدّني إليها بعيدًا عن الازدحام الذي يأكلنا
يدٌ قويّةٌ وحنونة
تطبطب على كتفي المكسورة وتجبرها،
يدٌ... تمسّد شعري المجعّد وتجعله أملس،
كما تحبّ هي... وكما أحبّ أنا
يدٌ تمسك بيدي الضعيفة والمرتخية
من فرط ما تَرَكَتْها الأيادي
ترفعها إلى وجهها وتلثمها قبلًا لا نهائيّة
يدٌ رؤوفةٌ وعطوفة
تدخل جيبي
وتخرج بيضاء يشعّ منها نورٌ يسدّ ظلام أيّامي المتوالية
يدٌ تدخل بين أصابعي وتشدّها بين أصابعها
يدٌ جميلةٌ وكبيرة
أكبر من أحلامي التي انكسرت فجأةً
ومن الدرج المظلم الذي عَلِقْتُ به
أجمل منّي حين تخلّيتُ عنّي في منتصف الطريق...
هكذا ترحل الأيادي
أكبر منّي حين رأفت على قلبي ومسحت عنه الأذى.
يدٌ ترتجف حبًّا ... وعينان تلمعان
جسدٌ يثور كلّما وقعت عليه يدك
طفلةٌ في جسد امرأة
قلبٌ في جسد رجل
وأنت...
أنت وحدك من يمسك يدي وسط كلّ هذه التخيّلات الكثيرة