توقعت دراسة جديدة أن تنمو حصة المسلمين من سكان القارة الأوروبية بما يمكن أن يزيد على الضعف، حسب حجم المهاجرين الذين ستستقبلهم الدول الأوروبية في السنوات القادمة.
وذكر مركز أبحاث بيو، الذي أعد الدراسة، أن المسلمين لا يمثلون حتى الآن سوى أقلية بسيطة في القارة الأوروبية (5%) وإن كانت حصتهم من سكان بلدان مثل فرنسا والسويد أكبر من ذلك.
وقال إن عدد مسلمي أوروبا لم يكن في عام 2010 سوى 19 مليونا ونصف المليون، لكنه وصل إلى نحو 25 مليونا و800 ألف في عام 2016.
ولتحديد مستوى تغير حجم السكان المسلمين بأوروبا في العقود المقبلة، وضع بيو ثلاثة سيناريوهات تختلف تبعا لمستويات الهجرة المستقبلية وكلها تتوقع زيادة معتبرة لنسبة المسلمين في الدول الأوروبية الثماني والعشرين.
ووصف بيو دراسته الحالية بأنها "ليست تنبؤا بما سيحدث في المستقبل، بل هي مجموعة من التوقعات حول ما يمكن أن يحدث في ظل ظروف مختلفة".
ففي حالة سيناريو "الهجرة صفر"، يتوقع أن تزيد نسبة مسلمي أوروبا من مستواها الحالي 4.9% إلى 7.4% بحلول العام 2050.
وأرجعت الدراسة سبب هذه الزيادة إلى كون المسلمين أصغر سنا (بـ13 سنة في المتوسط) ولهم خصوبة أعلى (معدل طفل واحد لكل امرأة مسلمة زيادة على المتوسط العادي للمرأة الأوروبية) من الأوروبيين الآخرين، وهو ما يعكس نمطا عالميا، حسب الدراسة.
اما في حالة سيناريو "الهجرة المتوسطة" أي استمرار المستويات "العادية" للهجرة التي لا تشمل طالبي اللجوء، فإن نسبة المسلمين ستبلغ 11.2% من سكان أوروبا بحلول عام 2015.
وفي حالة سيناريو "الهجرة العالية" التي يستمر فيها التدفق القياسي للاجئين (معظمهم من المسلمين)، كالذي شهدته أوروبا بين عامي 2014 و2016 مع إضافة المهاجرين النظاميين، فإن نسبة المسلمين ستصل 14٪ من سكان أوروبا بحلول 2050، أي ما يقارب ثلاثة أضعاف نسبتهم الحالية، لكنهم سيظلون أقل بكثير من الأوروبيين المسيحيين واللادينيين.
وبينما يتوقع أن ينمو السكان المسلمون في أوروبا في السيناريوهات الثلاثة -بأكثر من الضعف في سيناريوهات الهجرة المتوسطة والعالية- فإن من المتوقع، بالتزامن مع ذلك، أن ينخفض عدد غير المسلمين في أوروبا في كل من السيناريوهات الثلاثة.
ويتفاوت تأثير هذه السيناريوهات حسب كل بلد أوروبي على حدة، ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى السياسات الحكومية، التي جعلت بعض البلدان أكثر تأثرا بالهجرة من غيرها.
وفي حالة السيناريو الأول ستكون فرنسا هي الأولى وفي السيناريو الثاني ستكون بريطانيا، أما في السيناريو الثالث فستحتل ألمانيا صدارة الدول الأوروبية من حيث العدد المحتمل لمسلميها.