في تطور لافت على صعيد المصالحة الفلسطينية، استدعت القاهرة أمس الجمعة كل من حركتي حماس وفتح على عجل دون الكشف عن تفاصيل الدعوة المفاجئة التي تأتي في وقت يشهد تطبيق المصالحة تعثراً واضحاً.
حركة حماس وفي بيان صدر عن المتحدث باسمها فوزي برهوم، قال: "إن الزيارة جاءت بناء على دعوة من مصر"، موضحاً أنها تهدف لبحث تطورات ملف المصالحة وسبل المضي بها بما يحقق طموحات ومصالح الشعب الفلسطيني.
وأفاد مصدر مطلع أن وفد حماس برئاسة يحيى السنوار ومروان عيسى غادروا غزة صباح الجمعة الساعة السادسة والربع صباحا ووصلوا مساءا للقاهرة تحت إجراءات أمنية مشددة.
وبين المصدر "للرسالة"، أنه جرى الاتفاق على وقف التصريحات التوتيرية بين حركة فتح وحماس بشكل نهائي، موضحا أن حماس وافقت على تنفيذ قانون التقاعد لموظفيها أسوة بالسلطة الوطنية الفلسطينية.
وبحسب المصدر فإن اللقاء توافق على تشكيل لجنة فصائلية تساند عمل وفد المخابرات واللجنة تتكون من ممثلي حركة الجهاد الاسلامي والجبهتين الشعبية والديمقراطية.
ثقل مصري
ويقرأ الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل في الاستدعاء المصري لوفدي حماس وفتح -رغم إمكانية عقد اللقاء بينهما بغزة لوجود وفد أمني مصري فيها- بأنه "يدلل على رغبة مصر إظهار أنها بثقلها وراء المصالحة، ولا يقتصر الموضوع على فريق أو لجنة، وهو ما يعطي مؤشرا إيجابياً".
ويرى عوكل في حديث لــــ"الرسالة نت"، أن اللقاء كان يجب أن يحدث لتحديد معايير التمكين وآلياته، ومضى يقول: "التصريحات أظهرت أنه ليس هناك اتفاق حوله (التمكين)، وترك كل طرف للتفسير على طريقته"، معتبرا أن تصريحات الطرفين تدلل على أن حماس تستند على اتفاق 2011م، بينما فتح ترجع للقانون الأساسي. وبين أن اللقاء فرصة لتحقيق تفاهمات ودفع المصالحة للإمام.
وذكر أن وجود قادة عسكريين ضمن الوفد "ربما ليناقش موضوع الحدود، أو صفقة تبادل الأسرى وهو مطروح من جانب مصر"، وفق قوله، معتبرا أن موضوع تسليم المقرات الأمنية قد يكون له علاقة كذلك.
بدوره، رأى المحلل السياسي الدكتور أسعد أبو شرخ أن الزيارة المفاجئة للوفدين للقاهرة جاءت بسبب الخلافات الشديدة بينهما ولإنقاذ المصالحة، مشيرا إلى أن "المصالحة مشاركة وليست إقصاء ورام الله تريد مصالحة إحلال".
ولفت في تصريح للرسالة نت إلى أن التصريحات المتضاربة لفتح لا توحي بجديتها في المصالحة، لأنها "تريد تطبيق ما يجري في الضفة على غزة والشعب يرفض ذلك"، مبيناً أن العقوبات والتصريحات لعزام الحمد لا تدل على رغبة حقيقة في إنهاء الانقسام "لذا يجب أن يحاكم على أقواله"، مضيفاً أن "المصالحة على شفا الفشل".
وكانت حركتي فتح وحماس قد أعلنتا في بيان مشترك، تأجيل استلام الحكومة الفلسطينية لمهامها في غزة إلى العاشر من الشهر الجاري، لاستكمال الترتيبات.