اختتم محمد دحلان زيارته إلى العاصمة المصرية دامت خمسة ايام اجتمع خلالها مع قائد الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي، للمرة الثالثة منذ 30 يونيو2013 الماضي، وذلك الى جانب اجتماعاته مع عدد كبير من قادة السياسة والفكر والاعلام المصريين، ومثلما جاء دحلان دون ضجيج الى القاهرة فقد غادرها دون ضجيج أيضاً.
فقد اجتمع بالمرجعيات الدينية المصرية العليا، وبصورة خاصة اجتمع مع الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر، وكذلك اجتماعه مع الأنبا تواضروس أسقف الكنيسة الشرقية، واجتماع بأوسع عدد من قادة الأذرع العسكرية والأمنية المصرية وقادة الاحزاب الوطنية والقومية والديموقراطية في مصر.
وقدم حسب ما نشر في وسائل الاعلام للقيادة المصرية الحالية وللأزهر والكنيسة ورجال الفكر والاعلام معلومات كاملة عن سير المفاوضات الفلسطينية "الاسرائيلية"، والمخاطر التي تهدد فلسطين والأمن القومي العربي من معطيات ووقائع المشاريع السياسية التي يحاول الإسرائيليون فرضها على الشعب الفلسطيني، خاصة تلك المتعلقة بمصير المقدسات الاسلامية والمسيحية الى جانب ملفات اللاجئين والحدود والأمن ومعاناة قطاع غزة.
زيارة دحلان للقاهرة تحمل في طياتها سيناريوهات متمثلة في التالي:
السيناريو الأول: دحلان يحاول إعادة دوره السياسي في المنطقة بعد تجميده من حركة فتح، على حساب قطاع غزة وحركة حماس من خلال جمهورية مصر، خاصة في الفترة الحالية التي تعتبر أكثر فترة حيوية له نظراً لدعمه هو ودولة الامارات التي يقيم فيها حالياً، لخارطة المستقبل وللانقلاب العسكري علي الرئيس محمد مرسي، والدليل على ذلك المؤشرات التالية:
1. قيام دحلان ببعض الأنشطة التي ساهمت في تهيئة الأجواء على الصعيد العربي وتحديداً الخليجي بقبول الانقلاب العسكري واستيعاب خارطة المستقبل المصرية.
2. دحلان كان له دور في تقديم معلومات مزيفه ومفبركة للجانب المصري لتشوية سمعة حركة حماس وذراعها العسكري كتائب القسام من خلال الادعاء بأن حركة حماس هي من تدعم حركة الاخوان المسلمين بالسلاح لمواجهة ومهاجمة المراكز الشرطية المصرية، حتى وصلت الاتهامات المزيفة الي درجة، أن هناك 300 عنصر من كتائب القسام دخلوا سيناء للقيام بأعمال ارهابية، وما يدلل ذلك اجتماعه مع قادة السياسة والفكر والاعلام المصريين خلال الزيارة.
السيناريو الثاني: يسوق نفسه وفي أكثر من دولة عربية وأجنبية على أنه هو رجل المستقبل لفلسطين، ويحاول ابراز الجانب الحسن وصفاء النية من خلال زيارته الاخيرة الى مصر، وأن الهدف من الزيارة رفع معاناة قطاع غزة وتخفيف الحصار الاقتصادي.
السيناريو الثالث: دحلان يستخدم استراتيجية تبادل المصالح مع القيادة المصرية الحالية ويتضح ذلك من خلال المؤشرات التالية:
1. دعم دحلان وفريق مصري معه لخطوات القيادة الانقلابية المصرية على الصعيد الدولي والعربي ومحاولة فرش الغطاء الدولي والعربي لهذه الخطوات.
2. القيادة الانقلابية وعدت دحلان بعودته لحركة فتح ويتضح ذلك من خلال، ما طلبه الفريق السيسي من عباس من خلال زيارة الأخير للقاهرة "العمل على تحقيق وحدة حركة فتح قبل الحديث عن المصالحة مع حماس"، كان المقصود محمد حلان المفصول من حركة فتح وعلى ذلك لم يرتح محمود عباس لنتائج زيارته الأخيرة للقاهرة ولقائه مع الفريق السيسي، ومن هنا طلب موعداً للقاء القيادة السعودية، حيث زار الرياض والتقى ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ليحتج على ما سمعه من كلام هناك وصل إلى حد "القسوة" في بعض الأحيان، لعل الرياض تتدخل بما لها من علاقات جيدة حالياً مع النظام المصري الحالي.
معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية