أثارت تصريحات القيادي في حركة فتح عزام الأحمد التي وصف خلالها غزة بـــ"طائرة مخطوفة"، موجة واسعة من السخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عاكسة بذلك حجم التذمر الشعبي من تلكؤ السلطة وحركة فتح في تطبيق اتفاق المصالحة رغم مضي حركة حماس في تطبيقه.
وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قرر لجم تصريحات قيادات حركة فتح والسلطة حول المصالحة بعد ضغوط مصرية، ورغم ذلك خرج القيادي في حركة فتح عزام الأحمد بلقاء بث على فضائية النجاح تخللته باقة تصريحات حادة ضربت صلب المصالحة.
وقابل الأحمد صرامة الرئيس عباس في قراره الذي قال إنه يأتي من "أجل المصلحة الوطنية والعلاقة مع الأشقاء المصريين، مع التقيد الفوري بالقرار وللضرورة القصوى"، قابلها بتصريحات توتيرية، إذ قال: "غزة طائرة مخطوفة ولا تفاوض مع الخاطفين وإذا لم يرضخوا يتم مهاجمة الطائرة، ويكون المخطوفون جزءاً من الضحايا. ويجب عدم الرضوخ للإرهابيين الخاطفين"، وفق قوله.
وتعتبر تصريحات (الطائرة المخطوفة) الثانية منذ إصدار عباس قرار وقف التصريحات، إذ صرح الأحمد على قناة الجزيرة قائلاً: "إن حركة فتح تفرض عقوبات على حركة حماس كونها تختطف قطاع غزة".
في المقابل تلتزم قيادة حركة حماس الصمت إزاء موجة التصريحات الفتحاوية التي وصفتها الفصائل الفلسطينية بـ"المستفزة والتحريضية"، وأكدت حماس بأنها "لن تكون طرفاً في الانقسام مرة أخرى"، حاملة نفسها على تحمل الأذى لخلق بيئة مناسبة للمضي بالمصالحة.
وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي منشورات وصورا ساخرة من مزاعم القيادي في حركة فتح، واعتبروها ذرائع لإفشال المصالحة.
وفي تغريدة ساخرة نشرها الناشط حامد عطا الله كتب فيها (تنبيه من مقصورة القيادة: السادة ركاب طائرة غزة.. نحن نتعرض للخطف، أرجو الالتزام بمقاعدكم، فهناك فرقة مقاتلة قادمة للقضاء على الخاطفين، نعتذر عن إمكانية سقوط بعض الضحايا منكم.. المصلحة العليا تقتضي أن نضحي ببعضكم لتعيش القيادة".
أما الناشط محمد أبو الروس فقد نشر في تغريدة مطولة على حسابه بموقع الفيس بوك نصها: (عاجل جدا ومعلومات وصلتنا من داخل الطائرة، خلال الحلقة الثانية من حلقات عزام للطيران، معلومات عن #الطائرة المخطوفة، يوجد فيها أكثر من 20 فصيلا مقاوما ولم تهبط منذ 11 عاما، بها صندوق أسود حير الصهاينة (..) وبها من 5 إلى 6 جنود (إسرائيليين) أسرى، وتحاول شركة عزام للطيران "بالتمكن" من الطائرة لإرجاع الإسرائيليين كما هي متعودة، المختطفون يعلنون بكل وضوح يا ريت نظل مخطوفين ولا نشوف قرفكم).
وعلق الناشط سامر عيسى قائلاً: (عزام الأحمد يا ناس .. في غزة بدو التمكين، وليحررها من حماس .. وينهي سيطرة الخاطفين، يا كوماندوز انت يا خطير ما تخلي الطيارة تطير، حاصرنا لو شو ما يصير. شو ورانا هينا قاعدين).
وقال الصحفي عبد الله الأستاذ (لما أجا الخاطفون وأخذوا الطيارة ليش شرد كابتنها وطاقم القيادة.. وسبتونا كرهائن بأيدي الخاطفين المتوحشين"، ورد عليه أحد النشطاء على "أنا أحد الخاطفين يرجى حذف البوست وإلا سيتم اعتقالك في كبينة الطائرة".
ووجه أبو أيوب حسان رسالة إلى عزام الأحمد عبر الفيس بوك، وكتب (انت يا عزام الاحمد وشركاؤك من مدمر الطائرة المخطوفة الطيارة على مر السنين، بحصاركم الظالم ورغم ذلك لازالت تحلق بنا بروح المقاومة).
وسخر الناشط على موقع تويتر عبد الرحمن ريان بتغريده قصيرة، وقال (عليم الله أبو نداء إلو خاطر يطلع ينفي أنه جاب سيرة طيارة مخطوفة من كثر استهبال الشعب عليه)، واعتبر الناشط الحقوقي رامي عبده، حجم السخرية على الأحمد كفيلا بـــ"إخراج تنظيمه من التاريخ مش شطب شخصه فقط!"، وفق قوله.
وفي نفس اللقاء المتلفز الذي أجراه الأحمد الخميس الماضي، تحدث عن أن الإجراءات العقابية على قطاع غزة فقط تشكل 20% مما كانت السلطة تعتزم فرضه قبل نهاية العام، وحاولوا إقناع (إسرائيل) بتشديد الإجراءات ضد غزة إلا أنها لم تستجب، وفق قوله.