قائمة الموقع

مقال: المطلوب من السلطة بعد اعلان ترامب

2017-12-11T05:31:35+02:00
بقلم: إبراهيم المدهون
بقلم: إبراهيم المدهون

للأسف خطاب الرئيس عباس ردا على اعلان القدس عاصمة للكيان الاسرائيلي لم يكن على مستوى الحدث، ولم يعبر عن طموح وآمال وغضب شعبنا، ولم يمثل الفلسطيني المتحرق للقدس والذي وجدها تضيع امام عينيه وتباع للصهاينة بثمن بخس، فجاء الخطاب المسجل عاطفيا يخلو من أي موقف يمكن الاعتماد عليه ويدعم حق شعبنا في مواجهة اعلان ترامب الكارثي.

فكان المتوقع من الرئيس محمود عباس مصارحة الشعب الفلسطيني ماذا حدث؟ وما عرض عليه وماذا رفض وماذا قبل؟ هل تعرض لتهديد سعودي من محمد بن سلمان في زيارته الاخيرة للرياض كما أشيع؟ وفي حال صارحنا سنقف معه مهما تكالبت عليه الدنيا، ليس اقوى من الشعب ان اتحد، وليس أشرف من نهاية ياسر عرفات، هي فرصة لترتيب المسار وتعزيزه برؤية وطنية جمعية، فلا وقت للتردد والاختباء خلف الأصبع.

فالرئيس عباس اليوم أمام استحقاق حل السلطة والقائها في وجه الاحتلال وامريكا، فالسلطة بعد اعلان ترامب فقددت مبرر وجودها، والا فانها ستتحول لكنتونات سقفها روابط قرى هامشي ذات وظيفة امنية خالية من اي مشروع سياسي يلبي طموح وامال الفلسطينيين وتطلعاتهم، وستصبح اقرب للاحتلال منها لشعبها، فالمطلوب من السلطة الفلسطينية عدم مقابلة اي من المسؤولين الامريكان، فأي لقاء اليوم هو اقرار بالقدس اسرائيلية ودعم لقرار ترامب، وتخفيف من الغضبة العالمية على هذا القرار.

كما أنه يجب التنصل من كل الاتفاقات الأمنية مع (إسرائيل)؛ لجعل الشعب الفلسطيني يواجه هذا الاحتلال في الضفة الغربية ويدافع عن القدس، وعلى المقاومة الفلسطينية أيضا أن تفعّل المواجهة بكل الطرق ضد (إسرائيل)، بحيث يكون هنا رد فعل حقيقي بحجم القرار الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

‏وفي حال حدثت مواجهة عسكرية في غزة على السلطة رفع يدها وحل نفسها في الضفة الغربية، ولتشتعل الضفة في الوقت نفسه هناك، وان توحد الفلسطيني في الضفة وغزة باغنية التوافق والمعركة المتكاملة فاعلموا أن (إسرائيل) أضعف من أن تبقي على القدس كعاصمة وهي نفسها ستتراجع وتتراجع، فنحن أمام فرصة لتحويل المحنة الى منحة، ولنجعل هذا الاعلان نكبة على المشروع الصهيوني ويعجل في نهايته.

اخبار ذات صلة