الدنيا قامت ولم تقعد بعد من قرار الاحمق ترامب والذي اعترف بالقدس عاصمة للصهاينة وأربعة شهداء وما يزيد عن ألف وخمسمئة جريح في فلسطين المحتلة لم تكن كافية لتقنع صعلوك البحرين من تأجيل على الأقل زيارة وفده إلى الكيان الصهيوني بل والتجول في مدينة القدس مخالفا بذلك مخالفا بذلك أدنى مشاعر إنسانية ولن أتحدث عن الدين هنا لأن هذا الصعلوك أشك أن يكون على ملة الإسلام.
هذا الصعلوك ما كان له التحرك والقيام بهذه الزيارة المجرمة والمحرمة لولا صدرت له الأوامر من أسياده من آل سعود ولاة امره ومن يحميه ويثبت عرشه الزائف، فهذا الصعلوك ما هو إلا أداة رخيصة في يد السعودية تحركه كما يحرك قليل من الهواء قشة أو ورقة على الأرض لأن وزنها غير معتبر.
لوثت لساني كثيرا بهذا الصعلوك والذي لا يستحق أن يذكر في هذا الحدث الجلل الذي تتعرض له القدس مسرى رسول الله، وأولى القبلتين، وثالث المساجد التي تشد لها الرحال بعد قرار المجرم ترامب الذي لا يملك وأعطى من لا يستحق فتتساوى أمريكا وبريطانيا بجرائمهما ضد فلسطين والشعب الفلسطيني لأن هذا القرار لو قدر له أن يمضي سيكون تتويجا لقرار بلفور قبل مائة عام، ويكون الاحتلال الصهيوني بهذا القرار قد حقق أعلى ما يريد.
وعد بلفور قبل مائة عام لم يرسخ لهذا الكيان وطن والفلسطينيون يرفضونه ويقاومون ما سماه بلفور وطن قومي لليهود، وهذا الكيان الغاصب ما كان له ان يكون لولا الهون الذي عليه النظام العربي والذي صنع صناعة على أعين الصهيونية العالمية سواء في بريطاني أو في أمريكا للوصول إلى حالة الوهن والضعف والعمالة للصهيونية والغرب، فكانت الفرصة مواتية لترامب كي يتخذ قراره بعد مؤتمر الرياض (مؤتمر الجزية والارهاب) الذي جنى منه الأموال الطائلة لحماية الانقلاب الناعم الذي قاده محمد بن سلمان على العائلة السعودية المالكة حتى يكون هو الحاكم الفعلي للملكة ولكن برضى أمريكا ورضى أمريكا لابد ان يكون عبر رضى (إسرائيل).
ترامب يعتقد أن قرارة باعتبار القدس عاصمة للاحتلال يكون قد قدم قربنا للوبي الصهيوني كي يقف إلى جواره وهو يتعرض للمساءلة في الولايات المتحدة الأمريكية على تصرفاته وأفعاله التي لا تليق برأس الهرم في أكبر دولة في العالم من أجل الوصول إلى سدة الحكم يستخدم اساليب رخيصة وممنوعة وفق القانون الأمريكي الأمر الذي سيعرضه للخروج من الرئاسة لو ثبت عليه ذلك.
ترامب بقراره ربما قدم خدمة جليلة أحيا فيها الشعور الديني والإسلامي في نفوس الأمة الإسلامية التي تتحرك دفاعا عن القدس ولربما هذا القرار سيكون وبالا على الكيان الصهيوني وعلى الإدارة الامريكية التي حاولت وصف الإسلام بالإرهاب واعتبار الصحوة الاسلامية خطرا على البشرية ويجب محاربته تحت دعوى محاربة الإرهاب ويريد أن يكون الدين الإسلامي كهنوتي لا يخرج عن المساجد والعبادات فيها جاهلا أن الاسلام دين حياة شامل لكل أركانها.
قرار ترامب الأرعن كما قلنا كشف الحقيقة أمام المخدوعين من الفلسطينيين الذين هرولوا وراء سراب اسمه السلام الموهوم مع الاحتلال معتبرين أن أمريكا ستكون الضامن والضاغط على الاحتلال متناسين أن الذئب لا يؤتمن على الغنم، ونسوا أن هناك شعب اسمه الشعب الفلسطيني وان هناك قضية لا يمكن أن يؤتمن عليها غير أهلها وأصحابها.
هذا القرار الظالم قد يكون دافعا لوحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال وجرائمه والوقوف في وجه أمريكا، وهذه الوحدة الفلسطينية قد تعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية على المستويين العربي والاسلامي شعبيا، وقد تحرك هذه الشعوب كي تجري عمليات التغيير في النظام الرسمي والذي ثبت أنه ضعيف مهترأ عميلا متاجرا بقضايا الشعوب.
لذلك هذه دعوة للثورة على الظلم والاضطهاد والخنوع، ثورة للتغيير لهؤلاء المصنوعين على أعين الغرب كي يكونوا عونا له وسيفا مسلطا على شعوبهم حتى يسهل السيطرة عليهم وتنفيذ ما تخطط له الصهيونية المسيحية في فلسطين والعالمين العربي والاسلامي.
ثوروا ولن تخسروا شيئا إما الموت بكرامة وشرف أو الحياة بكرامة وشرف، العار والشنار على الخونة والعملاء الذين باعوا دينهم من أجل كرسي أو منفعة أو مصلحة أو حفنة مال وكله زائل.