قائمة الموقع

مقال: القدس وعباس وخيبة الامل

2017-12-14T06:46:42+02:00
صورة أرشيفية
بقلم: إبراهيم المدهون

الرئيس أبو مازن ليس شاعرا ولا اديبا وغير مطلوب منه خطابا عاطفيا في حب القدس، المطلوب قرارا بوقف التنسيق الأمني وترك يد الانتفاضة وعدم الاعتراف بقيود أوسلو، والنضال من أجل إعادة العزة لقضيتنا، التزامه بالسلام يعني أنه معترف بكل ما تمخضت عنه هذه العملية، ومن ضمنه اعتراف امريكا بالقدس عاصمة للاحتلال.

لم يجرؤ الرئيس على اعلان استقالته رغم ان اكثر من 70% من الشعب الفلسطيني يطالبه بها وذلك وفق اخر استطلاع جرى، فلا معنى اليوم لوجود ابو مازن في السلطة طالما الاحتلال غير راغب بأي مسيرة سلمية وطالما الضفة ضاعت والقدس ابتلعت واعترف بها عاصمة لهذا الكيان، الا ان موقف الرئيس ابو مازن خذلنا في اللحظة الحاسمة وكنت انتظر منه اعلان قرارا جريئا ليس اقله بالانسحاب من الاتفاقيات الموقعة او الاستقالة او على الاقل عدم العودة للضفة واحداث فراغ سياسي وامني يربك الاحتلال ويعزز الانتفاضة.

لهذا خطاب الرئيس عباس لا يحمل جديدا ولم يقل ما هو متوقع منه وسيستمر في لعبة المطالبات، وقرأت فيه احتواء للغضبة وإلقاء جمل لذر الرماد في العيون، وسيعود لرام الله وسينسق مع الاحتلال وسيربط وجوده برضى العدو ولن يعلن دعمه للانتفاضة وكلماته استمرار لمنهجه، وهو يشبه بخطابه الشهير "أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا"، ولهذا اجده من اخطر الخطابات على القضية وفيه اضاعة لحق القدس وحربا على انتفاضتها، واتعجب ممن اعجبه الخطاب ووجده مختلفا عن خطاباته السابقة.

كانت القمة الاسلامية فرصة للتحلل من جميع الاتفاقيات وتجريم التطبيع والاعلان عن قطع العلاقات ودعم المقاومة، إلا أن القمة فرغت من مضمونها، لهذا خرجت بقرارات لا تسمن ولا تغني من جوع وان كانت مهمة في ظل التحدي الاكبر إلا أنها لم تكن على مستوى التحديات.

لم يبق للقدس إلا الحجر الفلسطيني والثوار الأطهار، فهذه هي القدس قلب القضية النابض، والمساس بها يعني ردود فعل لن يتوقعها احد، فأول ثورة فلسطينية كانت من أجل القدس، وانتفاضة النفق والحرم ومستوطنات أبو غريب، وكانت انتفاضة الاقصى وانتفاضة القدس كل ثوراتنا مبتدأها العدوان على الاقصى والقدس، ولا يظن العدو ان اعلان القدس عاصمة سيمر مرور الكرام مهما تخاذل الرسميون.

اخبار ذات صلة