قائمة الموقع

مقال: غزة تبحث عن الحياة

2017-12-15T13:38:10+02:00
الباحث – عمر صلوحه
بقلم : الباحث عمر صلوحة

لا شك أن المتابع للشأن الفلسطيني المعقد بكافة تفاصيلة يجزم بأن انهاء الانقسام والعودة للحمة والوحدة الوطنية أصبحت أمرا صعب المنال في ظل التعقيدات الملموسة بالعديد من الملفات والتي يصفها طرفي الانقسام بالنقاط الخلافية كالأمن والموظفين والمعابر وأزمة الكهرباء وما تبعها من أزمات مما خلق جو من عدم الارتياح في الشارح الفلسطيني تجاة المصالحة الميئوس منها خاصة في ابقاء العقوبات التي فرضتها السلطة على غزة .

ومع استمرار الانقسام الفلسطيني عشر سنوات تتصاعد نتائجه السلبية وتؤكد المعطيات أنه ألحق بالقضية الفلسطينية أضراراً جسيمة لا يمكن حصرها أو تقديرها في مقدمتها استغلال إسرائيل لهذا الانقسام لتمرير الكثير من مخططاتها وعلى رأسها مخطط تصعيد الاستيطان ومصادرة الأراضي في الضفة الغربية و تهويد القدس والذي كان مؤخرا بالاعلان صراحة وعلانية من الرئيس الامريكي دونالد ترامب أن القدس عاصمة اسرائيل .

يرى العديد من المحللين والاعلاميين والمتابعين أن هذه المواقف السلبية المعيبة بحق القضية الفلسطينية وغيرها لم تكن لتظهر بهذه الصورة القبيحة  لولا أجواء الانقسام الخطيرة التي ألقت بظلالها السلبية على الشعب الفلسطيني ومكوناته السياسية والاقتصادية والاجتماعية وقضيته الجريحة عبر السنوات منذ النكبة وحتى يومنا هذا.

ومما لا شك فيه أن كل الحلول وكل المحاولات لإنهاء الانقسام المتواصل منذ عشر سنوات أخفقت وباءت جميعها بالفشل والتي كان منها اتفاق مكة والقاهرة والاسرى وغيره من المحاولات  بدليل ما آلت إليه الأمور في الأراضي الفلسطينية وتفشي ظاهرة اليأس والإحباط  بين الجمهور المحلي وتفاقم الكثير من المشاكل في جناحي الوطن الضفة الغربية وقطاع غزة بين أبناء الشعب الواحد  دون استثناء أو تمييز وان الاسباب هذا الإخفاق في رأب الصدع وإنهاء الانقسام البغيض نجد أن جميع الحلول التي وقعها الطرفان كانت حلولاً وقتيه تسكينية تمسكت بالحلول الظاهرية وتخلت عن الحلول الجوهرية لاسيما العقوبات التي فرضتها السلطة على غزة اداريا وسياسيا واقتصادية وزادت من معاناة المواطن الغزي

ان الخلل في العلاقات الثنائية بين حركتي حماس وفتح على وجه الخصوص والخلل الموجود بين جميع مكونات الحياة السياسية الفلسطينية برمتها هو ما أوصل المجتمع الفلسطيني لما هو عليه من انقسام وتشرذم ولم يلتفت قطبي الوطن السياسيين من فتح وحماس ان ما يجمع الفلسطينيين أكثر مما يفرقهم خاصة في ظل الهجمة الصهيونية الامريكية والتربص الواضح بالقضية الفلسطينية والذي كان أخره خطاب ترامب واعلانة المرفوض عن القدس عاصمة لدولة اسرائيل بكل صلف وتبجح متناسيا القضية الفلسطينية العادلة  والتي أساسها القدس الشريف .

أعتقد أن نتائج الانقسام السلبية طالت جميع شرائح ومكونات الشعب الفلسطيني كافة في كل أماكن تواجده  دون استثناء  وعليه فإن إيجاد الحلول لهذا الانقسام ليست حكرا على النخبة السياسية الحزبية أو السلطوية الفلسطينية التي مُنحت الفرصة تلو الفرصة والمحاولة تلو المحاولة دون جدوى وباءت محاولاتها بالفشل الذريع.

وبناء على ما تقدم أعتقد أن الحل الأمثل اليوم لإنهاء الانقسام البغيض واعادة اللحمة لشطري الوطن يتمثل في إطلاق الخطوة الأولى والأهم وهي: قيام أصحاب الفكر والرأي الحر والثقافة  من شرائح المجتمع الفلسطيني المتنوعة من كتاب ومحللين وباحثين وصحفيين وإعلاميين ومثقفين وأكاديميين وشعراء وأدباء وفنانين بإطلاق مشاريع أو أفكار مقترحة سواء فردية أو جماعية لإنهاء الانقسام وهزيمته والتغلب عليه والتخلص من سلبياته من خلال  المشاريع او الحملات (كـحملة #ارحموا_غزة) أو الأفكار التي  بإمكانها فتح الآفاق لأطراف المشكلة للالتفات للمجتمع المحلي الفلسطيني الذي يعاني الأمرين منذ عقود من الزمن  ولمنحهم أفاقاً للانطاق من خلالها وللخروج من هذا النفق المظلم الذي اوصلونا اليه .

 على العقلاء من أبناء المجتمع الفلسطيني والقيادات المعتدلة المحايدة التدخل للقيادة الفلسطينية و في حزبي الوطن الكبيرين فتح أو حماس والضغط عليهم من خلال مقترحات وأفكار ومبادرات تصب وتسعى لإنهاء الانقسام البغيض ورفع العقوبات عن غزة  وليس من الضروري الحل الكامل دفعة واحدة وحتى لا تفشل المصالحة كما المحاولات السابقة وانما مجتزئة  إلى أن نصل إلى بنود اتفاق ممكن وقابل للتطبيق  ويلقى قبول المجتمع الفلسطيني المظلوم و ينهي الانقسام ويعيد للقضية الفلسطينية زخمها وللشعب الفلسطيني كرامته في ظل الأحداث الاقليمية المتسارعة سواء من الدول الغربية أو الدول الاقليمية والتي تتناغم مصالحها مع مصالح الاحتلال .


 

 

 

 


 

اخبار ذات صلة