قائمة الموقع

مقال: ثلاث عقود من الحب

2017-12-16T07:47:46+02:00
سميرة-نصار
سميرة نصار

ترنح حبري مكانه فلم يتجاوز غرة الورقة هذه المرة، مشاعر.. أفكار.. أحداث.. سنوات ومراحل.. وآمال وآلام.. تذبذب.. ذوبان.. تمدد وانكماش.. عمل.. جمود..تفاؤل.. خوف رضى وسخط

كل هذا فمن أين سأبدأ ؟؟

حبي لها لم يكن جزافا، جاء من مجلس القرآن مع روادها في المسجد القريب من مسكننا

من أطياف المعاملة الحسنى التي تطير نحوي من اخواني الذين يكبرونني سننا وهم الذين سبقوني في حبها، من أصول الالتزام الأخلاقي والتدين والذي يعتبر هويتها وكما هو سمة بيئتي الخاصة فلا محل لخلاف بينهما.

أحببتها لأني أحببت مشكاتها فدعوة الاخوان المسلمين ذات المنهج والوضوح والأصول - الأصول العشرة -

بجلالة معانيها وشموليتها من الفهم حتى الثقة، مرورا بالإخلاص والأخوة وتفهما لمعاني التضحية والتجرد، استيعابا لوجوب العمل والجهاد وحتمية الطاعة والثبات عند المكره كما المنشط.

أحببتها من ذاك الامام صاحب الكرسي، لم يكن أبا روحيا لها بقدر ما هو منهاج لكيفية صنع المعجزات في زمن الحقائق والبديهيات ألا رضي الله عنك يا امامنا الياسين على قدر ما تمنيت رضاه.

أحببتها من تفاصيل أيام انتفاضة الحجارة، من الكتابة على الجدران، من اشعال اطارات السيارات ( الكوشوك )، ومن تصدي فتيانها وشبابها ونسائها لمحاصرة بيوت الله المساجد

ومن تجارب معظم أفرادها المريرة في سجون الاحتلال.

من بلاغة أسلوبها وجزالة ألفاظها، في بياناتها الورقية التي كانت توزع بخفية وسرية تامة حيث كانت تؤثر فينا تأثيرا يفوت كل التصريحات على مواقع الويب أو صفحات سوشيال ميديا.

أحببتها كلما رأيت في عيون وملامح أمي وأبي وأهل بيتي الخوف على المجاهدين وهم الذين عرفوا آن ذاك بالمطاردين، حينما كانوا يهرون الى أمان بيتنا خوفا من فأس عملاء الاحتلال.

أحببتها لحضنها الواسع الذي لم يقتصر دفئه على أبنائها فحسب بل انتشر ذاك الدفء لجميع أطياف الشعب من توعية ودعوة وعلم وخدمات ومساعدات مختلفة.

أحببتها كلما سمعت صوت أزير رنتيسها، أو قرأت في كتب مقدامها، أو استشعرت ايمان وشجاعة ريانها، أو رأيت سماحة ووسطية اسماعيلها، أو سَرحت في امكانيات عياشها.

أحببتها لجمال نسائها سيدات فيها شاركن في الحراثة والغراسة والممارسة، وكن صمام أمان

لبيوتهن من التزحلق الفكري والأمني.

أحببتها وزدت هياما بها كلما سمعت حكايات سياراتها المفخخة فكانت سيرة الزكارنة وعمارنة، معطرة بصور أشلاء خواجة بني صهيون، لتبتسم أرواحنا قبل ثغورنا

أحببتها فهي تلك المكلومة والمظلومة حينما أصبحت افرازات اتفاقية أوسلو واقع مرير عاشها أهل غزة في مرحلة (غزة أريحا أولا ) فوقعت عليها سيوف الأجهزة الأمنية لتجعلها أربا اربا سلبت جميع مقدراتها لكنها لم تستطع أن تسلب ارادتها في الديمومة لأجل منهج سام وهو تحرير الأرض والانسان.

أحببتها من فورية الاستقواء والوقوف على قدميها بعد الانهاك، الذي تعرضت له سابقا لتكون في الصف الوطني الاول لمقاومة الاحتلال في انتفاضة الأقصى ولتعود عودة ميمونة أقوى من ذي قبل وتبدأ في تطوير ترسانتها العسكرية.

أحببتها لرحيق دماء قاداتها وجندها الذي فاح في أجواء فلسطين متدافعين بعضهم وراء بعض لتبقى الراية لواحة.

أحببتها، وحبي وحب غيري ظهر في تعداد ثقة الشعب لها عبر أول انتخابات محلية وبرلمانية تخوضها ليجتمع الجميع من أحلاف الباطل مرة أخرى لإقصائها من المشهد ولكن عنادها المشروع جعلها على رأس ذات المشهد.

أحببتها لأنها نقشت اسم الشعب الفلسطيني في قائمة المنتصرين في ثلاث معارك من الفرقان مرورا بحجارة السجيل وصولا للعصف المأكول بعد ما أسقانا غيرها كؤوس الهزيمة والهوان.

أحببتها لأنها أبدعت في رسم سيناريو الحرية لأسرى قد أُحكمت على أياديهم قيود الظلام حتى ظننا أنها لن تنفك، ولكنها ببؤس الأشداء قد انفكت لتحولها لسوار فخر وفرح وصنعت أنصع صفقة تبادل أسرى في تاريخنا.

أحببتها فهي التي استطاعت أن توقع الخوف والوجل في قلوب عدونا الذي وصف بأنه لا يقهر، فقهر بشبكة أنفاق حفرت بعرق زنود مجاهديها، وأرواح المخلصين منها.

أحببتها لإيثارها مصلحة شعبها على مصلحتها، فمدت يدها لتلم الشمل الفلسطيني، وتضمد الجرح وتوحد الراية.

فكيف لي ألا أحبها فهي معشوقتي الخضراء إنها حركتي حركة المقاومة الاسلامية حماس

 كل عام وانت خضراء يانعة بمنهاجك وفكرك ومقدراتك وشخوصك كل عام ونحن منك واليك كل عام وانت محبوبتي.

اخبار ذات صلة