قائمة الموقع

مقال: نماذج للشرف : أبو ثريا والقواسمي وبديع

2017-12-18T07:04:43+02:00
مصطفى الصواف

نماذج ثلاثة مرت خلال هذا الأسبوع مشرفة لفلسطين وللأمة العربية والإسلامية، الأول في ميدان المواجهة وبطلها الشهيد إبراهيم أبو ثريا، والثاني كان في ميدان القدس وبطلته السيدة رفقة القواسمي، وثالث النماذج لسجين في سجون مصر وهو الدكتور محمد بديع مرشد الاخوان المسلمين.

إبراهيم أبو ثريا

بطل الاسبوع وكل اسبوع، بطل ولا كل الابطال، شهيد ولا كل الشهداء، أيقونة الانتفاضة وحديث كل حر، وشاهد على كيان مجرم لا يعرف للإنسانية معنى، قهر من ظن كثيرون أنه لا يقهر ليس لأنه قوي بل كونهم زبد كغثاء السيل تذروه الرياح، أبو ثريا بإعاقته قهر جيش ظنه المفرطون والمتخاذلون أنه لا يقهر، إبراهيم بعجزه أكد أنه الأقوى وهم العجزة، تقدم الصفوف وهو مبتور الساقين حتى وصل السياج الفاصل بين قطاع غزة وفلسطين المحتلة عام 48 وهو يحمل علم فلسطين مصرا على زرعه على السياج متحديا جبروت المحتل ولا يحمل شيئا سوى الايمان بحقه في أرضه ليؤكد عجز الأمة، لم يكن إبراهيم يحمل رشاشا ولا سكينا بل كان يحمل علما لفلسطين ولا يتخفى خلف سواتر ولكنه كان يزحف على ما تبقى من ساقيه بإصرار وعزيمة يعجز عنها الأصحاء ممن يملكون ترسانات الاسلحة والتي تصدأ دون ان تستخدم وإن استخدمت تستخدم في قتل الموحدين، قتل الأخوة، والاشقاء والجيران، أما العدو الذي يحتل الأرض فقد بات صديق وحليف.

إبراهيم الشهيد الشاهد على عجز أمة العرب، قام رغم عجزه ليدافع عن أولى القبلتين وثاني المسجدين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم روحه رخيصة رغم أن فريضة الجهاد سقطت عنه ولكن أراد أن يقول : أنا صحيح البدن وأنتم العاجزون المتخاذلون سأكون الشاهد عليكم يوم الوقوف أمام الله عز وجل.

رفقة القواسمي

سيدة ولا كل النساء، حديدية بل أقوى من الحديد، بطلة لم تهب سلاحا، مقدامة ولا أشجع الرجل، انقضت كالأبطال على مجرمة من مجرمي الاحتلال، مشهد سيذكره التاريخ ويردده كل حر كيف بهذه الرفقة تقفز وتلوي عنك اليهودية المسلحة وتبطحها أرضا وتعلم الجبناء من زعماء عرب غير عرب كيف تكون الحرة، كيف يكون الاقدام، كيف بتحول الضعف إلى قوة، فيهزم الضعف القوة فيصبح هو الأقوى.

شاهدت رفقة على شاشات التلفاز وهي تمرغ أنف الاحتلال في الأرض عندما ألقت مجندته ومسدسها على الارض، مشهد فخر وبطولة يقول للجميع هكذا هي نساء فلسطين كواسر لا يهبن الموت ولا المحتل، بل ويقهرنه، لحظات كانت الشاهد على العجز والهوان، وكأن لسان حالها يقول أنزلوا عن عروشكم وكراسيكم وألبسوا الطُرح (غطاء الرأس) وأجلسوا في بيوتكم وانتظروا الموت.

رفقة كنساء فلسطين ممن سبقها من الشهيدات والاسيرات هن تيجان على رؤوس الرجال فكيف بأشباه الرجال، هكذا يجب أن تكون عليه نساء فلسطين وفتياتها، فكيف برجالها الابطال، فنساء فلسطين هن أخوات المرجلة، بل هن سيدات المرجلة.

محمد بديع

بديعا مبدعا كبيرا بين الكبار فكيف يكون بين الصغار، فلسطين قضيتنا الابدية، وقضية الأمة العربية والاسلامية، رغم حبسه يؤكد على ما يعجز عنه السجان ومن هم خارج السجون، أخرجونا وسنحرر فلسطين، محبوسون ليمرر البغض صفقة القرن، كان حرا وهو يتحدث عن فلسطين وهم السجناء.

لم يمنعه بطش السجان فكان كالأسد يزأر في وجهه، يزمجر، فكان القوي وهم الضعاف، الشجاع وهو الجبناء، كيف لا فقد تسلح بعد الإيمان بسلاح فلسطين، فنحته فلسطين القوة على قوته فكان مبدعا كما هو بديع.

هكذا تكون فلسطين رافعة لمن يتسلح بها، خافضة لمن يتخلى عنها، ولذلك عندما تخلى عنها من يدعون أنهم كبار صغروا وباتوا الاذل بين البشر، هانوا حتى في عيون شذاذ الافاق، وباتوا يلهثون لرضا يهود، ظانين أن بهم يمكن أن يكونوا، ظن السوء الذي سيلقيهم عما قريب في مزابل التاريخ.

 

 

اخبار ذات صلة