أكدّ المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن المهندس عبد الحميد ذنيبات أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ما كان ليمر لولا "ارتهان بعض الأنظمة العربية للحضن الأمريكي والإسرائيلي".
وقال ذنيبات في حوار خاص بـ"الرسالة نت" من عمان، إنّه لا يمكن استبعاد وجود موافقة ضمنية عربية على هذا القرار، مشيرا إلى وجود محاولات من أطراف إقليمية ودولية لابعاد الأردن عن دوره التاريخي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وخاصة القدس.
وأوضح أن هناك أطراف خليجية تسعى للالتفاف على الدور الأردني المعهود تجاه قضية القدس، وهذا ما يفسر ضعف موقفها تجاه التصدي للقرار الأمريكي الأخير حول المدينة.
وأكدّ أن هذا المحور –الخليجي- يهرول للتطبيع مع اسرائيل وبسرعة متزايدة، "اعتقادًا منهم أنه الطريق الأنسب للحفظ على كياناتهم ودولهم وعروشهم"، مستدركًا: "هذا الموت بعينه".
ورأى أن الموقف الأردني كان متقدمًا على نظيره من المواقف العربية تجاه أحداث القدس، مؤكدًا أن ما يتم الحديث بشأنه حول ما يسمى بـ"صفقة القرن" لن يسمح الأردن اطلاقا بتمريره.
قرار ترامب يدفع باتجاه تعزيز علاقة الأردن بحماس
وذكر ذنيبات أن الحديث عن الصفقة لا يزال في طور التخمينات "فلا يوجد صيغة واضحة لها"، لافتًا إلى أنّ الحديث عن تصفية القضية الفلسطينية ليس وليد اللحظة، "فقد جرى التمهيد له منذ فترة حول إيجاد حل على حساب سيناء أو الأردن".
وأشار إلى وجود محاولات إسرائيلية جادة مدعومة من اطراف دولية لايجاد آليات لتطبيق هذه الأفكار.
وأكدّ ذنيبات أن الموقف الأردني ضد هذه القضية على اطلاقها، ويرفض ما يسمى بـ"الوطن البديل"، معتبرا أن أي عدوان على القضية الفلسطينية هو بمنزلة عدوان على الأردن.
وأضاف أن الشعب الأردني بكل احزابه واطيافه يدعم الموقف الرسمي الرافض لقرارات ترامب، ولما يسمى بـ"صفقة القرن".
وأكدّ أن فكرة الوطن البديل مرفوضة لدى الأردن بشكل تام "فلا يمكن حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن، وفلسطين هي فلسطين ولن تتغير ابدا".
وأشار ذنيبات إلى أن الأردن شارك بكامل قوته الدبلوماسية والسياسية في مؤتمر القمة الإسلامية في إسطنبول، للتأكيد على رفضه التام لقرارات ترامب، مشيرا الى ان علاقة بلاده مع بقية دول المنطقة تخضع لأحكام وأعراف مختلفة.
فكرة الوطن البديل مرفوضة اطلاقا رسميا وشعبيا
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية قد كشفت عن ضغوط إماراتية مصرية على الأردن والسلطة الفلسطينية بعدم المشاركة في قمة إسطنبول أو على الأقل تخفيض مستوى المشاركة، الامر الذي لم يحدث وشارك الملك الأردني في القمة الطارئة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، فيما خفضّت السعودية مستوى التمثيل وارسلت وزير الأوقاف ممثلًا عن الدولة.
وأضاف: " هناك استدارة من الأردن تجاه تركيا في هذه المرحلة ونتمنى أن يبقى الامر مستمرًا، ولكن تبقى علاقات الأردن مع الدول تخضع لتأثيراتها المختلفة".
وحثّ حكومة بلاده لاعادة النظر باتفاق وادي عربية وانهاء العلاقة الدبلوماسية الكاملة مع اسرائيل.
وأخيرًا، عرج المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين على العلاقة بين الأردن وحركة حماس، خاصة بعد الاتصال الأخير الذي اجراه رئيس الحركة إسماعيل هنية بالملك الأردني عبد الله الثاني، قائلا: "نستبشر أن يكون هذا الاتصال بداية لرسم علاقة جديدة بين الأردن وحماس".
وأعرب عن اعتقاده بـأن "الظروف التي جاءت بعد قرار ترامب تعزز وتدفع باتجاه تحسين العلاقة، ونتمنى أن يمهد لعلاقة جديدة، لا سيما وأن حركة حماس تشترك مع الأردن برفضها لفكرة الوطن البديل ولا تقبل بأي حل للقضية الفلسطينية على حساب الأردن".
وأكدّ أن هناك حرص على ضرورة إعادة ترسيم العلاقة وفق أسس وقواعد جديدة.
ويعد اتصال هنية بالملك الأردني هو الأول بعد انتخابه رئيسا لحركة حماس منذ يونيو الماضي.