بعد تسارع الاحداث السياسية التي نعيشها في ظل ظلم وتعنت وجبروت الادارة الامريكية والاحتلال الاسرائيلي ،والذي يقابله عنفوان وصلابة وايمان شعبنا الفلسطيني بحقه بالعيش على ارضة وحماية مقدساته بشتى الطرق ،..
فقد خرج المتظاهرين على ارض فلسطين تعبيرا عن رفضهم لهذا الظلم فقابلهم الاحتلال باستخدامه لإطلاق الرصاص عليهم سواء الرصاص الحي أو المطاطي او المعدني المغلف بالمطاط ،أو بالغازات المسيلة لدموع او بأنواع أُخرى من الاسلحة لا نعرفها الى الان .
وللأسف الشديد فأن الكثيرين من المتظاهرين لا يتعاملون في الميدان بالشكل الصحيح والسليم لحماية انفسهم، وغالبا لا يكون لديهم أي معرفة بطرق الاسعاف الصحيحة لإنقاذ الاخرين ، بل واحيانا كثيرا يكون الشخص-الاشخاص- الذين يحاولون الاسعاف هم السبب الرئيسي في تدهور حالة المصاب ،بل و وفاته عند الاصابة بإصابات الطلق الناري.!
ومن هنا دعونا اولا نتعرف على ما تفعله هذه الرصاصة الصغيرة عند اختراقها للجسم..!؟
ببساطة أقول : عندما تخترق الرصاصة جسمك الضحية فإنّ الجسم يمتص قدراً هائلا من زخم قوة حركتها، فعلى سبيل المثال؛ :
عندما تنطلق رصاصات الـ 14 ميليمتر والتي يستخدمها عادة قطعان جيش الاحتلال، وسرعتها في الهواء تكون تقريبا بسرعة950 -1100 متر في الثانية.!!
يأتي السؤال المهم ، أين تتلاشى كل هذه الطاقة الرهيبة ؟
بكل تأكيد يقوم هذا الجسم الضعيف بامتصاصها محدثة بذلك قدرا هائلا من التخريب يتجسد في توسع الأنسجة ، وخلق فجوة كبيرة لتعاود الارتداد على نفسها –التصدي- ، وهذا الارتجاف والتصدي من الجسم بدوره يسبب ضرراً كبيراً للأعضاء والأنسجة على الرغم من غياب التماس المباشر بينها وبين الرصاصة...!!
بعد اختراق الرصاصة لجسمك وأعضاءك ، يكون مصيرك مقدر اولا بيد الله ،ومن ثم المسار الذي اتبعته الرصاصة ومكان الاصابة ومدى الاصابة واتجاهها وتمركز الرصاصة او اندفاعها للخارج وطريقة التعامل الفورية والاولية لحماية حياة المصاب ممن هم حوله...!!
ان اصابات الطلق الناري قد تسبب واحده من ثلاث
اختراق مباشر مع تدمير الأنسجة الداخلية
او احداث فجوه نتيجة حراره وقوة اندفاع الطلق الناري
او أحداث التفتت الناتج عن اختراق الرصاص المعدني المغطى بالمطاط .
والسؤال الان ما هي الخطوات والاجراءات التي يجب ان يقوم بها من يريد اسعاف المصاب بإطلاق ناري؟
للأسف انه من الصعب التنبؤ بمدى الضرر الذي ستسببه الإصابة و الجرح الناتج ،حيث أن معظم الجروح الناتجة عن طلقات نارية تفوق استطاعة المسعف الغير مؤهل طبيا لذلك وللأسف هم أول فئة تحاول الاسعاف..!!
لذلك يجب:
يجب ان يقوم المسعف اولا بتأمين نفسه من مرمى النيران التي قد تصيبه هو ايضا ، وخصوصا ان المصاب الاول يكون فعليا تحت مرمى وهدف نيران قطعان الاحتلال ، فلذلك يجب الحذر عند الاقتراب من المصاب، والا اصبح المسعف هدفا اخرا للإصابة.!
عندما تجد امامك مصابا بطلق ناري اول اجراء هو استدعاء المساعدة ،بالاتصال بالإسعاف قبل ان تقترب من المصاب لأهمية الوقت
لا تحاول تحريك المصاب من مكانه الا لو كنت تقوم بذلك لنقله الى مكان اكثر امانا او للوصول الي المستشفى بشرط عدم لمس كل العضو المصاب او ما يتصل به من اعضاء (مثلا عند اصابه الفخذ لا تحاول تحريك طهر المصاب)
تصرف بسرعه وبحدر ،فالوقت هو العدو الحقيقي للضحية، ففرصة نجاه المصاب تزداد مع سرعة نقله .
وبعد تامين مكانك وتأمين وضعيه المصاب الامنة عليك فورا ،أن تتأكد من بعض الاشياء الهامة جدا:
اولا : مجرى الهواء ، واخراج أي شئ قد يكون قد دخل فمه عند سقوطه على الارض جراء اندفاع الطلق الناري الى جسده ، فاذا كان المصاب في غيبوبة فعليك التأكد من انه يتنفس بشكل سليم من النظر الى صدره او سماع تنفسه بالاقتراب من انفه ، فقد يكون اللسان قد أغلق مجرى الهواء فتأكد من ذلك بمحاولة فتح الفم دون عصيبة في ذلك .
ثانيا : حاول معرفة نبض قلبه بوضع اصابعك على شرايين ذراعه او رقبته، او الشعور بنبضات قلبه تحت يديك ،
6- وقف النزيف، وهذا اهم شيء يجب أن تقوم به ،وكل ما هو مطلوب لذلك هو:
أولا : قم بالضغط المباشر على مكان النزف- للتحكم في تقليل النزف ،يجب رفع الطرف الذي ينزف – بشكل حذر لعدم كسر أي عظام او لعدم تحريك الرصاصة ان كانت قد استقرت – الرفع يكون لفوق مستوي القلب في بعض الانواع (الذراعين المنطقة الاقرب للأصابع ساق الرجل فقط)
ملاحظات هامة جدا يجب الانتباه لها:
أولا :
لمنع تضخم وانغلاق الرئة بسبب دخول الهواء عليها من الجرج عند اصابة الصدر او الطهر :
يجب أن يقوم المسعف بغلق الجرح بإحكام بوضع قطعة بلاستك او أي قطعه فوق القماش لتمنع امتصاص الهواء الى الجرح فإذا بدأ المصاب بالشكوى من ضيق شديد في التنفس ازل هذا الغطاء وأعد الكرة اذا امكن ،فاذا استمر الالم فتوقف عن العملية التي تقوم بها .
ثانيا : انتبه..:
يمكن جداً ان يكون جرح الطلق الناري قد اصاب النخاع الشوكي فانتبه في هذه الحالة لا تحرك المصاب ابداً الا اذا كان هناك ضرورة قصوى و في حالة تحريكه يجب إبقاء رأسه و رقبته و ظهره على استقامة واحدة .
ثالثا :
لا ترفع ساقي المصاب إذا كان المصاب قد اصيب فوق الخاصرة مطلقا الا اذا كانت اصابة الطلق الناري في الذراع و هذا لأن نزيف الإصابة بطلق ناري في البطن و الصدر والطهر ، يزداد حدته و يشتد اذا رفعت الساقين بسبب عودة الدم من الاطراف السفلية،والذي سيزداد ايضاً معه صعوبة التنفس
رابعا :
لا تعطي المصاب أي طعام أو شراب حتى الماء –حتى لو تصورت أنه في النزع الاخير من حياته كما يفعل البعض للأسف - لأنه ربما يحتاج لعمليه عاجلة وبالتالي قد يؤثر على حياته
واخيرا يجب أن تعلم أنه ليس مطلوب منك وانت في ساحة اطلاق النار ان تكون بطلا في انقاد الاخرين بقدر ما هو مطلوب منك ان تكون بطلا في انقاد نفسك اولا ،وهذا هو نفس المنطق الذي يعمل به رجل الاسعاف المُدرب على كل شئ ،فحافظ على نفسك ،فمشوار النضال لتحرر ما زال طويلا.. ودمتم بأمن وامان وسلامة للوطن واحبابكم.