قائمة الموقع

مقال: هل سيتسلح عباس بالموقف الوطني يوما ما؟

2017-12-21T06:35:48+02:00
مصطفى الصواف

السياسة الفلسطينية الرسمية تسير عكس المألوف والمعروف سياسيا، وهذا ناتج عن وهم يعيشه رأس السلطة محمود عباس أنه رئيس وأن السلطة الفلسطينية دولة، ويعتقد أن هذه الصفة تمنحه المكانة التي ينطلق منها بالحديث مع العالم الخارجي، وأن القرار الفلسطيني قراره شخصيا كونه يمثل هذه السلطة وهذه مسألة البحث فيها يطول.

بداية يجب أن تعرف أننا تحت الاحتلال ولا دولة في ظل الاحتلال وحتى اتفاق اوسلو لم يمنحنا دولة، بل حكم ذاتي على مناطق (أ) وإداري على مناطق (ب) ولا سيادة على مناطق (ج) إذا أين هي الدولة؟، وقرار ترامب رغم رفض الجميع له زاد الطين بلة، وأكد أننا نعيش مرحلة تحرر وليس مرحلة الدولة لأن عناصر الدولة غير مكتملة وتحتاج إلى جهد وطني كبير يشارك فيه الكل الوطني وليس فقط محمود عباس.

عادة الدول ذات السيادة عندما تتعرض لقضية ما وتريد الذهاب في جولات دولية لشرح قضيتها وأبعادها تذهب وهي متسلحة بقرار وطني جامع تستند عليه خلال جولتها رغم أنه يتمتع بكامل المسئولية ومفوض بالقرار، ورغم ذلك يدعو قبل الجولة كل مؤسسات الدولة ذات العلاقة من حكومة ومعارضة للاتفاق على موقف وطني جامع؛ ولكن الحالة الفلسطينية مختلفة تمام عن النسق العام المتعارف عليه، فمنذ قرار ترامب باعتبار القدس عاصمة للكيان الغاصب لم تلتئم أي مؤسسة فلسطينية على المستوى الرسمي كاللجنة التنفيذية مثلا أو المجلس الوطني ولم يدعُ عباس القوى والفصائل الفلسطينية لرسم موقف وطني فلسطيني موحد يحدد مسار التوجه للعالم سواء العربي أو الإسلامي أو الخارجي، رغم أن الكل الفلسطيني يقف ضد هذا القرار ولكن هذا لا يكفي، فكان لابد من الدعوة لكل مفاصل العمل الوطني الفلسطيني للقاء والتشاور لأن القضية لا تخص محمود عباس كرئيس لحركة فتح وحدها بل هل قضية شعب بكامله.

التسلح بقرار وطني شامل متفق عليه يعطي محمود عباس قوة تجعل أي ضغوط تمارس عليه بلا قيمة لأنه سيشهر ورقة القرار الوطني في وجه أي ضغوط تمارس عليه، ولعل ما مارسته مصر على محمود عباس من تغيير نص القرار الذي كان من المفترض أن يقدمه مندوب فلسطيني لمجلس الامن والذي يصفه الخبراء بأنه كان أقوى من الصيغة التي تقدمت بها مصر واستخدمت أمريكا حق النقض الفيتو.

عباس لا يزال يتعلق بوهم السلام وهو القائل في الجمعية العامة أن الاحتلال لم يبق ما يمكن أن يقام عليه دولة فلسطينية، وأن الاحتلال أنهى أوسلو وإلى الأبد، ولم يعد كذلك هناك ما يسمى حل الدولتين، نبيل شعث وهو عضو حركة فتح المرسل مع الوفد الفلسطيني الذي يترأسه المجدلاني إلى الصين وروسيا يتحدث عن هدف الزيارة هو استبدال أمريكا بالصين أو روسيا أو كلاهما معا من أجل لعب الوسيط في عملية السلام بعد أن خرجت أمريكا من كونها الوسيط؛ ولكن علينا أن ندرك أن وهم السلام يجب أن ينتهي، وعلينا أيضا أن ندرك أن روسيا لن تقبل او الصين أن تحل محل الإدارة الامريكية في عملية السلام التي يؤمن بها عباس، وفي النهاية سيعود عباس إذا بقي يؤمن بالسلام إلى أمريكا طالبا العفو والمغفرة وطلب العودة إلى عملية الوهم التي يؤمن بها حتى تفرض عليه كل الشروط الصهيونية التي تتبناها الإدارة الامريكية والتي أساسها يهودية الدولة والقدس عاصمة الكيان الغاصب والقبول بمبدأ التوطين والوطن البديل.

السؤال متى سيفيق عباس من أوهام السلام ويعود إلى الشعب الفلسطيني ليقرر كيف يمكن له التعامل مع الاحتلال ومع الصلف الأمريكي؟

نطالب العالم العربي للتحرك معنا وكذلك الاسلامي وأحرار العالم ونحن كفلسطينيين لم نتحرك مع أنفسنا وما زلنا نعيش في وهم السلام ووهم الدولة ووهم الرئاسة؟

اخبار ذات صلة