قائمة الموقع

مقال: القسام: قراءة متأنية وفهم دقيق للواقع

2017-12-25T05:18:37+02:00
القسام: قراءة متأنية وفهم دقيق للواقع
بقلم :مصطفى الصواف

بيان المجلس العسكري لكتائب القسام كان يدلل بشكل واضح على أن القيادة العسكرية في حماس لا تقل وعيا عن القيادة السياسية في فهم الواقع وما يدور حولنا من قضايا وأحداث، هذه القراءة الواعية للواقع الفلسطيني والاقليمي والدولي يجعل الرؤية لدي هذا القارئ واضحة والقرار يكون مبني على قواعد متينة وقراءة متأنية وواعية والسياسات المتخذة بعد هذه القراءة تكون أكثر دقة وأقرب للصواب.

المجلس العسكري لكتائب القسام هو الهيئة الأعلى لقيادة القسام والذي يترأسه القائد محمد الضيف يضم نخبة من القيادات العليا للقسام، وعندما يتخذ موقفا ويرسم سياسة تكون هذه السياسة مبنية على رؤية واضحة بعد أن يتم تدارس الرؤى يتوافق الكل على رؤية وموقف موحد لا يحيد عما رسمته حركة حماس سياسيا ويتوافق مع الرؤية العامة للحركة؛ ولكن برؤية عسكرية مكملة للرؤية السياسية.

ويؤكد المجلس العسكري على أن مراكمة القوة العسكرية على رأس الأولويات والعمل على مراكمتها ليس من أجل المظهرة أمام الاخرين أو أن تكون هذه القوة مادة للحديث عبر وسائل الاعلام بل هذه المراكمة للقوة لدى القسام لها هدف وهو تحرير القدس وتحرير القدس يعني تحرير كل الارض لأن القدس هي الأيقونة وهي بمثابة القلب من الجسد.

وعندما تتحدث قيادة القسام عن السلاح تؤكد على شرف هذا السلاح، وأنه يمثل شرف الأمة،  وأن الحديث عنه ليس للتلويح به كنوع من استعراض القوة وأن سلاح المقاومة هو صمام الأمان للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية،  مؤكدا أن الضعف الذي عليه الأمة والهوان والإحباط لم يمنع من لديه هدف ككتائب القسام والمقاومة من السعي والحصول على السلاح والذي ما كان له ان يكون لولا الثمن الباهظ الذي دفعه الشعب الفلسطيني المقاوم من دماء أبناءه وأرواحهم،  وأن هذا السلاح سيبقى حتى تحرير القدس وهذا فيه إشارة واضحة إلى الناعقين عبر وسائل الإعلام المطالبين قوى المقاومة بتسليم سلاحها وأنفاقها ثمنا للمصالحة وفق الرؤية الصهيونية الأمريكية.

وأكدت قيادة القسام أن ما يدور عربيا من صراع هو لحرف البوصلة العربية عن معركتها وواجبها اتجاه فلسطين وتحرير القدس، وان هذا الذي يجري استغلته قوى الظلام والاستعلاء، في إشارة إلى أمريكا، هو محاولة لتقديم القدس كعاصمة للكيان، مشيرة إلى قرار ترامب الرئيس الامريكي من اعتبار القدس عاصمة للكيان الغاصب. 

وأكدت القسام أن هذا الحال الذي عليه العرب حذرت منه كثيرا ما يؤكد على صوابية القسام وحماس، وأن هذه القراءة المتأنية جعلت من حماس الابتعاد عن التدخلات في الصراعات الداخلية، وهذا تأكيد على موقف الحركة السياسي من عدم التدخل في الشأن الداخلي وما يجري من صراع بين الاشقاء.

وأدركت قيادة القسام كما حركة حماس أن الوحدة الفلسطينية والعربية هو ما سيؤسس لمرحلة التحرير وهذا إدراك واضح لأهمية الوحدة العربية والمصالحة الفلسطيني التي ستؤدي إلى وحدة فلسطينية داخلية ستكون صمام الأمان للقضية الفلسطينية وللمقاومة.

وحرصت كتائب القسام على الإشارة إلى أنها تسعى الى الوحدة والالتحام مع كل مكونات الشعب الفلسطيني على قاعدة مقاومة المحتل والعمل على تقوية الجبهة الداخلية وكذلك الصديقة للمقاومة، وذلك كله من اجل التفرغ للقضايا الكبرى وتفويت الفرصة على من يحاول تصفية القضية الفلسطينية عبر صفقات الوهن والضياع.

وأشادت قيادة القسام بمحاولات إنهاء الانقسام والعمل على توحيد الصف الفلسطيني واصفة ذلك بأنها عملية صحية ومهمة، وانه لا توجد أي مخاوف على منجزات الشعب الفلسطيني وعلى حماس والمقاومة، وعدم الخوف هذا ناتج عن وعي وخبرة تؤدي إلى تلافي الاخطار وتحييد النوايا السيئة.

ودعت القسام عناصرها بتقديم نماذج حية للشعب والأمة مع التأكيد على الثقة بنصر الله، وأشارت الى ضرورة الاستعداد لكل الاحتمالات في إشارة إلى إمكانية حدوث أي مواجهة مع الاحتلال.

 

 

 

اخبار ذات صلة