قال عضو اللجنة البحرينية لمقاومة التطبيع خليل بوهزاع إن موقف البحرين ثابت تجاه فلسطين وشعبها، وأنهم سيعملون لنصرة ودعم النضال الفلسطيني"، مشيراً إلى استشهاد البحريني محمد جمعة الشاخوري برصاص قناصة من السفارة الأمريكية أثناء اعتلائه سور السفارة لنصب العلم الفلسطيني على أسوارها.
واعتبر بوهزاع في حديثه لـ"الرسالة نت"، أن الوفد البحريني الذي زار (إسرائيل) مؤخراً لا يمثل إلا نفسه، ولا يمكن بأي حال من الأحوال اعتبار هذا الوفد ممثلاً للبحرينيين.
وأكد أن الشعب البحريني ومؤسساته المدنية عبروا عن رفضهم لهذه الزيارة من خلال إصدار البيانات أو من خلال الوقفات التضامنية التي تزامنت مع قرار الادارة الامريكية بنقل السفارة للقدس.
وأضاف: "الشباب الناشطون على مواقع التواصل الالكتروني دشنوا حملة #البحرين_ضد_التطبيع" عبروا فيها عن رفضهم لتلك الزيارة وعن إدانتهم لمن قام بها".
وذكرت القناة العبرية الثانية أن وفدا بحرينيا ضم 24 شخصا من جمعية "هذه هي البحرين" زار (إسرائيل) بشكل علني للمرة الأولى، واستمرت لأربعة أيام "تحقيقا لرسالة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة حول ما أسمته "التسامح والتعايش والحوار بين الديانات المختلفة".
وقالت القناة إن أعضاء الوفد تجولوا في البلدة القديمة في القدس المحتلة برفقة مراسل القناة الذي أجرى مقابلات مع عدد من أعضاء الوفد.
وفي السياق عبر بوهزاع عن أسفه من موقف وتصريحات وزير الخارجية البحريني الذي اعتبر فيها القدس قضية هامشية، مشيراً إلى أنه لا يعد التصريح الأول من نوعه، بل سبقه تعزية بوفاة "شمعون بيريز"، كما أنه دأب على اللقاء مع اللوبيات الاسرائيلية في أمريكا.
واعتبر أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني يومياً جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وانتهاك أبسط حقوقهم الانسانية يجعل من القضية الفلسطينية قضية إنسانية بالدرجة الأولى، "يتوجب على كل حر وشريف أن ينتصر لها وأن يسعى بكل ما يملك من قوة في دعم نضال شعب يتوق للحرية وإقامة دولته الحرة والمستقلة".
وتابع بوهزاع: "قرار الرئيس الأمريكي بالاعتراف بالقدس كعاصمة للكيان الصهيوني تأكيد على عدم نزاهة وحيادية الولايات المتحدة في الصراع العربي الإسرائيلي"، مؤكداً على عدم احترامها لكل المواثيق والقرارات الدولية الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن.
ووصف أمريكا بالدولة المارقة التي لا تعير أي اعتبار للرأي العام والقانون الدولي، مدللاً بذلك على الادانة الدولية التي وجهت للإدارة الامريكية وقرارها، حتى من أقرب الحلفاء لها ومن الدول التي تربطها علاقات وطيدة مع الاحتلال.
وأوضح بوهزاع أن تجرؤ ترامب على قراره دليل على الوهن العربي الذي نعيشه، وعلى المدى الذي تردت إليه السياسة العربية تجاه كل قضايا المركزية، و"لا يمكن إغفال أن فلسطين هي أرض عربية وشعبها شعب عربي".
وأكد بوهزاع أن الفلسطينيين وفصائل المقاومة أثبتوا طوال تاريخ نضالهم بأنهم الصخرة الصلبة التي تتكسر عليها كل الخطوات التي تهدف إلى تمييع حقوقهم، و"لن يقبل الشعب الذي عانى الكثير بأن تستمر سياسات الاحتلال في سلب حقوقه".
وشدد على ضرورة وحدة الشعب الفلسطيني على المستوى السياسي، وإنهاء حالة الانقسام بين الفصائل الفلسطينية، والدعوة لمؤتمر تتوحد فيه الفصائل السياسية وفصائل المقاومة خلف راية فلسطين، راية تحرير الأرض، راية انتزاع الحقوق العادلة.
وشدد على أن التطبيع هو أكثر خطوة من قرار الرئيس الامريكي، "فالأمريكان معروفين بدعمهم وعلاقاتهم مع الاحتلال وبالتالي من غير المستغرب أن تقوم هذه الإدارة بأي خطوة أحادية من شأنها تأكيد دعمها لهم".
وقال "مسألة التطبيع تُستهدف بها الحكومات والشعوب العربية والاسلامية وهي أخطر كونها تعمل على تمييع القضية الفلسطينية في وجدان الشعوب العربية، وأن يتم اعتبار الاحتلال دولة طبيعية لا بوصفها محتلاً غاصباً عنصرياً لا يقل عنصرية عن نظام الأبرتهايد الذي كان قائماً في جنوب أفريقيا".
وأشاد بدور حركة مقاطعة (إسرائيل) لحركة BDS، "فقد استطاعت هذه الحركة المدنية محاصرة الاحتلال وتعريته أمام المجتمعات الغربية بالتحديد وفضح ممارساته العنصرية تجاه الشعب الفلسطيني".
والجدير ذكره أن "BDS" تأسست عام 2005، وتعتمد استراتيجيتها على التغيير التدريجي الذي تسعى من خلاله كخطوة أولى إلى مقاطعة (إسرائيل) وسحب الاستثمارات منها في كافة المجالات (الاقتصادية والأكاديمية والثقافية والرياضية والعسكرية)؛ وذلك للوصول إلى الخطوة النهائية المتمثّلة في عزل (إسرائيل) وفرض حصار دولي عليها بأشكال متعددة.
وذكر أن ذلك يجعل من فلسطين قضية مركزية في تفكير كل إنسان حر، يتوق للحرية، ويؤمن بضرورة احترام كرامة وحقوق الانسان، والتي هي قيم لا يؤمن بها الكيان الصهيوني.
يشار إلى أن مجموعة من البحرينيين أعلنوا عن تأسيس جمعية وطنية تهدف الى مقاومة التطبيع مع (إسرائيل) ومساندة حقوق الشعب الفلسطيني، وحصل المؤسسون على الموافقة الرسمية لتأسيس الجمعية لمقاومة التطبيع مع الاحتلال كجمعية وطنية مفتوحة لجميع المواطنين البحرينيين والعرب المقيمين.
وتعهد المؤسسون بانتهاج اساليب العمل السلمي والقانوني والدعوة من خلال الكتابة والحوار الهادف من أجل حشد القطاعات في البحرين لتبني المصلحة القومية في مناهضة التعامل مع الدولة اليهودية.