سمعنا كثيرا عن مرض "خشونة الركبة"، خصوصاً أن الكثيرين مصابون بهذا المرض الذي يسبب الما شديدا، خصوصاً للكبار في السن وأصحاب الأوزان الثقيلة!
فما هو مرض خشونة الركبة ؟
هذا المرض ليس جديدا على الطب، وهو عبارة عن التهاب في المفاصل يؤدي إلى تآكل طبقة الغضاريف التي تغلف المفصل وتسبب في تشققها، كما أن نقص السائل الضروري لسهولة حركة المفصل (وكأنه زيت لتشحيم المفصل)، يؤثر على عظام المفصل فيجعلها تتآكل وتتشقق وتتعرى.
وهذا المرض غالبا ما يصيب كبار السن، ولكن قد يحدث أيضا في الأعمار المبكرة نتيجة بعض الأمراض المزمنة أو الإصابات.
الاعراض:
1. الالم: وهو العرض الأساسي ويحدث تدريجياً، ففي البداية يحدث بعد مجهود زائد على المفصل، مثل الوقوف الطويل أو صعود وهبوط الأدراج أو الجلوس بوضعيات خاطئة.
في المراحل المبكرة نجد أن الالم يزول بالراحة، ولكنه في المراحل المتقدمة يصبح أشد ويحدث مع أي مجهود حتى لو كان بسيطاً ولا يزول مع الراحة.
2. الشعور بصعوبة وألم عند ثني الركبة أو بسطها.
3. انتفاخ وتورم في الركبة أحياناً.
4. الشعور بسخونة المفصل.
5. تيبس الركبة وخاصة في الصباح ولكن غالبا لا يدوم طويلاً.
6. الشعور بفرقعة العظم وهي صدور صوت أثناء المشي أو تحريك المفصل.
7. في مراحل متأخرة يعجز المريض عن المشي لشدة الألم.
أهم الأسباب المعروفة:
1. الوزن الزائد فهو السبب الرئيسي للإصابة بمرض خشونة الركبة حيث يؤدي ثقل وزن الجسم على الركبتين إلى تآكل الغضروف الذي يغلف عظام مفصل الركبة وبالتالي الإصابة بالخشونة تدريجيا.
2. التقدم في السن، حيث يتناقص السائل الملين للمفصل مع مرور السنين، الأمر الذي يؤدي إلى تكون نتوءات في الغضروف المغطي للمفصل، وهذا يحدث بسبب سوء التغذية وقلة العناصر الغذائية الضرورية لتجديد الغضروف وبناء خلاياه.
3. التعرض للإصابات والكدمات التي تعمل على تقليل السائل بين طرفي المفصل، كما هو الحال عند لاعبي الرياضة بشكل عام، ورياضة رفع الاثقال وكرة القدم، والقفز وغيره، وتمارين القرفصاء.
4. حدوث تقوس الساقين (منذ الصغر) أيضاً هو أحد الأسباب الذي يُحدث خللا في توازن الجسم وتوزيع ثقله على الركبتين.
5. يلعب العامل الوراثي ايضا دورا هاما للإصابة بالمرض.
6. بعض الأمراض كالنقرس والروماتيزم، وهشاشة العظام والكسور أيضاً لها دور كبير في الإصابة بمرض خشونة الركبة.
7. من المعروف أن اعلى نسبة اصابة بخشونة الركبة تتركز عند المرأة أكثر منها عند الرجل، وذلك للكثير من الاسباب مثل: تناول حبوب وحقن منع الحمل، ومنشطات التبويض، ونقص هرمون الاستروجين بعد انقطاع الحيض.
كيف يتم تشخيص خشونة الركبة ؟
يعتمد التشخيص بالدرجة الاولى على الأعراض السريرية، بإجراء الأشعة البسيطة، وقد نلجأ للتصوير بالرنين المغناطيسي في حالات معينة وخاصة الأعمار الصغيرة للاستبعاد الأسباب الأخرى التي تسبب الم الركبة
يمكن إجراء بعض التحاليل لتحديد السبب مثل:
تحليل سرعة الترسيب التي تكون طبيعية عادة في خشونة الركبة، كما يمكن إجراء تحليل العامل البرثواني لاستبعاد مرض الروماتويد أو تحليل اليوريك أسيد (حمض البول) لكشف مرض النقرس.
الوقاية:
- محاربة السمنة والوزن الزائد، والعمل دوما لإنقاص الوزن.
- الابتعاد عن الادوية الهرمونية وموانع الحمل قدر الامكان.
- الابتعاد عن ممارسة العادات الخاطئة في الجلوس والقرفصاء وحمل الأشياء الثقيلة.
- الممارسة الدائمة لبعض التمرينات الرياضية الخاصة مثل شد الركبة خلال الاستلقاء على الظهر.
- التغذية السليمة التي تحتوي على كل العناصر الغذائية.
العلاج :
أولا، العلاج الدوائي :
- ويتمثل بمسكنات الألم، الفموية منها أو الحقن أو مراهم ويفضل عدم الإطالة باستعمالها لتفادي حدوث الأعراض الجانبية.
- استخدام بعض مركبات الجلوكوسامين ومركبات الكوندروتين.
- حقن الكورتزون (داخل المفصل) والتي تعمل في الاساس على ازالة الآلام بالدرجة الاولى، الا ان لها الكثير من الاعراض الجانبية
ثانيا، العلاج الجراحي : في المراحل المتقدمة ويتم إما بتثبيت المفصل أو بعملية استبدال مفصل الركبة بمفصل صناعي
ثالثا، العلاج الطبيعي أو الفيزيائي:
والهدف الاساسي منه هو تقوية العضلات المحيطة بالركبة من خلال تمارين للركبة يقوم بها معالج فيزيائي ويتعلمها المريض ليقوم بها بنفسه –مثل شد القدم للأمام لإبعاد طرفي سطح المفصل عن بعضهما البعض)، كما يجب استعمال كرسي المرحاض وليس المرحاض العربي لأنه قد يضر بالمفصل.
رابعا، بعض الخلطات العشبية والزيتية:
1. خليط مكون من القليل من الشطة مع زيت الزيتون ودهن المفصل المصاب به.
2. نقع بذور الخردل المطحونة في وعاء فيه ماء ساخن، ووضع الارجل، يجب تكرار ذلك يومياً للحصول على نتائج جيدة.
3. تدليك الركبة المصابة بمزيج زيت الزيتون مع زيت الفجل الدافئ يومياً، وتغطيتها بورق الكرنب المسلوق.
4. تناول مشروب الزنجبيل يوميا فهو مفيد لعلاج مرض خشونة الركبة.
وأخيرا نقول إن الوقاية من مرض خشونة الركبة وامراض العظام بشكل عام من خلال التغذية السليمة والحياة الحركية منذ الصغر له دور مهم في صلابة ومتانة التركيب العضوي السليم للعظام وما يرتبط بها، مما يعمل على حمايتها في فترات تقدم العمر أو عند التعرض لأي اصابة او كدمات، ودمتم بصحة وعافية.