قائمة الموقع

مقال: هذا ما يردع أمريكا

2018-01-01T06:11:23+02:00
مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

ما جرى من تصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة حول القدس أمر مهم ويدعم الشعب الفلسطيني في حقه وهو تقدم دبلوماسي يعتد به ومن الضروري مواصلته على كل الساحات مع مواصلة الانتفاضة في وجه الاحتلال الاسرائيلي حتى يتحرك الرأي العام في كثير من بلدان العالم وهذا أيضا أمر مهم؛ ولكن كل ذلك لن يردع أمريكا ولن يجبر ترامب على التراجع عن قراره لو بقي الأمر على ما هو عليه واكتفينا بالجمعية العامة وما صدر عنها وبمجلس الامن أيضا.

نحن نحتاج إلى خطوات عملية على الأرض تمارس على كل الصعد ضد المصالح الأمريكية سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا حتى يشعر المواطن الأمريكي بخطورة ما قام به ترامب ومدى تأثيره على مصالحه المختلفة عند ذلك يمكن أن يمارس الامريكان ضغطا كبيرا على ترامب ما يجبره على إعادة النظر في قراره القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني.

على الصعيد الشعبي العربي والإسلامي وهو أول الخطوات لعل المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الامريكية هي التي نتمنى أن تحدث ومنع التعامل معها او استهلاكها الامر الذي سيشكل خطرا كبيرا على الاقتصاد الامريكي،  وهناك البديل من الصناعات المتنافسة والتي يمكن ان نستبدل بها المنتج الأمريكي، هذه الخطوة سيكون لها أثر كبير في تحريك قطاع الصناعات الامريكية في وجه سياسة امريكا مما يشكل ضغطا اقتصاديا على أمريكا قد يجبرها على إعادة النظر في سياساتها الخارجية لأن المقاطعة سلاح فعال ويؤثر بشكل كبير.

صحيح ان هناك دولا ليس بمقدورها اتخاذ خطوات تصعيدية ضد أمريكا على المستوى الدبلوماسي والسياسي ولكن لماذا لا تسمح هذه الدول للمواطنين من باب الاحتجاج على السياسة الامريكية لمواطنيها من حصار للسفارات الامريكية والقنصليات ومنع خروج أو دخول أحد له كتعبير احتجاجي على الغطرسة الامريكية وظلمها ليس للفلسطينيين فقط بل وللعرب والمسلمين.

بمقدور الشعوب العربية وهم ليسوا بحاجة إلى قرار حكومي أن يتخذوا من تلقاء أنفسهم بمقاطعة المنتوجات الامريكية والتي تغرق الاسواق العربية بكل أشكالها وألوانها وهذا سيكون له الأثر المباشر على الاقتصاد الامريكي.

أمريكا عدوة الشعوب فقد مارست الارهاب والقتل في أماكن كثيرة، في العراق وفي سوريا ولبنان واليمن وباكستان وأفغانستان والسودان وليبيا وقائمة الارهاب الامريكي تطول، وفي فلسطين الارهاب الامريكي ضد الشعب الفلسطيني بكل اشكاله والوانه السياسية كالقرارات الأخيرة ودعم الاحتلال في المحافل الدولية وتزويده بالأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا لقتل الشعب الفلسطيني.

لن ترتدع أمريكا إذا بقي الأمر على البيانات والاستنكارات وقرارات الجمعية العامة أو مجلس الأمن الذي تفشل فيه أمريكا أي قرار ضد الاحتلال الصهيوني،  امريكا لن ترتدع ما لم تكن هناك مواقف عملية وإجراءات سواء سياسية أو اقتصادية ومقاطعة على صعد مختلفة.

لا تنتظروا قرارات حكومية أو مواقف من الزعماء والرؤساء،  إن لم تتحركوا من تلقاء أنفسكم كشعوب لن يحرككم الزعماء والمسئولون لأنهم غير معنيين بمواجهة أمريكا خشية على مصالحهم وكراسيهم،  هؤلاء الزعماء بحاجة إلى ثورة تقتلعهم عن صدوركم وتعيد لكم كرامتكم وقوتكم وقدرتكم على التصدي والتحدي فأنتم أقوياء أشداء ومن يُضيع هيبتكم هؤلاء الحكام المتخاذلون الخنع.

هؤلاء الحكام هم صناعة أمريكية غربية فخلعهم أول طريق الردع لأمريكا وسياستها لتكن البداية بهم حتى تتحرر إرادتكم عندها ستخافكم أمريكا بكل قوتها والربيع العربي الذي تآمرت عليه أمريكا وبعض صناعتها من الحكام والامراء والملوك كان مثالا واضحا على ما اصاب أمريكا والصهاينة والغرب من هلع وخوف فكان التآمر وإفشال الثورات العربية ضد الخنوع للحكام.

اخبار ذات صلة
مَا زلتِ لِي عِشْقاً
2017-01-16T14:45:10+02:00