قائمة الموقع

"الباب الدوار" يخفت وهج انتفاضة القدس

2018-01-06T08:42:59+02:00
DSPQtr8WsAAB07v
غزة- مها شهوان


لم تعد انتفاضة القدس التي أشعلت في أكتوبر 2015 بذات الوهج الذي انطلقت به، لظروف أمنية هناك، فالشباب في الضفة المحتلة بين مقصلتي "الاحتلال والسلطة"، فنجدهم يثورون أياماً بمواجهات وعمليات فدائية، وأياماً أخرى يخفت نشاطهم المقاوم. 
وكما هو معروف، فإن الفعل الشعبي في الضفة المحتلة أيضا أصبح أكثر حذرا بسبب وسائل القمع والمطاردة التي تبتكرها السلطة من حين لآخر، فلم يعد ينتفض الشباب حتى على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب القوانين التي وضعت هناك، وقد تقضي باعتقال من تسول له نفسه نشر منشور يدفع الشباب للقيام بعمل فدائي أكثر من خمس سنوات.
وكذلك الاحتلال الاسرائيلي الذي يترصد الشباب وينفذ حملات اعتقال ضدهم، عدا محاولاته لحرف بوصلة الانتفاضة من القدس والضفة المحتلة والتركيز على قطاع غزة واستفزاز مقاومته وقتل المدنيين.
عمليا تتركز انتفاضة القدس بعيدا عن المناطق التي تخضع لسيطرة السلطة، لاسيما في مدينة القدس وقراها مما يصعب لجم الانتفاضة.
ويسمي شباب الانتفاضة التنسيق الأمني بــ"الباب الدوار" في إشارة إلى التعاون العالي بين السلطة وقوات الاحتلال، فما إن تُفرج الأولى عن مقاوم تتلقفه الثانية والعكس، وذلك لمحاولة قمع أنشطتهم ومنع تصاعد الانتفاضة.
ولم تخف سلطة رام الله تصديها لكثير من عمليات الطعن، بل جاهرت بذلك أمام وسائل الاعلام الغربية، مؤكدة محافظتها على التنسيق الأمني، رغم أنه من المفترض أنها خرجت من رحم القضية الفلسطينية، لكنها الآن تصادر أسلحة المقاومين وتعتقلهم.
ويقرأ المشهد إبراهيم حبيب المختص في الشأن الأمني، موضحاً أن وهج الانتفاضة الخافت كان متوقعاً لدى المراقبين، لاسيما الحراك الشعبي حينئذ، مبيناً أن موقف السلطة المختلف والرافض للانتفاضة استطاع إحباط أكثر من ألف عملية طعن.
وأكد حبيب خلال حديثه "للرسالة"، أن هناك مؤشرا خطيرا يمنع استمرار الانتفاضة بسبب الاجهزة الامنية الفلسطينية التي تمنع أهل الضفة المحتلة من الاحتكاك على نقاط التماس مع الاحتلال الاسرائيلي، لافتا إلى أن قيادات من السلطة دوما يؤكدون رفضهم القاطع للانتفاضة ويرددون بمنعها.
وعن المطلوب لإعادة انتفاضة القدس لوهجها وثورتها الأولى، يقول:" لابد أن يعيد الشباب الانتفاضة لسابق عهدها كون الضفة تعد الخاصرة التي يمكن إيلام (إسرائيل) منها"، لافتا في الوقت ذاته أن عودتها قد تكون صعبة كون الضفة المحتلة تعيش في قبضة حديدية بين مطرقة السلطة وسنديان الاحتلال.
ويضيف: "السلطة وأجهزتها تحارب المقاومين وتعتقلهم ثم تطلق سراحهم والاحتلال يعيد اعتقالهم (..) نحن أمام سلطة تضرب عرض الحائط بكل المقدرات الوطنية ولا تؤمن بالمقاومة بل ارتبطت بمصالح شخصية وذاتية لكثير من أربابها مع الاحتلال الاسرائيلي مما يصعب اندلاع مواجهة عنيفة".
وفي ذات السياق، لم يذهب بعيدا حسام الدجني المحلل السياسي فهو يتفق مع أن هناك هدفا لحرف البوصلة عن الانتفاضة والقدس والتركيز على قطاع غزة، لكن هذا الأمر تدركه المقاومة الفلسطينية جيداً رغم كل محاولات الاستفزاز وقتل المدنيين.
ويقول:" الاحتلال الإسرائيلي يخطّط إلى حرف البوصلة صوب غزة، وإظهارها بأنها أساس الدولة الفلسطينية وليس الضفة الغربية أو القدس المحتلة، وذلك تمهيداً لإعلان الرئيس الأميركي خطة للسلام أو ما يعرف بـ"صفقة القرن".
ويرى الدجني أنه من الضروري وجود انتفاضة شعبية، ويكون سلاح المقاومة في المرحلة الحالية للدفاع عن الشعب الفلسطيني فقط، وأن ينصبّ كل النشاط على الطابع السلمي مع تحرك للسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير عبر المجلس المركزي، سواء بسحب الاعتراف بالاحتلال أو وقف التنسيق الأمني معه.
وأوضح أن خيارات الشعب الفلسطيني، خاصة العمل المسلح يجب أن تكون حاضرة في مرحلة متقدمة من الانتفاضة والهبة الجماهيرية.
كما تعتبر (إسرائيل) استمرار انتفاضة القدس في الضفة المحتلة خسارة لها وفق ما جاء في صحيفة "مكور ريشون" العبرية أن ثمن شهر من الانتفاضة خسارة 5 مليارات شيكل من الدخل القومي العام وغالبيته سيكون من قطاع السياحة الذي تلقى ضربة قاسية بالقدس المحتلة مع انخفاض الحجوزات الفندقية بنسبة وصلت إلى 50% منذ بداية شهر أكتوبر الأول الذي وقعت فيه الانتفاضة.

 

اخبار ذات صلة