غزة تحتضن وجع بلاد الشام في "أعشاش الذاكرة"!

غزة تحتضن وجع بلاد الشام في "أعشاش الذاكرة"!
غزة تحتضن وجع بلاد الشام في "أعشاش الذاكرة"!

غزة - أمل حبيب

لم يكن مستحيلًا على غزة ابنة الحصار أن تدهشهم جميعًا في آخر خميس لها من عام 2017، حيث احتضنت وجع بلاد الشام بين ضلعيها في "أعشاش الذاكرة"!

أطفئت أنوار مسرح الوداد في غزة وبقيت حروف مئة مشارك في أول كتاب يرى النور من غزة لتثبت للعالم أن كل حواجز الاحتلال باتت وهمية، وأنها قادرة على كسرها حين تنبض الحروف في عشٍ واحد!

النبض الأول

من البديهي أنك ستجد للنصوص معاني مختلفة ليس لأنها لكبار الكتاب أو الشعراء المعروفين في الوطن العربي أو غيرهم من المخضرمين؛ بل لأنك ستستمع لصوت واحد لبلاد الشام من خلال نص أدبي أو شعري أو مقال ضمه الكتاب.

حين تمسك الكتاب لابد أنه سيقول لك " أيها القارئ هنا فلسطين والأردن وسوريا ولبنان.. هنا نتوه جميعا.. ثم نحب ثم نبكي الفقد والحرب والدم.. ثم نضحك.. ثم نرسو بالكلمات فوق عش أخضر واحد يجمعنا في كتاب!".
من وسط القطاع كان النبض الأول لفكرة كتاب "أعشاش الذاكرة" من ابنة دير البلح ايمان عفانة 26 عامًا، وتقول: "هو الوليد الأول بالنسبة لي جاء بعد تعب كبير خلال مراحل العمل" وتضيف:" أكثر مرحلة كانت صعبة هي مرحلة توفير المال لطباعة الكتاب"، تصمت ايمان ثم تبتسم ثم تكمل وكأنها انتصرت: "انخذلت ثلاث مرات".
الخذلان لثلاث مرات بالنسبة لإيمان لم يكن عائقًا أمامها، فهي التي كان نفسها طويلًا حتى قالت "للرسالة" عشية رأس السنة الجديدة:" كملت لغاية ما زبط الأمر ووقعت العقد مع دار خطى للنشر بحمد الله".

ايمان التي اختارت أن يكون اصدار "أعشاش الذاكرة" من غزة، المدينة المحاصرة منذ ١١ عاما، منبهة الى أنها استطاعت من خلال الكتاب أن تتخطى الحدود وتسافر رغم منع أهالي القطاع من التنقل والسفر بسبب اغلاق المنافذ والمعابر المؤدية اليها.

سعادة صاحبة المبادرة الأولى من نوعها استمدتها من فرحة مئة مشارك لهذا العمل الأدبي وفق تعبيرها، وعن حفل توقيع الكتاب قالت:" الفعالية كانت رائعة، واقبال الناس رائع، لم أتوقع أن يمتلئ المسرح".

وتكمل بحماس:" الكتاب نجح، والفكرة نجحت، حيث وصلتني العديد من الرسائل التي تطالبني أن أعيد التجربة مرة أخرى".

تأثرت ايمان بمقولة لكريم الشاذلي: "النصر في الحياة لا يناله الذي يضرب الضربات الأكثر، بل الذي يتلقاها دون أن ينكسر"، وهنا تؤكد بأنها انتصرت قبل أن يطوي عام 2017 صفحاته دون أن تنكسر!
رحلة طويلة بين الأقلام قد يصلك خلالها أنين سوريا المنهكة، وصراخ الأمهات هناك، ثم إنك قد تعيش لحظة حب رغم الحرب في غزة، سوف تبتسم حتمًا لطفل أردني يغسل زجاج سيارتك في نصٍ لمشارك في أعشاش الذاكرة وصل اليك في غزة!

في شوارع الوطن عبرت حروف المشاركين القارات وفك حصار العالم من العالم نفسه، ومن وهْمٍ كاد أن يُظلِم على الجميع في متاهات العجز!
لا تدع الحلم معلقًا في ذاكرتك فأعشاش الذاكرة كان مجرد منشور لإيمان عفانة عبر الفيس بوك أخذت الحلم على محمل الجد واستقبلت المشاركات لمدة شهر، حتى تم الاختيار لمئة مشاركة من 770.

كتبوا لترى صورهم وتستمع لصوتهم، ستغلق الكتاب ولربما ستبتسم، وقد تقول "أنا فخور بهذا الإنجاز الذي جمعنا ووصلنا بكم رغم الحصار هنا في غزة".

البث المباشر