شهادات أسرى غزة.. وجع يُحفر في الذاكرة للأبد

الرسالة نت- رشا فرحات

أقدامهم متورمة، أجسادهم ممتلئة بالجروح والنتوءات الملتهبة، فنشرت في جلودهم أمراض يصعب علاجها، علامات الأصفاد ظاهرة على معاصمهم، يبكون حين لقاء الأحبة بحرقة وزعت على كل من قابلهم في المستشفى من ذويهم.

شهادات الأسرى عما حدث معهم قد لا يصدقها عقل، ضرب وإهانات، وشبح، وحرمان من الطعام، وسرد الأكاذيب على أسماعهم عن مصير عائلاتهم في غزة.

يقول أحد الأسرى المفرج عنه:" قعدت في البراكس خمسين يوما، وأنا مكلبش وقاعد على ركبي، لو تجرأت وغيرت جلستي، سوف أضرب"، يصف الأسير مراحل السجن وهو يكشف للطبيب عن جسده المليء بالقروح والجروح، وقدماه المتورمتان على امتداد الساق جراء القيود التي أحكمت حولها لأشهر الاعتقال مهما طالت، ويضيف:" لم نكن نغسل ملابسنا، وإن غسلناها مرة كل شهر لا نملك غيرها فنرتديها وهي مبللة وإن غلبنا النوم لدقيقة، يأتي السجان لإيقاظنا ساكبنا على رؤوسنا الماء المثلج".

ويضيف: من خمسين يوما في البركس أخذوني إلى بركسات أخرى، مرة ثانية وثالثة، حتى استقر بي الحال بعد كل هذا العذاب في النقب، الأكل قليل جدا وغير مشبع، في عز الشتاء نستحم بماء مثلج، لمدة سبع أشهر لم أغير ملابسي لأنني لا أملك غيرها".

في معتقل سديه تيمان، كان شكل الاعتقال أكثر وحشي، يقول الأسير وليد الخليلي المفرج عنه بالأمس:" لم أتوقع أن أصل إلى هذه المرحلة، دخلت فوجدت كل الأسرى معلقين، لست ساعات، أو عشر ساعات، أو يوم أو يومين، حينما علقوني لثلاثة أيام، وألبسونا جميعا الحفاظات، وضعونا في زنازين صغيرة مظلمة تماما، وأرضيتها مكهربة، ثم أخرجوني في يوم ماطر بارد إلى ساحة المعتقل وسكبوا علي الماء المثلج".

ويضيف:" طوق كهربائي ألبسوه في رأسي، وكان جسدي ينتفض، ووضعوا أسياخ الكهرباء في أقدامي وهم يتضاحكون، ويطلبون مني الكشف عن مكان السنوار، وأنا أقول لهم لا أعرف شيئا عن مكانه، هذا 1% مما حدث، هناك مشاهد أفظع حدثت مع غيري".

يكبل الاسرى في سيدي تيمان طوال الوقت، منذ السادسة صباحا حتى منتصف الليل، عشرين يوم قضاها الخليلي هناك، كانت كلها عذاب، معلق وتحت التعذيب أو محتجز ويصله صوت صراخ رفاقه الأسرى، ويضيف في شهادته:"  هناك من تقطع يده بسبب الشبح لأيام،، لقد مات ثلاثة أسرى أمامي وهم معلقين، كنا نرمى في الزنازين المظلمة دون طعام لعشرة أيام متواصلة، هناك أهوال يوم القيامة".

ثم يلعبون على أعصاب الأسرى وعقولهم، أحدهم قال:" كانوا يعرضون صور أهلي وأولادي ويقولون: هدول أهلك قتلناها، هاي أختك اعتقلناها، هدول أولادك قتلناهم".

ولم تسلم الأسيرات من جنون العذاب ذلك ووحشيته، الأسيرة المفرج عنها نعمة حمودة قالت إنهم وضعوها داخل غرف مضيئة بضوء شديد ساطع، ما يمنعنا من النوم أو التركيز بالإضافة إلى الضرب المبرح واللعب على الجهاز العصبي، رأينا بأم أعيننا كيف تعرى الأسيرات مهما كان سنها ومهما كانت أوضاعها الصحية".

90 أسيرة فلسطينية في سجن دامون اليوم منهن خمسون أسيرة لا تتوفر عنهن أي معلومات ووفقا لريم سالم مقررة الأمم المتحدة لشؤون المرأة الفلسطينية قالت ذلك مضيفة: تجردن من ملابسهن، وتعرضن للتحرش.

يسرى أبو الخير سيدة في الستين احتجزها الجنود من شارع صلاح الدين أثناء نزوحها الى الجنوب، قاموا بتفتيشها ومنعها من النوم لأيام عديدة، وقد فقدت الوعي أكثر من عشر مرات دون توفير دواء لها.

تعرضت الأسيرات للاغتصاب والإعدام وإزالة الحجاب وتصويرهن مشاهد مهينة وقد دعى الاحتلال إسرائيليين مدنين لمشاهدة جلسات التعذيب وتصويرها والتي تشمل الضرب وسكب الماء الساخن على أجسادهن.

البث المباشر