قائد الطوفان قائد الطوفان

"السيف الأجرب".. السعودية تكشف عن كتيبة اعتقال الأمراء

صورة "أرشيفية "
صورة "أرشيفية "

الرياض- الرسالة نت

ليس بالجديد إطلاق تسميات غريبة، وغالباً مرعبة، على قوات عسكرية متخصصة في تنفيذ مهام صعبة وخطيرة، تتطلب امتلاك أفرادها قوة وجرأة وشجاعة، بل تصل بعض هذه القوات إلى حدّ الإجرام وارتكاب الانتهاكات وإرهاب الأبرياء، ومثال هذا "بلاك ووتر" الأمريكية، التي عُرفت بارتكابها الكثير من الفظائع.

آخر ما تناقلته الأخبار مجموعة عسكرية تحمل اسماً غريباً، وتنفذ واجبات مهمة وخاصة، هي "كتيبة السيف الأجرب" التي نفذت، السبت 6 يناير 2018، مهمة القبض على أمراء تجمهروا بقصر الحكم في السعودية.

وتعتبر كتيبة السيف الأجرب إحدى كتائب الحرس الملكي السعودي، ولم تكن معروفة من قبل، وقد برز اسمها عقب القبض على الأمراء الذين خالفوا التعليمات بالتجمهر أمام قصر الحكم.

وتشير المعلومات، وفقاً لصحيفة سبق المحلية، إلى أن قوة السيف الأجرب ترتبط بشكل مباشر بولي العهد محمد بن سلمان، وتم استحداثها فور تولي الملك سلمان بن عبد العزيز لمقاليد الحكم في يناير 2015، ويزيد عدد أفرادها على 5 آلاف عسكري من مختلف الرتب العسكرية.

ويحمل جميع منسوبي القوة دورات عسكرية متقدمة، منها دورات الضفادع البشرية، الصاعقة، المظلات، مكافحة الشغب، قناصة، متفجرات.

وتتبع الكتيبة الحرس الملكي الذي يعتبر قوة مدربة ومتمرسة وشرسة؛ لا سيما أن مهمتها تتعلق بتأمين وحراسة الملك وولي العهد وولي ولي العهد وكبار الشخصيات من ضيوف الدولة، وكل القصور والدواوين والضيافات الملكية، وكل المناسبات التي يرعاها الملك ووليا عهده.

والحرس الملكي مفصول عن وزارة الدفاع ويعتبر قطاعاً مستقلاً، ويتمتع بميزانيته الخاصة المستقلة، ورئيس الحرس الملكي يرتبط ارتباطاً مباشراً بالملك.

تعود تسمية الحرس الملكي إحدى كتائبه الخاصة بـ"كتيبة السيف الأجرب"، إلى اسم سيف مؤسِّس الدولة السعودية الثانية، الإمام تركي بن عبد الله بن محمد آل سعود، الذي يلقب سيفه بـ"الأجرب" الذي قال فيه قصيدة مشهورة.

واكتسب هذا السيف سمعة هائلة منذ ذلك الحين في أنحاء الجزيرة العربية، ويعدّ من أشهر السيوف العربية.

وسمي السيف بـ"الأجرب" بسبب وجود صدأ في بعض أجزاء منه، وفقاً لما يقوله مؤرخون.

وكان السيف قد أهدي إلى أمير البحرين، حيث ذكر في كتاب "خليفة بن سلمان: رجل وقيام دولة" لتوفيق الحمد، أن الإمام سعود بن فيصل بن تركي بن عبد الله، الذي توفي عام 1874، هو الذي أهدى السيف إلى حاكم البحرين آنذاك الشيخ عيسى بن خليفة.

وتناقل السيف، بعد ذلك، حاكم تلو آخر في البحرين، إلى أن وصل إلى الشيخ محمد بن سلمان آل خليفة، عم ملك البحرين الحالي، وكان حريصاً عليه جداً، وتمّ وضع "الأجرب" في حجرة خاصّة لم يسمح لأحدٍ بأن يقترب منها.

وكان الشيخ محمد بن سلمان آل خليفة يحرص على تنظيفه شخصياً؛ تكريماً له، قبل أن يهديه ملك البحرين للملك عبد الله بن عبد العزيز عام 2010، في خلال زيارته للمنامة، ثم انتقلت ملكيته إلى الملك سلمان بن عبد العزيز.

أولى المهام المعلنة لـ"السيف الأجرب" كانت اعتقال عدد من الأمراء بعد تجمهرهم في قصر الحكم، السبت 6 أيار 2018؛ احتجاجاً على أمر ملكي صدر مؤخراً يتعلق بالأوضاع الاقتصادية.

ووفقاً لصحيفة "سبق" فإن 11 أميراً تجمهروا في قصر الحكم (اليمامة)، مطالبين بإلغاء الأمر الملكي الذي نص على إيقاف سداد الكهرباء والمياه عن الأمراء، وطالبوا أيضاً بتعويض مادي عن حكم قصاص صدر بحق أحد أبناء عمومتهم.

وبعد إبلاغ الأمراء خطأ مطالبتهم ورفضهم مغادرة قصر الحكم، صدر الأمر للحرس الملكي "كتيبة السيف الأجرب" بالتدخل، وتم القبض عليهم ووضعهم في سجن "الحائر"؛ تمهيداً لمحاكمتهم، بحسب الصحيفة.

ولم تذكر الصحيفة أسماء الأمراء، لكنها قالت إن الأمير (س.ع. س) كان يتزعمهم.

وتعيش الأسرة الحاكمة في السعودية على وقع خلافات غير مسبوقة؛ بسبب محاولة ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، التخلص من كل رافضي انتقال السلطة إليه.

وتأتي الخطوة في حين لا يزال عدد من الأمراء الذين اعتُقلوا، في نوفمبر الماضي، ضمن ما عُرف بحملة مكافحة الفساد، محتجزِين لدى السلطات، في ظروف يغلب عليها الكتمان.

في غضون ذلك يعيش الشارع السعودي حالة غضب كبيرة ولافتة؛ من جراء القرارات الاقتصادية التي زادت من أعباء المواطنين، وهي الحالة التي حاول الملك سلمان بن عبد العزيز امتصاصها، السبت 6 يناير 2018، بأوامر ملكية نصَّت على تحمُّل الدولة جزءاً من هذه الأعباء.

البث المباشر