وسام عفيفه
مشهد أول:
يدخل ضابط إسرائيلي برفقة مجموعة من الضباط التابعين لأجهزة فتح الأمنية في رام الله إلى مطعم يحمل اسم "بيبلوس", عند زاوية شارع أياكون في مدينة "تل ابيب" المحتلة، بالقرب من السفارتين الأميركية والفرنسية.
الزيارة تأتي بناء على دعوة عشاء من قيادة جهاز الأمن الإسرائيلي لنظرائهم في جهاز الأمن الفلسطيني في الضفة, للاحتفال وشرب الأنخاب بنجاح تجربة التعاون الأمني ودخول أول مستوطن لمدن الضفة تحت حماية فلسطينية.
مشهد ثاني:
ناحية البار يقف رجل ثمانيني يوزع العاملين في المطعم, تخرج منه كلمات عربية بلكنة لبنانية وهو يحتسي الخمر على مدار الساعة...
يتشجع ضابط فلسطيني ويقترب منه ليتناول معه كأسا بالعربية وليتعرف عليه.
تخرج من صاحب المطعم ضحكة عالية ممزوجة بالسخرية عندما يعرف الضابط بنفسه وعمله, عندها يسأل الضابط الفلسطيني: "لماذا تضحك... أراك تتحدث العربية.. أنت من اخواننا في 48 ؟
يرد صاحب المطعم: " شو ما بتعرفني" ما شفت صوري ابل هيك"
الضابط الفلسطيني: "مشبه عليك"
صاحب المطعم: " لك أنا أنطوان يا مخبول..أنا جنرال جيش جنوب لبنان"
الضابط يفتح فمه وعيناه كمن لدغته عقربه" أنطوان لحد .. بشحمه ولحمه"
مشهد ثالث:
ينهي الضابط الفلسطيني الحديث بسرعة ويقرر ورفاقه أن يغادروا المكان خشية أن تصيبهم اللعنة التي أصابت لحد , وقبل أن ينسحب الضابط من المكان يجذب الجنرال لحد ذراعه ويقول له بصوت خافت وساخر: "بلغ معلمك في رام الله ,في (سوبرماركت) خلف مطعمي ..انصحه يحجزه اليوم بسعر معقول .. وإذا بيقبل يشاركني في مشروعي أهلا وسهلا.. متل ما تشوف عينك , عندي مطعم ومرقص" ..
ثم يميل عليه مرة أخرى ويهمس:" بلغه ما يعتمد على راتب التقاعد من وزارة الدفاع .. ما راح يكفيه".
الضابط يرد بعصبية :" شو.. بتفكرنا عملاء مثلك .. نحن نعمل لقيام دولتنا المستقلة."
تجلجل ضحكة لحد في مطعمه مرة أخرى ثم ينكب على الكأس في يده.. ثم يبكي وينتحب.
ويتمتم بكلمات .."كلنا عملاء يا عزيزي"
المشهر الأخير:
وفد الضباط عاد إلى رام الله في دورية مشتركة مع قوات الاحتلال , وذاكرة كل منهم تختزن شكل وكلمات البائس أنطوان لحد.
فجأة تظهر سيدة عجوز بالثوب الفلسطيني أمام الدورية التي كادت أن تصدمها . تنظر للضباط في السيارة ثم تقول : "ايش أرتجي منك يا سفرجله وكل عضة منك بغصه"
النهاية