"صحتك بالدنيا".. حملة لإنقاذ مرضى المزمن من كوابيسهم

غزة – منى تنيرة

لم تكن ملاحظة الشابة "إسراء فروانة" للحرمان في عيون الأطفال المرضى والمصابين بالأمراض المزمنة عبثًا حيث يرون الأطعمة الشهية ويخافون الاقتراب، فسعت لتنهي معاناتهم بمشروعها "صحتك بالدنيا" وذلك بإعداد وجبات صحية تكون بمثابة إنقاذ لهم من كابوسهم.

على طاولة مستديرة في المكان المخصص لإعداد الوجبات قابلت الرسالة "فروانة" (25) عاما وهي واحدة من أعضاء فريق "صحتك بالدنيا" وقد تراكمت أمامها الأوراق والكتب اللازمة والأجندة اليومية لا تفارقها حرصا على إتمام المهمات على أكمل وجه كما تقول.

بالابتعاد عن قلي الطعام بالزيت المليء بالمواد غير الصحية تعد "فروانة" الوجبات مستخدمة زيت الزيتون الطبيعي ومعتمدة في إعداد الوجبات على الشواء والسلق كما لم يغب عنها صحية الأدوات الزجاجية أكثر من غيرها.

راحت العشرينية تقلب بقائمة الأطعمة التي أعدتها بعد دراسة وتقص للمواد الغذائية الصحية اعتمدتها فيما بعد لتكون قائمة يختار منها الزبائن، تقول: "القائمة شاملة لتحتوي كل أنواع الأطعمة من مثلجات وحلويات صحية ووجبات غذائية متكاملة".

وترى "فروانة" أن ما يعانيه المرضى في حال عدم انتقاء الأطعمة بعناية من أعراض ليس من السهل تحملها مثل: ظهور التهابات على جلد مرضى السّكري، وعدم التّركيز والتشتّت لدى الأطفال المصابين بمرض السّكري، الجلطات والذّبحات الصدريّة، أسبابًا ظلت عالقة بذاكرتها ما جعلها تتشجع أكثر لإطلاق الفكرة وتطبيقها.

لم يكن تجهيز الطعام هي الخطوة الوحيدة التي يعمل عليها الفريق بل إعداد موقع الكتروني يمثلهم كان له الصدى الأقوى لما فيه من أيقونات لخدمات تقدم للمرضى وتسعفهم كاستشاري تغذية، وحلقات تعلم الطهي الصحي في ساعة، وآلة تحسب السعرات الحرارية لكل وجبة.

معيقات كثيرة تكومت أمام فروانة أثناء سيرها في طريق حلمها لكنها انتهجت أسلوبا اعتادت عليه في حياتها إذ تبدد تلك الحجارة التي تتعثر بها، وتبني بها سلما للنجاح بدلًا من أن تسقطها أرضًا.

تسترسل قائلة: "كل الصعوبات التي واجهتني كانت سببًا في صقل شخصيات وتشجيع للفريق المشارك معي فلو أننا استسلمنا عند كل عقبة من العقبات لما أكملنا مشروعنا".

"هجر الخضار" تعتبره العشرينية "فروانة" من أصعب الأمور التي واجهتها حيث تعتمد على إقناع المجتمع بالعودة الى الطعام الصحي، والابتعاد عن الوجبات السريعة المضرة في ظل انتشار المطاعم في غزة.

"لكي ننجح علينا اولًا أن نؤمن أنه بمقدورنا تحقيق النجاح" شعار اتخذته "فروانة" في طريقها تدرك ذلك حين تقول لك بثقة بادية عليها: " أنا مصممة لأن أصل إلى نهاية الطريق التي أراها دافعًا لتحقيق باقي الأهداف التي وضعتها على أجندة أيامي".

وتثني "فروانة" على أعضاء الفريق وحاضنة الأعمال التكنولوجية (بصيص) بالجامعة الإسلامية لما قدمته لهم من دعم وتأييد، حيث مدت لهم يد العون لتطوير فكرتهم بعد أن اعتبرتها مساحة آمنة لذوي المرض المزمن.

ابتسامة ارتسمت على وجه "فروانة" فخرًا منها بالإنجاز، وهي تعلم أنها لم تكن كذلك لولا التشجيع والتأييد لمواصلة المسير حيث الأهل والأصدقاء الذين التفوا حولها كي ترى النجاح ملموسًا في حياتها كانوا سببًا في الوصول كما تحكي.

روتين ممل يعاني منه المرضى في اتباعهم لطعام معين حتى لا يستوطن المرض أكثر في أجسادهم، ترى "فروانة" أنها ستساهم في التغلب على روتينهم هذا والذي له آثار نفسية كبيرة أيضا عليهم عدا عن إرجاع شهيتهم للطعام التي أوشكت على الغياب حسب وصفها.

آمال كبيرة تسكن قلب "العشرينية" في مشروع صحتك بالدنيا حيث تسعى إلى إيصال الوجبات ومكوناتها إلى أنحاء فلسطين ومن ثم إلى العالم العربي، وتضيف "سنعمل بعدها على ترجمة كل محتويات الموقع إلى لغات عدة حتى يكون المشروع عالميًا".

البث المباشر