قائمة الموقع

البطش: المصالحة في أزمة و"التمكين" شماعة الحكومة لتبرير تقصيرها

2018-01-11T06:33:28+02:00
صورة
غزة-لميس الهمص

دق مسؤول العلاقات الوطنية في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، ناقوس الخطر على صعيد تعثر المصالحة الراهن، مقراً أن "حركة حماس التزمت بما عليها وحلت اللجنة الادارية كمدخل حقيقي للمصالحة"، متهما حكومة الوفاق الوطني باتخاذ التمكين كشماعة" لتبرير تقاعسها عن القيام بواجباتها تجاه قطاع غزة، مشددا في سياق آخر على أن مدينة القدس المحتلة "لا تقبل القسمة على شعبين ولا بين دولتين".

وأوضح أن المصالحة في أزمة كبيرة، وأن المخرج من كل الأزمات التي تعصف بها هو الالتزام باتفاق 2011، متعهداً بالعمل كمنسق لجنة القوى الوطنية والاسلامية على إزالة العقبات التي تعترض طريق الحكومة لممارسة مهامها في قطاع غزة.

وفي سياق آخر، أفاد أن حركة الجهاد لم تحسم بعد قرار المشاركة في جلسة المركزي المزمع عقدها منتصف الشهر الجاري، لافتا أنهم تلقوا دعوة و"القضية قيد البحث".

العديد من الملفات المهمة وقضايا الساعة ناقشها طاقم "الرسالة" مع القيادي البطش خلال استضافته في البرنامج الدوري تحت مجهر "الرسالة"، وكان الحوار التالي:-

المصالحة في أزمة

وحول المصالحة والحديث عن انسداد الأفق أمامها وفق معطيات الواقع، قال: "المصالحة في أزمة كبيرة، وهناك عقبات كبيرة لم تزل حتى اللحظة من طريقها"، وتابع "تحقيق المصالحة يستوجب إزالة كل العقبات والطريق لذلك فقط هو الالتزام باتفاق 2011 لأنه وضع الحلول والاجابات لجميع الأسئلة الوطنية للخروج من الانقسام وعالج كل الخلل في الحالة الفلسطينية وفي كل مؤسسة".

المخرج من الأزمات التي تعصف بالمصالحة هو الالتزام باتفاق 201

وبحسب البطش فإن البعض يسعى لتجاوز اتفاق 2011 بهدف تحويل الاتفاق الوطني لاتفاق ثنائي بين فتح وحماس، وهو الأمر الذي لا يسهم بالمصالحة، مؤكدا أن المخرج من الأزمات التي تعصف بالمصالحة هو الالتزام باتفاق 2011، موضحا أن الاتفاق الثنائي على كل بند من جديد يعني أزمة جديدة وتفاصيل وآليات ووقت إضافي "ونحن في غنى عن ذلك".

ويرى القيادي في الجهاد أن المصالحة العرجاء بشكل عام أفضل من جو الانقسام، خاصة وأن حماس أعلنت وأكدت لأكثر من مرة أنها لن تكون طرفاً في الانقسام، وقال: "نحن نشهد أن حماس استجابت لمطالبنا ومطلب لجنة القوى الوطنية والإسلامية بحل الإدارية خاصة بعد تلقت ضمانات من المصريين"، مؤكدا أن "الإشكالية في أداء الحكومة وهي المسؤولة اليوم عن القطاع وعليها أن تقوم بالدور المطلوب".

وشدد على أن الحكومة لا تقوم بدورها وتتخذ من "التمكين" شماعة تعلق عليها تقصيرها، وقال: لتستلم الحكومة مهامها ونحن كلجنة فصائل نتعهد بإزالة العقبات التي قد تواجهها وقد تلقينا تأكيدا من حماس بتذليل اي عقبة في طريق تخفيف معاناة الناس بغزة، لذلك شكلنا لجنة لمتابعة تنفيذ الاتفاق بتنسيق مع الراعي المصري، وهي تضم 12 فصيل وهي لا تضم اي من فتح أو حماس، ولا تحتاج لعملها إذن من أحد!".

وعن دور اللجنة في الإعلان عن الجهة المعطلة للمصالحة؟، بين البطش أن اللجنة موجودة وتواصل دورها وتسعى للوصول لتطبيق الاتفاق ولا يقتصر دورها على تسجيل موقف فقط، منوهاً إلى اهمية دور الوسيط المصري في المصالحة، موجهاً الشكر لمصر على الدور الذي بذلته من أجل إنهاء الانقسام، وخاصة الفريق الأمني الذي تواجد بالقطاع لمدة أسبوعين.

وبينّ أن مغادرة الوفد المصري لقطاع غزة جاء في سياق العتب على الحكومة التي رفضت استقباله في الوزارات، إضافة للبعد السياسي بعد قرار أمريكا بضم القدس لدولة الكيان.

قيد الدراسة

وفيما يخص جلسة المركزي ومشاركة حركة الجهاد بها؟، أوضح مسؤول العلاقات الوطنية في الحركة، أنهم تلقوا دعوة قبل أيام من مكتب الأخ/ سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني المخول بإرسال الدعوات، ومضى يقول: "أصبحنا أمام منعطفات جديدة مثل - سلب القدس وضم الضفة الغربية لدولة العدو، وانتهاء مشروع التسوية والمصادرة وتهويد واستيطان والضم للأرض وبعدها قد نكون مرحلة تهجير الشعب الفلسطيني من هذه الاراضي"، موضحا أنه يجب أن نقف معا ليس لندعم شرعيات أحد ولكن للبحث عن مخرج للأزمة الوطنية، و"هذا يجعلنا نطالب الاخ ابو مازن بعقد الاطار القيادي المؤقت للمنظمة لبحث هذه الكارثة التي تحل بقضيتنا".

لتستلم الحكومة مهامها ونحن كلجنة فصائل نتعهد بالعمل على إزالة أي عقبات تواجهه

ولفت إلى أن موضوع المشاركة بالمجلس المركزي قيد الدراسة، ولم يحسم بعد في دوائر حركة الجهاد، وقال: "نتشاور مع القوى في الداخل والخارج حول المشاركة لكي يساهم ذلك في تحديد الموقف "، مستدركاً بقوله: "لكن يجب أن ننتبه أن المرحلة تشهد عصفا بالقضية، لذا يجب أن نلتق وطنيا .. وكنا نتمنى أن يكون القاء بعقد الإطار القيادي المؤقت، وطالبنا بذلك لأنه لا يعقل أننا كفلسطينيين لم نجتمع حتى اللحظة"، معتبرا أن اجتماع السلطة بدون حماس والجهاد " يبقى اجتماع قيادي منقوص!".

خيارات مفتوحة

موضوع المواجهة مع الاحتلال كان حاضراً في نقاش "الرسالة" مع القيادي البطش، وعن ذلك قال: "نحن في حالة صراع دائم مع العدو الصهيوني ما دام يحتل أرضنا، فوتيرة المواجهة تنخفض وترتفع حسب المعطيات على الأرض، والتهديد الصهيوني لحركة الجهاد شيك مفتوح ولا يعيق عملنا".

وأضاف: "التهديد يأتي لثنينا عن القيام بواجباتنا، ونقل المعركة إعلاميا اولا ثم التصعيد ثانيا بغزة، عبر اغلاق عين الكاميرا عن القدس والضفة وما يجري في العواصم العربية من رفض لقرار المجرم ترامب بشأن القدس"، موضحا أن "العدو معني بنقل المعركة لغزة واستدال الستار عن تهويد القدس وضم الضفة الغربية، ويختار حركة الجهاد لأن هناك حساب مفتوحا معها "، في إشارة إلى جريمة الاحتلال بحق" نفق الحرية" التي راح ضحيتها عدد من الشهداء من عناصر وقيادات سرايا القدس الجناح العسكري للحركة.

حماس التزمت بما عليها وحلت اللجنة "الإدارية

وبينّ أن الجهاد أجرت تحقيقا في استشهاد مجاهدي السرايا، وارتأت ضبط النفس يومها بسبب أن اليوم التالي للحادثة كان موعدا لتسليم المعابر، وهو الاختبار الأهم في طريق المصالحة، "لذا أجلت الرد على الجريمة كي لا تتهم بانها سببا في إفشال المصالحة "، منوها إلى أنهم أثبتوا أن الجهاد قادر على ضبط النفس إلى أن جاء التسجيل الصوتي لقوات العدو الذي اثبت أن هناك 16جنديا صهيونيا سقطوا جرحى في رد اولي من سرايا القدس على جريمة نفق الحرية حسب التسجيل الذي سربته سرايا القدس للإعلام عن ذلك الاشتباك في شمال غزة.

ويؤكد البطش أن الأولوية لدى حركته هو استمرار الانتفاضة ببعدها الشعبي والجماهيري، مشددا على أن المقاومة معنية بإبقاء ملف القدس حي واشراك الأمة فيه، مضيفاً أن "الميدان هو من يحكم في حال زاد ميزان الدم والوضع تطور عندها ستكون خيارات الجهاد مفتوحة" مجيباً بذلك على سؤال حول فرص المواجهة مع الاحتلال خلال العام الجديد.

الحل بسحب الاعتراف (بإسرائيل)

صفقة القرن والحديث عنها كان محورا مهما في لقاء "الرسالة بالقيادي في حركة الجهاد والذي بين بدوره أن العرب بدأوا بالتنازلات منذ القمة العربية في بيروت عام 2002 م حين قدموا مبادرة السلام التي كانت أشبه بوعد بلفور عربي لإسرائيل.

ولفت إلى أن اليوم التالي للمبادرة شهد اجتياح شارون للضفة ومجزرة جنين، معتبرا أن تنازل العرب هو من شجع على ذلك خاصة وانهم استعدوا للتطبيع وقدموا العرض للاحتلال، مستهجناً تحول بعض القادة العرب لعرابين للتسوية، لافتا إلى أن الرئيس الأمريكي استغل الوضع العربي للتحضير لصفقة القرن التي كانت عبارة عن رؤيتين الأولى قائمة على تصور أمريكي إسرائيلي قائم على كونفدرالية مع الاردن في الضفة وسلام اقتصادي مفتوح فيما تضم غزة مع مصر.

وتابع أن الرؤية الثانية والتي طرحت من قبل بعض الدول العربية وتبنتها أمريكيا لاحقا فتقوم على دولة فلسطينية مركزها غزة مع بعض أجزاء في الضفة، يصاحبها تفاوض مفتوح لتجسيد دولة على حدود 67، مؤكدا أن العرب طرحوا تطبيعا بمجرد إعلان الدولة في غزة. !!

الطرح السابق استوجب حسم العديد من الملفات من الإدارة الأمريكية أهمها القدس، وضم الضفة (لإسرائيل)، وتعزيز الرؤية بقرار كنيست لإعطاء تلك القرارات شرعية قانونية صهيونية، وفق ما ذكر البطش الذي شدد على أن المخطط السابق لا يسقط إلا بكل أشكال المقاومة، وبالانتفاضة كأولوية، مبينا ان الانتفاضة "يجب أن يكون لها أهداف واضحة والا تكون فرصة لتحسين الشروط التفاوضية فقط كما يرى البعض".

ويعتقد أن الضمان لإفشال صفقة القرن هي الوحدة الوطنية في ساحة الاشتباك، ورفض مشروع التسوية، مطالبا رئيس السلطة بسحب الاعتراف بإسرائيل والخروج من نفق التسوية المهين ردا على ما يدور باعتباره الرد السياسي المقبول من الكل الفلسطيني.

الانتفاضة خيار المرحلة

وعن أوضاع الضفة الغربية وتقيمه للانتفاضة، قال البطش: "إن حركته تدين وتجرم التنسيق الأمني وتعتبره خنجرا في ظهر الشعب"، موضحا أن اتفاق القاهرة ينص على أن التنسيق الأمني جريمة يعاقب عليها القانون.

وأكد أن التنسيق أعاق كل مشاريع المقاومة في الضفة الغربية، خاصة وان البعض الفلسطيني لا يزال يرى في الانتفاضة مطلبا لتحسين شروط التفاوض وليس ردا على قرارات ترامب.

وتابع "يجب أن نعمل على إيجاد روية مشتركة يجمع عليها الجميع وتصبح ناظمة للانتفاضة في غزة والضفة والقدس وكل ارجاء فلسطين "، موضحا أن الانتفاضة خيار المرحلة يمكن للكل الاتفاق عليها.

ويرى أن الخطأ القاتل الذي يكرره أبو مازن يتمثل بترك جبهته الداخلية والاهتمام بالعلاقات الخارجية، مبينا أنه من الأخطاء الفادحة التي يجب أن يكف عنها "فلن يكون هناك نجاحات في الخارج بدون وحدة وقوة العامل الداخلي".

ويشدد على أن العامود الفقري لتثبيت حالة الرفض للقرارات الأمريكية فقط بـ"المقاومة وبانتفاضة تشمل القدس وغزة والضفة والداخل المحتل، في ظل زخم ودعم عربي وإسلامي شعبي حتى في داخل أمريكا هناك مظاهرات ضد قرار المجرم ترامب بشان القدس"، مرجحاً استبعاد ترامب بعد استنزافه أو على الأقل تحجيم دوره بعد أن "انتهت مهمته التي تلخصت صهيونيا في إعطاء القدس للصهاينة فبرايي ان مهمته انتهت، وكذلك التسوية السياسة انتهت لأن الاحتلال لم يعد يريدها لأنه أخذ منها كل ما يريد ".

اخبار ذات صلة